الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيء عن الإسلام في البحرين - مقدمة

موسى راكان موسى

2018 / 4 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




بفضل تطور المواصلات و الإتصالات و العالمية التي نحن فيها ذاب الكثير من مختلف الإسلام في الإسلام نفسه ، فرغم مزاعم أن الإسلام شهد إزدهارا في المنطقة العربية و التي تستند إلى بروز أمثلة الجهادية و الصحوة و ما بعد الحداثة الدينية ، إلا أن هذا الإزدهار ليس فقط مزيف بل و على حساب الإسلام نفسه ؛ ليس القصد هنا الإشارة إلى أغلاط في التفسير أو أخطاء في الممارسة أو تسييس الدين ، فالقصد أن الإزدهار كان نتيجة للذوبان الذي أصاب الإسلام نفسه في مقتل .



لعل أوضح مثال على الذوبان المعني هو ما يُسمى زورا و بهتانا بـ(( الإقتصاد الإسلامي )) ، فبجانب كون المحددات التي تجعل من الإقتصاد إسلاميا ليست بإسلامية ، فلا وجود لمحددات فعلية تجعل الإقتصاد إسلاميا .



أما بالنسبة للمجتمعات العربية التي (( رجعت للدين )) هي في الواقع لم تترك لترجع ، إنما دخلت في الذوبان الجديد ، الإسلام الجديد ، الدين الجديد ، الإلحاد الجديد ؛ الإسلام الذي صار حسيّا أكثر ، أرضيا أكثر ، ماديا أكثر ، لكن هذه المرة للشعوب أكثر من كونه للخلفاء و القواد و الجيوش ، فظهر هذا الإسلام تحريريا و ثوريا و وحدويا .



إلا أن هذا الذوبان هو في الأساس طائفي ، لا مذهبي و لا ديني ؛ ضد طائفة الشرق (الشيوعية) و طائفة الغرب (الليبرالية) . و رغم الطابع الوحدوي الذي أتسم بها الذوبان في بدايته ، كانت مسألة تفتت الوحدة مسألة وقت ، و التي تظهر الآن بشكل واضح كمسألة طائفية بين السنة و الشيعة ؛ ما يجب فهمه أننا نتعامل مع سنة و شيعة هذا الإسلام الجديد ، و لا يجب أن يضللنا رجوع الخصمين إلى الإخباريات الماضية في الإنتصار للمذهب أو الطائفة ، فالخصمين أبناء الجديد لا القديم .




الإسلام الجديد لم يكن نتيجة تنظير أو إجتهاد شخص بعينه ، الإسلام الجديد هو النتيجة النهائية لقطبين : قطب فكري جمع إتجاهات فكرية وحدوية و دينية ، و قطب سياسي وجد نفسه بين الشرق و الغرب مدفوع برغبة التميّز ؛ و قد لعب الإتجاه الشيوعي في الوطن العربي دورا في تهيئة الساحة للإسلام الجديد ، فإلى جانب بروباجندا الوحدة البشرية و نهاية الطبقية [الطبقية وفق التصوّر الإسلامي الجديد هي طبقية دول بعينها ، مؤامرة دولية تشارك فيها سلطات و حكومات محلية ــ و هو نفس التصوّر الموجود عند كثير من شيوعيي اليوم] كان للصناعة الشيوعية للتمرد و الشهيد و ما رافقها من ضخ دعائي ضخم دور في تبني نفس الصناعة من قِبل الإسلام الجديد .




الإسلام الجديد يكاد يكون شكلا من أشكال الشيوعية ، فالكثير من وجوهه تدين للشيوعية ، ففكرة الإقتصاد الإسلامي مستوحاة لا فقط من أخلاقية الإقتصاد الإشتراكي بل و حتى من نفس مبدأ الرفض للإقتصاد الغربي (الليبرالي) ، حتى مفهوم الدولة الملغوم و الغير واضح في الشيوعية هو هو نفسه في الإسلام الجديد الذي لا يزال يتحسس دولته بالتجارب ؛ من ذلك يمكن تبرير لماذا يُنظر اليوم إلى الإسلام كعدو [الإسلام الجديد] بنفس النظرة إلى الشيوعية كعدو ، كما يمكن تبرير لماذا أكثر الشيوعيين و مفكري ما بعد الحداثة متعاطفون مع الإسلام الجديد [و بشكل خاص مع النموذج الإيراني ــ لدرجة أن يصبح شخص الخامئني أيقونة يسارية] .



هذه السلسلة (( شيء عن الإسلام في البحرين )) هو بحث في الإسلام الجديد ضمن جغرافيا معينة هي البحرين ، و التناول سيكون وفق العناوين الآتية :


# مذهب اللا مذهبية .

# دين جديد و إلحاد خبيث .

# جدد الشيعة و السنة الجدد .

# رؤوس هيدرا .



ملاحظة : مسألة الوسطية أو الإعتدال ليست من طبيعة الفكر ، فالتطرف أو الإعتدال أو التفريط هي أمور من خارج الفكر ، فمسألة مثل (قطع يد السارق) هي مثل (سجن السارق) مسألة قانونية ، سواء قبلناها أو أيدناها أو رفضناها لا يعني أن المسألة نفسها متطرفة أو معتدلة أو مفرّطة ــ فلو جئنا بثلاثة أشخاص كلهم لديهم فكرة (قطع يد السارق) ، إلا أن الأول يريد تطبيقها فعليا و الثاني يتبناها كفكرة فقط و الثالث يتبناها كفكرة تجاوزها الزمن ، هذا لا يعني أن الفكرة نفسها عند الأول فكرة متطرفة و عند الثاني و الثالث الفكرة معتدلة أو مفرّطة ؛ لاحظ أن ما يوصف في العادة بالتطرف أو الإعتدال أو التفريط يقع أولا ضمن المدى العملي ، أما مسألة شمول الوصف الفكر نفسه فهي مغالطة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س