الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنتخابات وفوضى الدعايات والحملة المضادة !

صبحي مبارك مال الله

2018 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الإنتخابات وفوضى الدعايات والحملة المضادة !
إنطلقت الحملات الإنتخابية في 14/04/2018، لغرض ان تقوم الكيانات السياسية والتحالفات في الإعلان عن مرشحيها والدعاية لهم، عبر كافة الوسائل الإعلامية المتاحة وهي المرئية والسمعية والمقروءة، وعندما نعلم بأن عدد المرشحين حوالي السبعة آلاف مرشح ، فكيف سيكون منظر الدعايات المتزاحمة وكأنها غابة من الصور والملصقات، فهي فوضى حقيقية إجتاحت المدن العراقية دون تنظيم أو ترتيب بحيث شوهت المدن وجدرانها وساحاتها وهذا يدلل على عدم الإلتزام بالأنظمة والقوانين التي تنظم هذه العملية وكذلك عدم التنسيق .
المادة 21 من قانون الإنتخابات المرقم 45لسنة2013 المعدل تنص تحت عنوان الدعاية الإنتخابية :الدعاية الإنتخابية الحرة حق مكفول للمرشح بموجب أحكام هذا القانون تبدأ من تأريخ المصادقة على قوائم المرشحين من قبل المفوضية وتنتهي قبل (24)ساعة من بدء الإقتراع. والمادة (23) أولاً – تحدد أمانة بغداد والبلديات المختصة في المحافظات بالتنسيق مع المفوضية الأماكن التي يُمنع فيها ممارسة الدعاية الإنتخابية، ويُمنع نشر أي إعلان أو برامج أو صور للمرشحين في مراكز ومحطات الأقتراع فالمواد الخاصة بالدعاية تبدأ من المادة 21إلى 30 وعندما نريد تطبيق هذه المواد نجد العشرات والمئات من المخالفات فالمادة (28)تنص على :يحظر ممارسة أي شكل من أشكال الضغط أو الإكراه أو منح مكاسب مادية أو معنوية أو الوعد بها بقصد التأثير على نتائج الإنتخابات. في حين نجد المرشحين المتنفذين والذين لديهم مواقع حكومية تنفيذية حساسة وبواسطة وكلائهم، يطلبون من المواطنين تقديم مستمسكاتهم بغية التعيين في الوظائف الحكومية مقابل أصواتهم، مستغلين بذلك مشاكلهم. كما إن هناك من يشتري بطاقات الناخب مقابل مبالغ مالية، أو توزيع هدايا. لقد كانت المزايدة واضحة بين المرشحين المتنافسين، والتسابق على المواطنين مخالفين بذلك المادة (28) ، فشراء الذمم ، وإستخدام المال السياسي وإغراء الناخبين بشتى الوسائل المالية والمعنوية لغرض شراء الأصوات. كما نلاحظ الملصقات والصور والإعلانانات غير نظامية حيث تكون أبعادها مختلفة بعضها عن البعض الاخروتكون كبيرة جداً أو بالعكس. الدعاية الإنتخابية لها العديد من التعاريف ولكن هذه التعاريف تتمحور حول (كونها الوسيلة لكسب أصوات الناخبين ) والحملة الإنتخابية هي (مجموعة النشاطات المنظمة التي يقوم بها المرشحون بقصد التأثير على إرادة الناخبين لتوجيههم إلى التصويت لصالحهم بإتباع آليات وتقنيات متعددة ) المصدر: الإنتخابات ضمانات حريتها ونزاهتها سعد مظلوم العبدلي.
المبادئ التي تحكم سباق الدعاية الإنتخابية هي مبدأ المساواة ومبدأ حياد السلطة الإدارية. فمبدأ المساواة هو ضمان المساواة أمام المرشحين في إستخدام وسائل الإعلام وعدم التمييز بينهم بسبب ثقل المركز المالي أو التأييد الحكومي وأن تُمنح الفرص المتكافئة لكل المرشحين للتعبير عن أفكارهم وبرامجهم الإنتخابية وبجميع وسائل الإتصال (د.صلاح الدين فوزي ، النظم والإجراءات الإنتخابية )وكمثال على ذلك نجد في فرنسا مبدأ المساواة واضح في العديد من النواحي التنظيمية للحملات الإنتخابية، ومنها مثلاً مايخص الملصقات حيث يمنح كل مرشح مساحة متساوية مع غيره من المرشحين في الأماكن المخصصة للصق الإعلانات وأي لصق خارج الأماكن المخصصة يكون ممنوعاً وغير قانوني، وكذلك فيما يخص الوقت المخصص لكل حزب في الأذاعة والتلفزيون يجب أن يكون متساوي تبعاً لكل مرشح أو تحالف أوحزب. كما جرى التأكيد على مبدأ المساواة في قانون الأحزاب وقواعد ونظم التغطية الإعلامية خلال فترة الإنتخابات والتي أصدرتها الهيئة الوطنية العراقية للإتصالات والإعلام . فيما يخص مبدأ حياد السلطة الإدارية، أذا كانت السلطة الحاكمة تمتلك الإمكانات التنفيذية في مجال الدعاية، فأن قيام الحزب الحاكم بإستغلال هذه الأمكانيات لصالح مرشحيه يُعد إخلالاً واضحاً بمبدأ المساواة ولهذا تحرص التشريعات والقوانين المتعلقة بالحملات الإنتخابية على ضمان حيادية السلطات الإدارية لتوفير الفرص المتساوية لجميع الأطراف المتنافسة. وبالرغم من وجود القوانين والتشريعات والأنظمة والتعليمات حول الإنتخابات العراقية القادمة إلا أننا لاحظنا كثير من الممارسات التي تشوه العملية الإنتخابية، ومنها الدعايات التي كرست التكتل العشائري والديني والإثني وإستخدام خطاب مذهبي أو غير وطني فتقام الولائم الكبيرة ونثر الأموال وتقديم الهدايا، أو القيام ولأول مرة التحدث عن الإعمار والخدمات بعد خرجوا آولئك النواب المعتقين من برجهم البرلماني، مستبعدين الفساد ومتعلقاته من شخصياتهم، وأخذوا يتباكون على المواطنين الفقراء المظلومين، فأستخدموا العشيرة والعائلة في خطابهم السياسي، مستجدين العاطفة العشائرية أو الدينية. ومن الدعايات المنشورة (إنتخبوا أبنة العشيرة الفلانية وأبنة الشيخ الفلاني وأخت الشخصيات المتنفذة الفلانية وو...ألخ دون ذكر أسمها ) وهناك ملصقات تحمل صورة المرشح وصورة رئيس القائمة كما يحدث في دعايات دولة القانون، أو إنتخبو أبن الكيان الديني الفلاني أو أبنة الكيان الديني وغيرها من الدعايات غير الوطنية والتي كان عليها رفع شأن العراق وطن الجميع، أوتخرج مرشحة على التلفاز تتمتع بذكاء خارق لتقول ، بأن التحالف أو الكيان الفلاني أو حزبها هو القادر على حكم الشعب وغيرها من العروض البائسة. لقد خبر الشعب العراقي هذه النماذج التي همها الوحيد الصفقات وسرقة المال العام ونشر الفساد، والشعب صاحب السيادة يعيش في أوضاع بائسة.
الحملة المضادة :- مقابل حملات الدعاية ونشر الملصقات والصور، ظهرت حملة منظمة معادية للعملية الإنتخابية، والتي يراد منها إبعاد المواطن عن حقه الشخصي في الإنتخاب والذي كفله القانون، ليكون مساهم فعال في التغيير والإصلاح، طبعاً هذه الحملة المعادية ورائها إجندات أجنبية دولية وإقليمية يهمها إستمرار الفوضى في العراق ولكي لاينعم بالإستقرار والأمن وإعادة البناء علىى أيدي أبنائه، فقاموا بتمزيق الملصقات والصور التابعة للمرشحين أو قذف الصور بشتى التشويهات،وقد تكون بدافع عفوي، أو بتحريض كتلة ضد كتلة أخرى وحسب قانون الإنتخابات المرقم 45لسنة 2013 المعدل المادة 35 :يعاقب بالحبس مدة لاتقل عن شهر ولاتزيد عن سنة أو بغرامة لاتقل عن مليون دينار ولاتزيد عن خمسة ملايين دينار أو بكلتا العقوبتين كل من :-
أولاً- تعمد الأعتداء على صور المرشحين أو برامجهم المنشورة في الأماكن المخصصة لها لحساب آخر أو جهة معينة بقصد الإضرار بهذا المرشح أو التأثير على سير العملية الإنتخابية.
ثانياً – أعلن عن انسحاب مرشح أو أكثر من العملية الإنتخابية وهو يعلم بأن الأمر غير صحيح بقصد التأثير على الناخبين أو تحويل أصوات المرشح إليه.
ثالثاً -الإعتداء على وسائل الدعاية الإنتخابية المسموح بها قانوناً لأي سبب كان سواء أن كان بالشطب أو التمزيق أو غير ذلك أو كل تصرف من هذا القبيل .
وبما إن الدعايات تحت نظر السلطة التنفيذية والمفوضية العليا المستقلة للإنتخابات ، فلابدّ من حماية الدعايات وصور المرشحين ومعاقبة المجرمين، ولكن الإدعاء بأن عمليات التمزيق والتجاوز تجري ليلاً، فهو عذر غير مقبول والمطلوب تطبيق القانون. كذلك لابد التنبيه على التجاوزات التي يرتكبها مرشح ضد مرشح آخر.
كما إستخدمت في الحملة المضادة عملية التسقيط السياسي والأخلاقي للمرشحين وإستخدام طرق خبيثة لتشويه السمعة والسلوك وذلك بإستخدام طرق اليكترونية عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، والأفلام المفبركة . فهذه الطرق غير أخلاقية ولاتمت للمنافسة الشريفة بشيئ .
العراق بحاجة إلى إستمرار تراكم التجربة الديمقراطية ليكون في مصاف الدول الديمقراطية المعاصرة كما إن التوعية الإنتخابية مطلوبة، فلابدً من التعرف على النظام الإنتخابي العراقي، والقوانين والأنظمة الإنتخابية، وعن دور الهيئة التي تدير العمليةالإنتخابية وهي المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات وبمناسبة ذكر دور المفوضية، نلاحظ في هذه الإنتخابات والتحضير لها، إرباك واضح وعدم إتمام متطلبات العملية الإنتخابية ومنها تأخر الموازنة، والبت في أسماء المفوضين من قبل مجلس النواب وعدم التهيأة لإنتخابات الخارج بشكل جيد وغيرها من المعوقات، وكان بالأمكان تجاوز البطئ في التنفيذ وتهيئة مستلزمات ومواد الإنتخابات والتدريب في وقت مبكر، ولكن المماطلة من قبل مجلس النواب بسبب الخلافات بين الكتل المتنفذة وعدم الجدية في إقرار الإنتخابات لغرض تأجيلها وبقاء وضع المجلس كما هو. لأن معنى الإنتخاب هو مجموعة من الإجراءات والتصرفات القانونية متعددة الأطراف والمراحل يخضع بمقتضاها تحديد الهيئالت الحاكمة العليا في الدولة لموافقة ورضى المحكومين أصحاب السلطةالحقيقية في المجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص