الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحقيقة و الموضوعية و المعلومات الصحفية

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2018 / 4 / 22
الصحافة والاعلام


شعارنا : حرية – مساواة – أخوة
مجرد رأي
الأخبار أو المعلومات الموضوعية هو ما نجده مشتركا و هو نفسه بين جميع وسائل الإعلام مثل الفيديوهات المتشابهة و المنقولة عن نفس المصدر التي تخص سقوط طائرة مثلا أو إنفجار في مبنى حكومي أو غير ذلك من الأخبار.
وهي إذن تلك المعلومات التي تنقل لنا الأخبار كما هي دون زيادة أو نقصان كالكاميرا تماما.فهي لا تتدخل في الموضوع و لا يتضمن نصها المكتوب أو المصور بالصوت و الصورة أي إستنتاجات أو تأويل .
الأخبار الموضوعية تترك المجال للآخر للتعليق و التأويل و الإستنتاج .
أما الحقيقة فهي ما لا يظهر في الأخبار الموضوعية .فقد يُنقل لنا خبرا موضوعيا عن شيء ما دون أن يكون هناك تحديد للسبب أو للأسباب أو للمتدخلين الحقيقيين فيما يحصل.و قد يكون هناك و في أعتى الدول تقدما و ديموقراطية مخرجين وممثلين مسرحيين و كومبارس يقومون بتمثيل مسرحية حربية أو سياسية أو تجارية على الجمهور أبطالها معدودون على الأصابع لإيصال رسالة ما دون أن يعرف الناس أن تلك الأحداث هي مجرد مسرحية تم حبك فصولها في الكواليس .
و إذن فالمعلومات الصحفية قد تكون موضوعية لكنها لا تخبرنا عن حقيقة الأشياء .و حقيقة الأشياء يتطلب دراسة خاصة و معلومات إضافية لا نجدها في تلك الأخبار.لأن هدفها هو أن لا يظهر المنفذون الحقيقيون لسياسة ما عبر العالم .
و قد يحتاج ذلك للمال الكثير للتعرف على الأسباب الحقيقية لظاهرة ما أو حادث ما في مكان ما من العالم .و معنى هذا أن الفقراء في هذا العالم سيجتازونه دون أن يعرفوا حقيقته .
أما ما يخص المعلومات الصحفية فقد يجد المرء في أعلى صفحات بعض الصحف (غير العلمية الصرفة) عبارات مثل " ننقل لك أخبارالعالم كما هو " أو " تميز دون تحيز" أو "الأخباركما هي من مصادرها" أو " موقع أخبار مستقل "...الخ
و لكن الواقع يكذب ذلك .لأن أصحاب تلك الصحف مهما عبروا عن نواياهم الحسنة لهم أهداف و مصالح معينة و إيديولوجيات تتضارب لزوما مع أهداف و مصالح و إيديولوجيات فئات أخرى يستحيل معها أن يكونوا موضوعيين و مستقلين كما يدعون .لأن الموضوعية تعني في هذه الحالة ، حالة المصالح ، أن يكون المرء ضد نفسه في بعض الحالات .فهل سيقبلون بذلك و يخسرون من أجله المال؟
لذلك فنقل المواضيع و الأخبار و إختيارها يخضع لزوما للمعالجة و التصرف و ربما في بعض الأحيان للتدليس لخدمة تلك المصالح.
و هذا يعتبر شيئا عاديا في كواليس الصحافة.وهو ما يعبر عنه بعبارة "الخط التحريري" أي الخندق الإيديولوجي الذي يقف فيه المرء أو المصالح و الأهداف التي تحركه.نفس التعريف يمكن أن ينطبق على مصطلح "الأبواق الدعائية " للمؤسسة كذا أو النظام كذا أو البلد كذا ...و الذي يستعمله المناوؤون لهذه "الأبواق" ..
الصحافة ليست جريمة لأن حقها مكفول بقانون دولي من خلال العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية يعطي لأي كان الحق في حرية التعبير والحق فيالحصول على المعلومة و تداول المعلومات و نشرها بكل حرية.هذا صحيح .لكن الصحفيين ليسوا ملائكة أو مقدسين .فمنهم من يكونون مجرد مستأجرين ومنهم من يكونون أصحاب رأي و قضية عادلة يدافعون عنها بوعي و مسؤولية. و بعضهم قد يسقطون في بعض الأخطاء التي قد تجر عليهم الويل .و هذا ما نلاحظه كل يوم عبر العالم فيما يعانون منه من لحظات عصيبة في حياتهم قد تذهب بهم الأمور لحد المخاطرة بها من أجل ملاحقة السراب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد هجوم إيران على إسرائيل..مقاطع فيديو مزيفة تحصد ملايين ال


.. إسرائيل تتوعد بالردّ على هجوم إيران وطهران تحذّر




.. هل تستطيع إسرائيل استهداف منشآت إيران النووية؟


.. هل تجر #إسرائيل#أميركا إلى #حرب_نووية؟ الخبير العسكري إلياس




.. المستشار | تفاصيل قرار الحج للسوريين بموسم 2024