الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سخافة قدر

نوميديا جرّوفي

2018 / 4 / 25
الادب والفن


( قصة قصيرة)

كانت صديقته المقرّبة دوما لثلاث سنوات،
يُشاطرها أفكاره و أحلامه و أحزانه، لأنها الأقرب، كان يحكي لها عن كل صغيرة وكبيرة، حتى عن عمله في دائرته، و كذا عن عائلته.
و مع مرور الوقت أخبرها عن قصّة حبّه لتلك الفتاة التي حطّمت قلبه و جعلته لا ينظر لغيرها لأنها استوطنت أعماقه.
نتكلم عن صديقته قليلا..في البداية،كان رفيقا في الدرس،ثم أصبح بالنسبة لها صديقا مقرّبا،لتقع في حبّه دون أن تشعر، و من ثمّ تتألم بصمت لأنه حبّ محكوم عليه بالمستحيل.
كل هذا كانت تعرفه لكنها لم تستطع أن تتحكم في قلبها الذي أصابه سهم قاتل و لا في مشاعرها.
مرّت سنوات و تطورت علاقتهما أكثر،حيث أصبحا يلتقيان حتى بعد ساعات الدرس،او في أوقات فراغهما و يدردشان بكل أمور الحياة..
و لأنها كاتبة، كان يساعدها في اختيار عناوين كتابات لخواطر كانت تكتبها،و كانت تعتب عليه مرّات لأنه يقدّم لها عناوين ساخرة في أغلب الأحيان.
مضت السنة الثالثة عليهما في الجامعة، و كانت تجلس قربه زميلة في القاعة،تتقرب منه كل يوم أكثر، حتى جاء يوم و ذهبت إليها ( الى صديقته المقرّبة)و كلّمتها بطريقة حادة فاجأتها:
- لا تقتربي منه مرة أخرى.. هل تسمعني؟
- لماذا؟
- نحن على علاقة، و هو يُحبّني، و أنت عثرة كحجرة في طريقنا...
- أنا؟
- أجل،أنتِ.. أنتِ صديقته المقربّة فقط، أمّا أنا فحبيبته، و هو صديق لأخي،يزورنا دوما في البيت، و نحن نفكّر في توثيق علاقتنا بزواج.
- تهانيّ، لم يُخبرني بشيء.. فاجأتني!
- أها!! لا تعرفين إذا؟!
- أبدا.. لكن لا تقلقي .. سعيدة لأجلكما و أتمنى لكما كل الفرح.
- لا تخبريه بشيء، و لا تكلّميه مجدداً، لأنه لي أنا وحدي،و أنت لا شيء بالنسبة له.
- كوني مرتاحة، أعرف ماذا سأفعل،لا تقلقي..
غادرت هي الجامعة مصدومة.. غير مُصدّقة ما سمعته و ما اكتشفته.. و قرّرت ترك مواصلة الدراسة كحل ّ نهائي.
اختفت فجأة،و كم مرّة اتّصل بها و هي لا تردّ، حتى أنّها غيّرت رقم الموبايل.
انقطعت عن الجميع ، و لا أحد يعرف أخبارها.
تمضي الأيام و تتزوج، و أخبره بعضهم أنها متزوجة و لم يُصدّق إلى أن التقاها صدفة و هي حامل ببطنها الكبير.
كان فيما مضى يعتبرها صديقة مقرّبة،لكن في تلك اللحظة بالذات اكتشف أنه كان يحبها دون أن يشعر،و أنه فقدها للأبد.
لحظتها تفاجأت هي من نظرته و تلعثمه و أحسّت به و كأنه ضائع،لكن لم تكلمه كثيرا،فقد ألقت عليه التحية و ودّعته و غادرت.
و صدق من قال:

يا لسخاقة القدر
و ظلم الدنيا
و انت تكتشف الحقيقة
و تلك الكذبة
بعد سنوات!!

بعد ثماني سنوات مضت إلتقته صدفة في سفرة لها ،لم تتغيّر ملامح وجهه أبدا،سوى شعره الذي ازداد بياضا.
هناك تحدثا كثيرا و سألها عن سرّ اختفائها المفاجئ، فقصّت عليه كل شيء .
اندهش مما سمع منها و أخبرها أنه لم تربطه أية علاقة بتلك التي كذبت عليها،و أنها حاولت أن تتقرب منه بشتى الطرق،لكنه صدّها و تركها.
نزلت من عينيها دمعتين اختزلتا الكثير، و سألته:
- هل أحببتني يوما؟
- كنتُ أحبك كثيرا.
- و لماذا لم تخبرني ؟
- لأني اكتشفت مشاعري متأخرا بعد أن فقدتك للأبد.
- متى؟
-يوم التقيتك و أنت حامل، تأكّدت أني خسرتك للأبد و أظلمت الدنيا في عينيّ.
و الأغرب أني الآن عرفت سرّ اختفائك.
- و المؤسف أني اللحظة اكتشفت أن كل ما سمعته كذبة منمّقة أبعدتني عنكَ،لأفقدك للأبد..
سعيدة أني التقيت بك، و لا يمكننا إعادة المياه لمجاريها،و مستحيل أن نكون معا،فأنا متزوجة و أم و أنت الآن أب.
أمنياتي لك بحياة زوجية سعيدة و التوفيق.
و اختفت مرة أخرى إلى الأبد بدموعها الحزينة و تركته واقفا ينظر إليها،غير مُصدّق هذا اللقاء و الفراق في نفس الوقت..
تحقق حلمه برؤيتها، ليفقدها مرة أخرى للأبد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي


.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و




.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من


.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا




.. كل يوم - -الجول بمليون دولار- .. تفاصيل وقف القيد بالزمالك .