الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم مُطالب بدفع تركيا للإعتراف بمجازر الأرمن

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2018 / 4 / 24
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


رأي حر
في ذكرى المجزرة الرهيبة للأرمن الذين يحملون هويتنا الإنسانية .
ومن أجل المزيد من إنتشار الشر في العالم فيكفي أن لا يفعل الناس الطيبون أي شيء على الإطلاق .

شعارنا : حرية -- مساواة – أخوة
يخلد العالم السبت المقبل 24 أبريل ذكرى مجازر الشعب الأرميني التي حدثت في سنة 1915 بعد الحرب العالمية الأولى .الأرمن هم مسيحيون .نفس الشيء حدث على يد الأتراك ضد السريان و الأشوريين و الكلدان .
مثل ما يفعلون الآن في عفرين و أمام العالم الحر ، تبدأ القصة المأساوية الأرمينية حينما غزا المقاتلون الأتراك تحت أوامر العصابة التركية التي كانت تحكم تركيا أنذاك مملكة أرمينيا لأول مرة في القرن 11 الميلادي . وفي القرن السادس عشر أصبحت أراضي أرمينيا التاريخية جزءاً من أملاك العصابة العثمانية التي كانت تمتد آنذاك إلى الجنوب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا . فصار الأرمن موزعين بينها وبين الأمبراطورية الروسية. ولم تستقل أرمينيا عن حكم العصابة العثمانية إلا في نهاية الحرب العالمية الأولى.
المجزرة الأرمنية التي راح ضحيتها أكثر من مليون و نصف مواطن أرميني في سنة 1915 دون إعتبار السن أو الجنس أو أي حالة فيزيولوجية للمعنيين ليست أولى من نوعها.بل سبقتها مجازر عديدة تعرّض لها الأرمن الذين كانوا يعيشون تحت حكم العصابة العثمانية.
ففي بداية العقد الأخير من القرن 19، راح الشباب الأرمن الذين تلقوا تعليمهم في الجامعات الأوروبية يطالبون بإصلاحات سياسية وبملكية دستورية وبانتخابات وبإلغاء التمييز ضد مسيحيي تركيا. هذا أغضب رئيس العصابة العثماني عبد الحميد الثاني المعروف بلقب السلطان الأحمر. نتيجة لذلك أمر رئيس العصابة بين 1894 و1896، بإرتكاب مجازر و إبادة جماعية ضد الأرمن المسيحيين يقدر عدد ضحاياها ب 80 ألف شخص، وعرفت باسم رئيس العصابة العثماني هكذا "المجازر الحميدية".بل أكثر من ذلك تمت مباشرة محرقات بشعة بحرق نحو 2500 امرأة أرمنية دون رحمة في كاتدرائية أورفة.
في 1909هوجمت حوالى 200 قرية أرمنية على أرض أرمينيا قتل خلالها حوالي 30 ألفا من أبنائها المسيحيين .
كان حوالى مليوني أرمني تحت حكم الأمبراطورية العثمانية. وفي فترة الحرب العالمية الأولى عام 1915تم تلفيق تهمة تأييد جيوش الحلفاء وبالتحديد التواطؤ مع روسيا للتغطية عن الهزائم والخسائر الفادحة التي مني بها جيش العصابة العثمانية في المعارك التي تمت على الأراضي الأرمنية.
فصار ضباط جيش العصابة التركية يصفون الأرمن بـ"أعداء الوطن الداخليين". وشنّوا حملة لتجريدهم من السلاح .وأبعدوهم عن خطوط المواجهة الحربية على الجبهة الشرقية. بل وأيضاً تم نزع سلاح بعض الأرمن الذين تم تجنيدهم قسريا للعمل في الجيش العثماني وقتل بعضهم وحُوّل بعضهم للعمل اللوجستيكي تحت الحراسة.
و التأكد من هذه المعلومات متاح للجميع .فكثير من الدول تعترف رسميا بمجازر الأرمن منها الأورغواي الفاتيكان، إيطاليا، سويسرا، الأرجنتين، سلوفاكيا، هولندا، وبوليفيا و قبرص، فينيزويلا و ليتوانيا و تشيلي و السويد و اليونان و روسيا، كندا، لبنان، بلجيكا، فرنسا و أقاليم مثل إقليمي الباسك و كاتالونيا في إسبانيا و إقليم القرم المنضم حديثاً إلى روسيا و نيوساوث ويلز وجنوب أستراليا في أستراليا، وكيبيك في كندا و 43 ولاية أمريكية . تعترف بها أيضا منظمات دولية مثل الأمم المتحدة و البرلمان الأوروبي، ومجلس أوروبا

لا يمكن بطبيعة الحال إتهام شخص فنى عمره في صنع الحلوى بأنه إرهابي .و بما أن الجيش التركي القديم كانت مهمته هي الغزو و سفك الدماء فلا يمكنه التنصل مما ارتكبه عبر تاريخه في حق الشعوب الأخرى غير التركية .
و لا يمكن تبعا للمنطق تحميل أي شخص مسؤولية أفعال الآخرين.
أكثر من ذلك النص المقدس حسب ما يصرح به رئيس تركيا الحالي أردوغان "و لا تزر وازرة و زر أخرى"
يندرج ضمن هذا الإطار .بل هو يقول أنه قول إلهي و يعترف به..و معناه أنه لا يمكن تحميل أي شخص مسؤولية أفعال الآخرين إن خيرا أو شرا حسب التفاسير المعتمدة.
و أردوغان متناقضا مع ما يعلن أنه يؤمن به كشخص راشد و له عقل و أطفال و شوارب و غير ذلك إختار إنكار المجازر ، التي قام بها الأتراك السابقون خلال و بعد الحرب العالمية الأولى ضد الشعب الأرميني الذي هو جزء ممن تم غزوهم و الإستيلاء بالقوة والقهر على أراضيهم ، فقط لأنه كان يراد كبش فداء لتعليق الهزائم التي مني بها الأتراك على كتفيه و هو الشعب الأرمني بدعوى أنهم تواطأوا في الحرب مع روسيا ضد الأمبراطورية العثمانية المترامية الأطراف و التي توسعت بفعل الغزو و القتل و التنكيل.
فأردوغان بنفيه ذلك بشكل غريب و العالم كله يعرف حقيقة تلك المجازر يعطي الإنطباع و كأنه هو من قام بذلك و يتحمل مسؤولية أفعال لم يكن حاضرا فيها و لا شارك فيها عكس السياسيين الذين حكموا تركيا بعد الحرب العالمية الأولى و الذين إعترفوا بالمجزرة الأرمينية و حاكموا بعضا ممن تسببوا فيها .
بل أكثر من ذلك القانون التركي اليوم يمنع الكلام عن مجازر الأرمن التي سبقت المحرقة اليهودية على يد المقبور هتلر.
ففي19 يناير 2007 تم إغتيال الصحفي التركي خان دينك أمام البناية التي تضم صحيفته فقط لأنه كان أمينا و صادقا مع الشعب التركي في ضرورة طرح مجازر الأرمن التي إرتكبها الأتراك في سنة 1915 للنقاش العمومي وكان منصتا للأرمن الذين لا يزالون يعيشون تحت حكم العصابات التركية التي تتبنى أخطاء الأقدمين ..
لا يتجاوز عدد الأتراك الذين يتبعون رأي أردوغان الرسمي في إنكار مجازر الأرمن 10%.بينما الباقون يؤيدون إطلاق نقاش مجتمعي حول هذه المجازر لتتصالح تركيا مع تاريخها و مع المواطنين الأرمن الذين يوجدون اليوم في وضع لا يحسدون عليه داخل تركيا .
و النتيجة التي يريدها أردوغان بإنكاره مجازر الأرمن في سنة 1915 و غيرها هي أن تبقى يده مطلوقة لإرتكاب مجازر أخرى مثل ما هو حاصل الآن في عفرين و غيرها .
إن المطلوب اليوم من الأمم المتحدة و من كل المدافعين عن حقوق الإنسان عبر العالم هو دفع الأتراك الحاليين الذين ينكرون هذه المجازرعلى قلتهم إلى فتح نقاش دولي حول هذه المجازر و إلى الإعتراف الرسمي بها أولا للتاريخ و الأمانة و ثانيا لطلب المغفرة من الشعب الأرميني و الإنسحاب من منطقة عفرين في سوريا الحالية و ذلك من خلال الضغوط الدولية حتى لو كانت تركيا عضوا في الناتو ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست