الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا .. لم ولن تنتصر بعفرين!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2018 / 4 / 22
القضية الكردية



بير رستم (أحمد مصطفى)
إنني فعلاً أستغرب من البعض من أبناء شعبنا وهو يتبجح على صفحات التواصل الاجتماعي بهزيمة الإدارة الذاتية على يد تركيا والميليشيات الإسلاموية فهو من جهة يكشف عن سقوطه الأخلاقي والسياسي ومن جهة يكشف عن جهل مستفحل في الذهنية السياسية لفئة كبرى من أبناء هذا الشعب المقهور والمغلوب على أمره، بل يكشف عن غباء سياسي نعاني منه تاريخياً بحيث يجد في هزيمة الأخ وإنتصار العدو نوع من الانتصار السياسي الشخصي أو القبلي الحزبوي لتياره المنهزم والمنبطح .. وبالمناسبة ولعلم هؤلاء "الفطاحل من الساسة العباقرة"، فإن تركيا لم تفز وتنتصر، بل منحت بعضاً من الكعكة السورية كجائز طردية من قبل الروس والأمريكان وذلك لإبقائها على تلك المسافة من الطرفين وللتأكيد على مقولة أن تركيا لم تنتصر، فإننا سوف نكتفي بإيراد بعض الملاحظات السريعة وهي:

- تركيا من دولة كانت تفتخر بأنها ذات سياسة "صفر مشاكل" باتت تعاني من سياسة "صفر حلول" مع الأزمة السورية وذلك في ملفات سياسية وأمنية عدة.

- تركيا والقيادة التركية وعلى رأسها الرئيس أردوغان كانوا يحاولون الوصول لشرقي الفرات وقبلها للرقة ودير الزور وتم إفشال مشروعهم بإحتلال الشمال السوري، كما كانت تأمل من خلال دخولها لمنطقة عفرين.

- تركيا كانت على أبواب الدخول للاتحاد الأوربي وبات حتى فكرة استمرار الحوار في ذلك الموضوع هو حلم للأتراك ولو بعد سنوات.

- تركيا شهدت تطوراً ونمواً إقتصادياً مع بداية حكومة العدالة والتنمية، لكنها الآن تشهد إنهياراً وتضخماً لا مثيل له بحيث باتت الليرة التركية تفقد المزيد من قيمتها وقدرتها الشرائية حيث وخلال ثلاث سنوات فقدت نصف قيمتها الشرائية، فبعد أن كان الدولار يعادل الليرتين بات يعادل الضعف في هذه الأيام.

- أما بخصوص الأوضاع السياسية الداخلية، فإن تركيا تعاني إنقساماً سياسياً وإحتماعياً وعسكرياً حاداً وجدنا تعبيراتها في قضية الانقلاب العسكري الفاشل وما لاحقها وسبقها من حجز للحريات والتضييق على الأحزاب وصولاً لمسألة إضعاف النظام السياسي البرلماني وزيادة في صلاحية الرئيس كأي مستبد شرقي مأزوم ومتضخم بالعقد السلطوية.

- وأخيراً لنقف عند القضية الجوهرية ونقصد احتلال تركيا لعفرين وعموم القضية الكردية حيث تركيا تعلم ويعلم معها العالم أجمع؛ بأن مسألة احتلال تركيا لعفرين لن تنهي القضية الكردية، بل ستزيد من تعقيداتها وذلك إن ضمت لتركيا أو أعيدت "للسيادة السورية" حيث في الحالة الأولى فإن القضية الكردي لم تبدأ مع عفرين لتنتهي عند عفرين في شمالي كردستان وتركيا وبالتالي فليس أما الدولة التركية إلا أن تباشر بوضع الخطوات الواقعية لحل المسألة الكردية _بوجود عفرين ملحقاً بها أو دون ذلك_ وبذلك فقط يمكن لتركيا أن تنعم بالسلام والأمان وإلا فإن مشكلات تركيا ستزداد يوماً بعد آخر.. أما في حالة إعادة عفرين لتحت السلطة السورية فذاك يعني إنهزام حكومة العدالة وخروجها من المعادلة السورية بخسائر مادية وبشرية ودون تحقيق اي مكاسب حقيقية في سوريا وبذلك تكون بداية النهاية لحكومة العدالة والتنمية بقناعتي الشخصية.

وهكذا فإن أي إدعاء بإنتصار تركيا من قبل بعض "الكرد الجيدين" ليس إلا نوع من التنفيس عن الحقد الحزبوي والعقد الدونية للبعض الآخر، أو إنها نتاج السذاجة والهبل السياسي للبعض الآخر .. أما بخصوص المرتزقين، فإن مصالحهم الشخصية تملي عليهم أن يصفقوا لمن يدفع أكثر لهم حيث من "يأكل على مائدة السلطان لا بد أن يضرب بسيف السلطان" ولا غرابة أو استغراب حينذاك من هكذا ترهات وسخافات أخلاقية بعيدة عن أي قيم وطنية تحترم هويتها الحضارية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيتو أمريكي ضد منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم الم


.. هاجمه كلب بوليسي.. اعتقال فلسطيني في الضفة الغربية




.. تغطية خاصة | الفيتو الأميركي يُسقط مشروع قرار لمنح فلسطين ال


.. مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال نابلس وتنفيذها حملة اعتقالات بال




.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان