الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين مفهوم الارهاب ومفهوم الاختلال العقلي!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2018 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


ما حدث في كندا مساء أمس من عملية مروعة راح ضحيتها 9 قتلى حتى الآن هو عمل وحشي و(ارهابي) بكل معنى الكلمة حيث دهس سائق شاحنة قيل لنا - كالعادة - بأنه (مختل عقليًا ومريض نفسيًا!!) مجموعة من المارة الابرياء عن عمد بغرض قتلهم! ، وكان الفاعل هذه المرة أيضًا رجل أبيض وغربي ومسيحي!، ولو كان الفاعل مسلمًا أو عربيًا يحمل ملامح واسماء (شرق أوسطية) لسمعنا وسائل الاعلام الغربية تستشيط غضبا وتلطم الخدود وتشق الجيوب بطريقة مبالغ فيها عن ما يحدث الآن (!!!) ولسمعنا بعضها يصرخ : (انظروا هذا مسلم وعربي إرهابي!، ربما يكون لاجئًا!، ربما يكون معادٍ للسامية!!، انظروا إلى دين المسلمين وكيف يوّلد الإرهابيين!) لكن ولأن الجاني هذه المرة أيضًا غير عربي وغير مسلم، فالاتهام لا يذهب للدين المسيحي ولا للحضارة الغربية بل على الفور يذهب جهاز التبرير الغربي - وخصوصًا المعادي للعرب والمسلمين - إلى جهة بعيدة أصبحت كالمشجب الجاهز سلفا الذي يحاول الغربيون أن يعلقوا عليه آفات مجتمعاتهم وأزماتها الروحية والأخلاقية الراهنة وهي جهة ((مستشفى الأمراض النفسية والعقلية)) كما لو أن ليس من المعقول أن تنتج ثقافتهم وحضارتهم ومجتمعاتهم المتمدنة (ارهابيين) بل فقط يمكن أن تنتج (مختلين عقليًا ومرضى نفسيًا) وحسب يستحقون العطف والمعالجة الطبية وليس كالارهابيين العرب والمسلمين الذين لا يستحقون الرحمة ولا الشفقة !!، مع ان النتيجة واحدة وهي استهداف المدنيين والابرياء بأعمال القتل الوحشي!! وهكذا في كل مرة تحدث عملية قتل جماعي ووحشي على يد غير عربي وغير مسلم يُقال لنا أن الفاعل مجرد شخص معتوه مسكين بائس مُختل عقليًا أو مأزومٌ نفسيًا ليس إلا!، وأن عمله هذا بالتالي ليس ارهابا !!، فهو ليس إرهابيًا كحال الإرهابيين العرب والمسلمين الذين يدهسون الناس على أساس إرهابي وهم بكامل قواهم العقلية والنفسية!!... وبصراحة العملية زادت عن حدها، وأصبح فيها (خيار) و(فقوس) كما يقول المثل الشعبي العامي(*)!!... لهذا فإما أن نحكم على جميع من يرتكبون هكذا عمليات وحشية مروعة وخصوصا دهس المارة بشاحنة بغرض القتل الجماعي بأنهم (ارهابيون) باعتبارهم ((يستهدفون المدنيين الأبرياء للتعبير عن موقفهم العقلي أو النفسي من الحياة والمجتمعات والعالم)) أو نحكم عليهم بأنهم جميعًا (مختلون عقليًا ومرضى نفسيًا) سواء كانوا عربًا ومسلمين أو أنهم غير عرب وغير مسلمين، وهذا هو الصحيح عندي إذ لا يمكن لعاقل أن يرتكب هكذا أعمالًا وحشية ضد أبرياء!، لا يمكن اعتبار الشخص الذي يقود شاحنة ويهاجم بها المارة ويدهسهم بالجملة كما لو أنهم أرانب أو حشرات بقصد قتلهم للتعبير عن غضبه وموقفه من العالم ومن الوضع السائد شخصًا سويًا من الناحية النفسية والعقلية والأخلاقية، فهو في الحقيقة ((شخص مختل وغير سوى)) بكل معنى الكلمة سواء قام بذلك بشكل فردي ودون تبني لأيديولوجيا إرهابية دينية أو غير دينية أو قام بذلك وهو تابع لتنظيم إرهابي!، ففي الحالتين هو (شخص غير سوي، غير طبيعي!) أي أنه مختل عقليًا ونفسيًا وأخلاقيًا سواء أكان مسلمًا أو غير مسلم، منخرطًا في جماعة أو غير منخرط!، وعلينا أن نطبق هذا الحكم الموضوعي و(الطبي) وهذا التوصيف العلمي والدقيق على الجميع بدون استثناءات ودون تبريرات سخيفة تحاول إما وضع العرب والمسلمين في زاوية المتهم دائما !!، أو تحاول ستر عورات وآفات وتعقيدات الحضارة الغربية التي تمر بمرحلة افلاس روحي وأخلاقي فاضح واختلال اجتماعي وتراجع حتى في القيم الليبرالية ذاتها!، افلاس رهيب عبّر عنه الكثير من المفكرين الغربيين أنفسهم ومنهم (كولن ولسون) في كتابه (سقوط الحضارة!)!، فأين منطق العدل والاعتدال والتشخيص الموضوعي يا قوم !؟؟، إما أن تصنفوا كل هؤلاء المجرمين بأنهم ارهابيون أو أنهم مختلون عقليًا ومرضى نفسيًا والا فهي قسمة ضيزى!؟ .
سليم الرقعي
ابريل 2018
(*) (الحكايه فيها خيار وفقوس) مثل شعبي يُراد به أن المسألة فيها محاباة وعدم مساواة









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي