الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحديات والمعيقات التي تواجه النقابات العمالية العربية في التنمية البشرية

سلامه ابو زعيتر

2018 / 4 / 24
ملف الأول من أيار عيد العمال العالمي 2018 المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي


التحديات التي تواجه النقابات العمالية العربية في التنمية البشرية:
تتعدد المعوقات للتنمية البشرية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي في الوطن العربي، فمنها (خارجية) مرتبطة بعوامل خارجية وبسياسات الدولة، ومنها (داخلية) مرتبطة بالعمل النقابي ونشاطات النقابات العمالية:
1- المعوقات الخارجية على صعيد سياسات الدولة:
‌أ. انخفاض نسبة الإنتاج للقطاعات السلعية، ومساهمات الصناعات التحويلية، وانخفاض إنتاجية العمالة فيها، واستمرار إهمال الأراضي الزراعية القابلة للزراعة، برغم توفر الإمكانيات وانخفاض الاستثمارات في الزراعة، حيث لا تمثل نسبة 3.7% من جملة الاستثمارات في الوطن العربي .
‌ب. غياب السياسات التنموية الناجحة، وضعف الاهتمام بالعنصر البشري وبرفاهيته، وضعف القوانين التي تساهم في تدعيم الاستثمار واستقطاب رؤوس الأموال، ومحدودية استجابة قطاعات التصدير، ولم تتحسن معدلات التجارة البينية العربية، إذ لم تتجاوز بعد عُشر إجمالي التجارة العربية، كما أن تبادل الأيدي العاملة لم يتحسن وقد تقلص في السنوات الأخيرة.
‌ج. التبعية الاقتصادية في العالم العربي وغياب البرامج التنموية الهادفة، غياب السياسات الاقتصادية الموحدة والتبادل التجاري بين الدول العربية وفتح أسواق العمل بينها؛ لاستيعاب العمالة العربية الماهرة والتي تهاجر لأوروبا بحثاً عن الفرصة، برغم أن الصكوك والمواثيق العربية، تؤسس لحرية تنقل العمالة العربية، بينما كان الواقع العربي يتجه – اتجاهاً معاكساً – لذلك .
‌د. خلت المعايير العربية بمقارنتها بالمعايير الدولية، من الإشارة إلى ثلاثة موضوعات أساسية هي: إقرار سياسة وطنية بشأن الصحة والسلامة، والتشاور بين السلطات العامة والشركاء الاجتماعيين في إقرار وتنفيذ هذه السياسة، والتنسيق بين الأجهزة والأطراف المعنية بالصحة والسلامة .

2- معوقات داخلية على صعيد النقابات العمالية:
‌أ. ضعف الإمكانيات والتمويل للبرامج والأنشطة للنقابات العمالية، وضعف نسب العضوية فيها.
‌ب. تدني نسبة المشاركة النسوية والشباب في العمل النقابي، والبرامج والأنشطة النقابية.
‌ج. غياب الخطط والبرامج والسياسات ذات البعد التنموي عن عمل النقابات العمالية العربية.
‌د. الصراع بين الأجسام النقابية على حق التمثيل النقابي للعمال، بدل أن يكون دافع للتنافس على الخدمات المقدمة للعمال التي ترعي مصالحهم.
‌ه. العمل التقليدي للنقابات العمالية، وعدم مواكبة الحداثة والتطور في برامجها وأنشطتها.
‌و. عدم وجود الإبداع في تقديم تنويعه واسعة من الخدمات، تتناسب وتطلعات الأعضاء وطبيعتهم.
‌ز. قلة الوعي بأهمية النقابات والتمتع بحقوق الحرية النقابية عند قادة النقابة أو أعضائها .
سادساً: آليات النقابات العمالية العربية لمواجهة المعوقات والتحديات في التنمية البشرية:
في قراءة لتلك العقبات والتحديات التي تواجه النقابات العمالية في الوطن العربي، أثناء قيامها بدورها في التنمية البشرية، نرى ضرورة لإعادة صياغة بنية تلك النقابات العمالية، بما يواكب الحداثة، وبما يساهم في تقديم خدمات أفضل للعمال، والنهوض بواقعهم وذلك من خلال العديد من الخطوات التالية:
1. ضرورة التعاون الإقليمي بين الدول العربية على الأقل، لاتخاذ موقع مناسب في التنظيم الاقتصادي العالمي الجديد.
2. العمل على إعداد القوى العاملة بشكل حسن، وتأمين المزيد من الموارد، للإنفاق على الاستثمار البشري، والتعاون في الاستثمارات، وتوسيع الأسواق العربية، وخاصة في ظل المنافسة الدولية وفي إطار الانفتاح على الأسواق العربية .
3. إدراج البعد الاجتماعي من تدريب وتشغيل، ضمن برامج منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، ويستمر بوتيرة أشد مع إقرار المنطقة الجمركية العربية الواحدة والسوق العربية المشتركة .
4. حث الأقطار العربية على إعطاء أولوية متقدمة في سياسات التنمية؛ لدعم التشغيل المجزي والمنتج والعمل في اتجاه رفع القدرات البشرية للمواطن العربي ضمن جهود بلوغ الأهداف التنموية للألفية عام 2015، ومجموعة الأهداف المتفق عليها دولياً للحد من الفقر، وتوسيع نطاق تمكين المرأة والشباب وتوسيع فرص العمل أمامهم، والنهوض بالصحة والتعليم، وزيادة الدخول الحقيقية .
5. ضرورة فهم واقع العمال جيداً في ظل التحولات والمتغيرات على الصعيد العربي، وخاصة بعد الثورات والأحداث التي عصفت بالمنطقة، وتحديد أهم المشاكل والقضايا، وأولويات التدخل بما يساهم في تخفيف أعباء الحياة على العمال.
6. ضرورة صياغة الخطط والبرامج التنموية بشكل علمي ومنهجي، وعبر خطوات متراكمة لإحداث تأثير على العمال، مما يساهم في تغيير الثقافة التي سادت عن النقابات العمالية، التي مفادها تبعيتها للنظام السياسي، وإهمال القضايا العمالية.
7. الاهتمام بالمرأة العاملة لزيادة نسبة مشاركتها من خلال تطوير ثقافتها، وثقافة المجتمع عبر برامج معدة لذلك، فمشاركة نصف المجتمع في الفعاليات النقابية بحد ذاته مساهمة في التنمية البشرية، ولن تكون تنمية بعيداً عن مشاركتها.
8. ضرورة الاهتمام بالشباب من خلال فهم خصوصيتهم، ووضع خطط وبرامج تستهدفهم، وفتح المجال لزيادة مشاركتهم في صناعة القرار، وإعطاءهم الفرصة للإبداع والابتكار، فالشباب لديهم الكثير ليقدموه، بما يملكون من ملكات وقدرات للعمل وأي عملية تنمية يغيب عنها الشباب لن تحقق هدفها.
9. على النقابات العمالية العربية أن تعيد هيكلتها وبنائها الوظيفي، بما يتناسب والمتغيرات والتحولات الاقتصادية والاجتماعية، وبما يساعدها لتحديث وتجديد نفسها ويمنحها المقدرة على مواكبة الحداثة وعلى القيام بواجباتها.
10. العمل على توحيد النقابات العمالية والاتحادات العمالية، فحالة الشرذمة التي فرضت نفسها على الواقع الجديد وتعدد الأجسام النقابية أضعفها، وخلق صراعا بينها لا يخدم مصالح العمال، بل يساهم في إضعافها أمام المشغلين والحكومات.
11. ضرورة مشاركة النقابات العمالية بشكل أكبر في رسم السياسات الوطنية في كل الأقطار العربية، كالتشغيل والتدريب المهني، والحماية الاجتماعية وتشريع القوانين التي توفر الحماية للعمال.
12. على النقابات العمالية الاستفادة من التجارب النقابية الدولية في مجالات التثقيف النقابي والنضال العمالي، وما واكب العمل النقابي من تحديث وتطور بالمفاهيم واليات العمل والبرامج التي تستهدف العمال وتنمية قدراتهم ووعيهم وحماية مصالحهم.
13. ضرورة استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة، للتواصل مع العمال بما يخدم تسهيل الاتصال بين العمال ونقاباتهم العمالية، ويسهل على النقابات فهم الواقع العمالي وتلمس مشاكلهم وتحديد الأولويات لوضع خطط مناسبة للعمل.
14. إعادة صياغة برامج التدريب والتثقيف بما يناسب المرحلة، ويساهم في تراكم المعارف العمالية وزيادة نصيب التدريبات المهنية؛ لرفع كفاءة المتدربين وتوفير الظروف الكفيلة بإشعارهم بالرضا .
15. الحفاظ على استقلالية العمل النقابي ودورية الممارسة الديمقراطية والانتخابات؛ لاختيار القيادات النقابية بإرادة عمالية.
16. ضرورة تفعيل الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، كإطار نقابي عربي موحد، ليكون حاضنة نقابية عربية تساهم في تطوير وتحسين أداء النقابات العربية، ويلعب دوراً أكبر في تعزيز قيم نقابية حديثة وتنموية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على الحرب في غزة تتحول لأزم


.. هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تعود إلى الواجهة من جديد بعد




.. التصعيد متواصل بين حزب الله وإسرائيل.. وتل أبيب تتحدث عن منط


.. الجيش الروسي يحاول تعزيز سيطرته على شرق أوكرانيا قبيل وصول ا




.. مع القضم الإستراتيجي والتقدم البطيء كيف تتوسع إسرائيل جغرافي