الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدوير النفايات

سلمان عبد

2018 / 4 / 24
كتابات ساخرة


تدوير النفايات
يعج الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي بظاهرة التسقيط ، فكل حزب او كيان يحاول الانتقاص من الاخر بواسطة " الجيوش الالكترونية " لا لسبب الا لكي يكون البديل عنه ، و ان من يمارس هذا العمل هم الكيانات و الأحزاب المتسلطة الحالية .
قال صديقي وهو يسرد احدى ذكرياته :
في بداية الستينات ،حين كنا طلاب في الجامعة ، كنت انظم الى جماعة ( مثلث الانس ) المتكون مني ومن صديقين اخرين ، وهذا ( المثلث ) اعتاد ان يرتاد الملاهي الليلية لينعم بساعات من المرح والانس ، وكان قائدنا يدخلنا باسلوب مبتكر الى الملهى بدون دفع ثمن التذكرة التي لا نملكها او نقطع تذكرة واحدة وندخل جميعا ، فنجلس على المقاعد الامامية قريبا من المسرح لنرى ونستمتع عن قرب ،. لا بل كنا نستضيف بعض الاصدقاء وندخلهم مجانا على حسابنا وقد شككوا بنا وقالوا لا بد ان أَخَواتكم يدخلنكم للملهى لانهن يشتغلن فيها ويقدمن وصلاتهن وعروضهن ، او امهاتكم من يمسكن ( الدخل ) .
و من ترددنا الكثير على الملاهي تشكلت صحبة مع العمال و الموظفين الموجودين واخذنا نتصرف وكاننا اهل البيت !! .
تفتق ذهن قائدنا عن متعة رائعة افضل بكثير من العروض التي تقدم على المسرح والتي اصبحت مملة ، وكنا نصبو الى التجديد وهذا ما حصل بفضل قائدنا الفذ ، حيث كان يغادر الصالة ثم يجيء بعد فترة ولما نسأله اين كنت ؟ كان يقول : ـــ راح ادبرلكم شغلة من اروع ما تكون .
ولما كان من اهل البيت اخذ يتجول في الملهى وفي الكواليس على راحته بدون ان يثير الشكوك او يشعر به احد ، ويتسلل الى شباك غرفة ( الاحبـيـبات ) وفي الظلام يطل منه بخلسة ويتلصص ، فيشاهدهن بخلوتهن حين يخلعن ملابسهن ... وحين اخبرنا بذلك رسم لنا ( خارطة طريق ) واخذنا نـتسلل الواحد بعد الاخر وبالدور حتى لا ينكشف امرنا ، وهكذا ، وعلى مدى أيام و أسابيع ونحن نستمتع بالوصلات الواقعية وعلى المكشوف . الى ان جاء هادم اللذات ، لقد شق الارض وخرج منها رغم اننا نمتلك قرون استشعار الا انها تعطلت بسبب المشاهد المثيرة !! ويقبض علينا الرجل متلبسين وبالجرم المشهود :
ـــ مو عيب ، ما عندكم غيرة ، ما عندكم شرف ؟ تتفرجون على عرض الناس ؟ هاي اخلاقكم ؟ وين الناموس ، ما تستحون ، ما تهتز شواربكم ؟
ولم ينفع معه الاعتذار فكان الرجل عصبيا ويرغي ويزبد ويرعد ، وخرجنا من الملهى والخيبة والانكسار والمهانة تلاحقنا .
انقطعنا فترة ثم عاودنا ارتياد الملهى الذي وقعت به الواقعة لان الفنانات اللائي يقدمن عروضهن فيه اكثر جمالا وجاذبية من بقية الملاهي، ومن شدة عجبنا واستغرابنا ودهشتنا اننا شاهدنا 0 ( الرجل الغيور) محـتلا شباكنا ويستمتع بالعروض الواقعية كما كنا نفعل !!!
ويمارس اخلاقه بدون ان يهتز شاربه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81