الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشارع أفضل من (سويف خلف لا يهش ولا ينش)*

محمد ناجي
(Muhammed Naji)

2018 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



تجري في 12من آيار/مايس المقبل الانتخابات البرلمانية في العراق . وهي الحدث اليومي الدسم والشغل الشاغل للشارع العراقي ولوسائل الإعلام ، من القوائم الانتخابية ، إلى المرشحين وفضائحهم ، إلى الدعاية الانتخابية ، وحملات التسقيط بين المتنافسين ... وفي وسط هذه الفنتازيا ، وبالاستناد لتجارب السنوات السابقة ، يشعر المواطن باليأس وعدم جدوى المشاركة ، أو بالحيرة والتردد في اختيار المرشح والقائمة التي يصوت لها ، والبعض الآخر الحزبي أو المتحزب أو المنتفع ، فقد حسم الأمر بالمشاركة والتصويت .

التنظيمات السياسية من جانبها ، تبدي تخوفها من عزوف الناخبين ، ونسبة المشاركة المتدنية المتوقعة ، التي تنتقص من مصداقيتها وتثلم شرعيتها ، ولذا فهي تحث المواطنين على أهمية المشاركة والتصويت بكثافة ، وتبرز لهم فزّاعة سيطرة الفاسدين والمتآمرين داخل وخارج العراق ، والذين يريدون إسقاط التجربة العراقية الفريدة ! كما دخلت المرجعية الدينية الشيعية على الخط ، وأصدرت فتوى (المُجرَب لا يُجرَب) .

المتابع يلاحظ أن هذه القضية بكل تفاصيلها ، ومنها المشاركة أو الامتناع ، أخرجها عقل وثقافة الاستبداد من إطارها الطبيعي ، كحق وممارسة طوعية ورأي واجتهاد شخصي ، ووضعها كالمعتاد في خانة العمالة والخيانة والمؤامرة البعثية/السعودية/الخليجية/الإسرائيلية ... ضد هذا الطرف أو ذاك ، رغم إن اغلب هذه الجهات وغيرها مشارك في الانتخابات بصورة أو بأخرى .

وهنا نود أن نشير إلى أن الأنظمة الديمقراطية ، (والعراق من بينها رغم التحفظات) ، يكون أساسها المواطن واحترام إرادته ، وهناك طريقان لتحقيق هذه الإرادة ، والتغيير إن تطلب الأمر :
1- صندوق الانتخاب .
2- حراك الشارع بمختلف أشكاله السلمية .

الطريق الأول :
وهو صندوق الانتخاب ، ومن الواضح للقاصي والداني أن نظام المحاصصة والفساد في العراق ، قد نجح في تفريغه من محتواه وتوظيفه لصالحه وبأكثر من وسيلة ، منها الخداع والتضليل والطائفية والمال السحت ، والتخادم بين القوى المتنفذة ، وتفصيل الهيئات المستقلة ، ونظام الانتخابات على مقاسهم ، حتى وصل ومعه المواطن إلى طريق مسدود ، فأصبح الحال : تريد أرنب اخذ أرنب ... تريد غزال أخذ أرنب ، والنتيجة في الحالين واحدة ... أرنب لا غير !
وحتى في حالة فوز مرشح يراه البعض نزيه هنا وآخر هناك فهو لم ولن يكون أكثر من ديكور للزينة ، وحجة لذر الرماد في العيون عن مصداقية وصلاحية النظام . ووجود عدد منهم في الدورات السابقة والحالية لمجلس النواب والمحافظات وكونهم مثل (سويف خلف لا يهش ولا يبش) خير دليل .

الجدير بالإشارة إلى أن فتوى المرجعية الدينية الشيعية (المُجَرَب لا يُجَرَب ) قد فسرها وكلاءها بأنها تشمل (المرشح وقائمته) ، أي إن شرط النزاهة يجب أن يتوفر في المرشح الفرد وأيضا في القائمة التي يرشح فيها ، وهذا في الواقع الملموس شرط تعجيزي !

ولذا في مثل هذا الواقع الحالي ، فالمقاطعة والنأي بالنفس ، الفردية والجمعية ، وإعلان البراءة من الفاسدين ونظامهم ، وعدم منحهم الثقة والشرعية من خلال صندوق الانتخابات ، التي حولوها إلى مهزلة ، هو الحل الأفضل ، والذي يكتمل بتغيير المسار والانتقال للطريق الثاني .

الطريق الثاني :
وهو طريق الشعب ! أي حراك الشارع ، الذي اظهر من قبل ، ويظهر اليوم احتجاجه ورفضه العفوي للفاسدين بأكثر من موقف ومكان ، لكن هذا الحراك يبقى بحاجة لتفعيل وتنظيم وحشد كل القوى ، التي تدّعي الحرص والدفاع عن مصالح الشعب وطموحه بالإصلاح والتغيير الحقيقي . ورغم إن هذا الطريق لا يخلو من عقبات ، ويحتاج لوقت ليثبت فاعليته ، وربما تضحيات ، وهي حصلت فعلا ، لكن ربما ينفع هنا التذكير بالذعر والهلع ، الذي أصاب السلطة والقوى المتنفذة ومجلس النواب ، الذي وافق بسرعة غير معهودة ، وتحت ضغط حراك الشارع ، على قرارات رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي (الثورية) في بداية حركة الاحتجاج ... وكذا لكم في حراك الشارع في العراق الملكي بالأمس ، وتونس ومصر وشعوب أخرى اليوم ، وعلى مر التاريخ ، تمكنت من فرض إرادتها ، عبرة وأسوة حسنة .

قد يعترض البعض على هذا الطريق ويقلل من واقعية طرحه ، مشيرا إلى حالة الفوضى والخراب والتخريب والتجهيل للشارع . نعم هذا واقع الشارع ، لكن هذا بالضبط ما يضيف سببا آخراً للعودة للشارع ، بدلا من الاستمرار في ارتكاب الخطأ بتركه نهبا للدجالين والمضللين والفاسدين ، ومن أراد ويريد شرا بالعراق والعراقيين ، وليستمر الخراب ....... والّهم اشهد ... !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مساعدات بملياري دولار للسودان خلال مؤتمر باريس.. ودعوات لوقف


.. العثور على حقيبة أحد التلاميذ الذين حاصرتهم السيول الجارفة ب




.. كيربي: إيران هُزمت ولم تحقق أهدافها وإسرائيل والتحالف دمروا


.. الاحتلال يستهدف 3 بينهم طفلان بمُسيرة بالنصيرات في غزة




.. تفاصيل محاولة اغتيال سلمان رشدي