الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هنيئا ً مريئا ً ياشعب العراق !

طاهر مسلم البكاء

2018 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


حقيقة بتنا لانعرف ماهو النظام المتبع عندنا في العراق،هل نتبع الأنظمة الأشتراكية أم الرأسمالية أم نظام مبتكر ؟
لقد أختفت كل الخدمات التي كانت واضحة انها تقدم من الدولة ،خصوصا ً ونحن دولة نفطية ومن الدول المنتجة البارزة ،ويعد بلدنا الثاني عالميا ً في الأحتياط النفطي،كما أطلق على بلدنا،ومنذ القدم ، بجنة عدن لما يحويه من خيرات متنوعة ، ولانعني ان نظام بعينه كان جيدا ً ويقدم خدمات للناس ، ولكننا نقصد بنية الدولة التحتية وتوجهها بأتجاه كان هدفه سابقا ًخدمة الناس، فما جرى في عام 2003 ليس سقوطاً لنظام معين، بقدر ماهو سقوط للدولة الإنتاجية بأركانها الحكومية والخدمية .
في السبعينات كنا نتذكر ان الدولة بنت مستشفيات ومدارس وشقت الطرق والأنهار الأروائية حتى في المناطق النائية والريفية التي لم تكن تصلها أنوار الحياة ،ونتذكر ان الدولة بحثت حتى عن أولئك الذين لايجيدون القراءة والكتابة ففرضت عليهم محو أمية إجباري ،وكان الطالب الجامعي يحصل على السكن اللائق وراتب شهري يكفيه دون ان يكون عبئا ً على أهله طيلة فترة دراسته وعندما يتخرج يجد تعيين جاهز وأسمه مثبت على أحدى الوزارات ،فيما كان يعرف سابقا ً بالتعيين المركزي وقد نعجز اذا استمرينا نعدد ما كان يقدم للمواطن،فالنقل كانت باصات عائدة للدولة تتكفل بنقل المواطن سواء داخل المحافظات أو خارجها وباسعار زهيدة والسفر للدول المجاورة ممكن حتى بالقطار ،وكان احترام العراقي يبرز جليا ً واضحا ً عندما يؤخذ الفيزا بدقائق عند مراجعته لأي سفارة ،وكان لايجرء أحد على الأشارة الى اي عراقي انه شيعي أوسني او .. بل كانت الناس تتجاور وتتصاهر وأصدقاء الكلية عراقييون فحسب ،وكان الدينار العراقي يعادل أكثر من ثلاث دولارات ....
اليوم يقولون ان نظامنا ديمقراطي ويأتي عن طريق الأنتخابات ، حسنا ً ولكنه متهيكل على مجموعة أشخاص حفظ الناس اسمائهم ووجوههم ،سواء في الشمال أوالوسط أو الجنوب ، هؤلاء يحتكرون المناصب العليا في الدولة وفق مايعرف بنظام المحاصصة الديمقراطي ،حقيقة لم اسمع بمثل هكذا نظام ولهذا ذكرت لكم في المقدمة ان نظامنا قد يكون مبتكر ،فهو يعطي امتيازات فلكية لأولئك القادة الذين فصلّوا العراق على مقاسهم وفق نظام المحاصصة ،اما باقي العراقيين فقد حصدوا ممارسات ديمقراطية لم تغيير شيئا ً من واقع الحال ، فاليوم لايوجد شئ أعز على العراقيين في مناقشاتهم اليومية وأحلامهم من التغيير، ولكن هذا التغيير لن يأتي ،ونقول ذلك اعتمادا ً على واقع الحال الذي عشناه منذ 2003 والى اليوم ،فهؤلاء الذين يتربعون على السلطة اليوم، باقون دون تغيير ،حتى ولو انتخب العراقييون أولياء الله الصالحون ،وذلك لأن القوانين الأنتخابية مرتبة لبقائهم الى مالا نهاية ، كما ان امتيازات هؤلاء السادة مرتبة وبالزيادة دون النقصان ،اما ماحصده العراقي حتى الأن فهو نظام مبتكر كما قلنا ليس اشتراكي ولارأسمالي وصل به الأمر ان يبحث في جيوب العراقيين ان كان هناك فيها بقايا نقود !
لقد ماتت الصناعة والزراعة وتوقف كل اعمار،وأختفت جميع الخدمات المقدمة من الدولة سابقا ً وحتى تلك التي كانت تعتبر من الخطوط الحمر، والتي لايمكن التجاوز عليها في العراق ، مثل الصحة والتعليم والسكن والخدمات العامة الأخرى ، وظهرت مسميات لم يألفها العراقيون من قبل ولم يسمعوا بها مثل خصخصة الخدمات العامة كالكهرباء والماءوالبنزين والعلاج والتعليم ووصل الأمر الى خصخصة الأزبال ،وبدأت مؤسسات الدولة تتفنن في فرض الضرائب العجيبة الغريبة على المواطن المسكين ،الذي بات يجهد نفسه شهريا ً عسى ان يشبع بطنه وعياله ،وقد نقل ان الميت أيضا ً تطال جنازته الضريبة وأعتقد ان هذا أمر سهل فهو على اي حال قد مات !، ولكن أغرب ماشاهدته بالأمس هو ان العاطل عن العمل عندما يريد تأييد من دائرة العاطلين بأنه عاطل ولايستلم أي معونة من الدولة ،فأن الدولة لاتعطيه هذا التأييد إلا ّ بعد ان يدفع ضريبة أو رسم حسب تعبيرالسيد رئيس الجمهورية ،مقداره خمسة الآف دينار !
فهنيئا ً مريئا ً ياشعب العراق !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهجوم الإيراني على إسرائيل.. هل يغير الشرق الأوسط؟| المسائي


.. وزارة الصحة في قطاع غزة تحصي 33797 قتيلا فلسطينيا منذ بدء ال




.. سلطنة عمان.. غرق طلاب بسبب السيول يثير موجة من الغضب


.. مقتل شابين فلسطينيين برصاص مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغر




.. أستراليا: صور من الاعتداء -الإرهابي- بسكين خلال قداس في كنيس