الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكر الأخواني والوهابي هو المنتصر حتى مع خصومه

وردة العواضي

2018 / 4 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الفكر المتشدد الذي صنعه الاخوان المسلمين والوهابي السلفي ينجح كل يوم ويسجل نقاط حتى ضد خصومه, بين اولئلك الذين يعارضونهم سياسيا وايضا عند من يعارضون فكرهم المتشدد , فتجدهم دون ادارك انهم يروجون لبضاعاتهم ويتنفسون بفكرهم ويتطبعون باسلوبهم عند اختلافهم و محاربتهم للحداثة تحت نفس التبرير الذي صنعه هذا الفكر وتغلل في وجدان الانسان المسلم الطبيعي المسالم. طيلة العقود الماضية منذ نشوء هذة الجماعات.
اسلوبهم عند الاختلاف
صعب ان تفرق بين المسلم المتشدد و المعتدل عندما تدعوا للحداثة والتطور ومواكبة العصر الحديث , فترى الاجابات متشابهة وهو اتهام الحداثة انه فسق وانه ضد الدين وانه مؤامرة غربية وهدفها الابتعاد عن الدين,.., الخ, فتجد قلوب متشابهة والسنة متشابهه في اجساد ومصالح متفرقة . لان هذا التشابة في الفكر تاتي من مشكاة واحد وهو تغلل الفكر المتشدد الاخواني والسلفي عند غالبية العظمى للمجتمع المسلم من نشوء هذة الحركات التي كانت تنهوض قيام دولة مدنية ورفض الخلافة الاسلامية.
بضاعتهم دليل نجاح فكرهم .
بضاعة الفكر الأخواني والوهابي السلفي نجحت وتسجل نقاط حتى عند الذين يقفون ضدهم سياسيا او يتنصلون من تشددهم الفكري. حيث ترى انهم يروجون لبضاعاتهم دون ادارك منهم, لأنهم بالفعل وقعوا في الفخ . فماهي بضاعتهم ؟؟
بضاعتهم هي في ملابس المرأة المسلمة التي اخترعوها وسموها اللباس شرعي للسيطرة على المجتمع المسلم كاملا عاطفيا وفكريا وثقافيا بضربة واحده . لعبة وفخ نصبوه للمجتمع الانساني المسلم الذي بدأ يتنفس قليلا من الحداثة يتواكب مع عصره وزمنه بعد سقوط الخلافة العثمانية. في العشرينا من القرن الماضي.
هذا الفخ نجح ووصل حتى الى مسلمون المهجر وهم في قلب دول الحداثة يتصطدمون مع الثقافة الغرب ويتقوقعون خوفا ان يخرجوا من الدين او يفقدوا هويتهم...والاخيرة, اي الهوية ,هي صناعة وبضاعة الاخوان والفكر الوهابي السلفي ليفصلوا ليقوفعوا المجتمع المسلم دتخل قالب شكلي معين. فالدين معاملة وايمان وليس قالب شكلي وملابس وشعارات فارغة عن الأخلاق الحقيقة.
فدهاء الفكر الاخواني والوهابي السلفي انه استطاع ان يختزل العفة والايمان والعقيدة والهوية والغيرة في لباس المرأة المسلمة وهو الحجاب بكل اشكاله : سواء النقاب او غطاء الرأس , ليبتز المجتمع الذكوري ان من لا ترتدي الحجاب من نساءه فهي ناقصة عفة ودين ولا هوية اسلامية وبالتالي فانت ايها الرجل ليس عندك غيرة ولا تحافظ على عرضك.
هكذا بضربة واحده حققوا كيف يسيطرون على المجتمع المسلم الذكوري بهذا الأبتزاز. ..ابتزاز ثلاثي الابعاد .
ومع الاسف, الحجاب لم ولن يكن من الاسلام او عبادة, وليس للإسلام هوية وانما, اي للباس الشرغي للمرأة المسلمة هي هوية للفكر الاخواني والوهابي السلفي , ونحجوا في اقناع المجتمع المسلم طيلة العقود الماضية بهذا الكذب من خلال تاويل لأيات القراءن الكريم التي لم تتحدث لا من بعيد ولا من قريب عن تغطية الرأس. ولم يكن خطاب الأية لنساء هذا العصر ولكل العصور وانما لنساء ذلك العصر التي كانت صدورهم مكشوفة ورؤسهم مسدولة بالخمار كعادة اجتماعبة, و بسبب نوع الملابس المتوفرة في ذلك الزمن وعدم توفر خياط يضع ازارا على منظقة الصدر ,فالاية كانت واضحة تدعو ضرب الخمار على جيوبهم. وليس على الرؤؤس. لكن على الرغم من تأويلهم للأية واخراجها من معناها الحقيقي وظروف معطيات عصرها والبسها معنى غير المفصود به, الا انهم نحجوا في اقناع العامة بهذا المعنى لانهم اقنعوا العامة قبل ذلك انهم اي رجال الدين للجماعات الاسلامية هم الوحيدون القادرون على فهم ايات الله وجعلوه علم وحكر لهم يقولون ما يشاءوا ويأولون الاية كيفما تخدم سياستهم للسيطرة على المجتمع المسلم فكريا.
واليوم , ترى من هم معارضين لجماعة الأخوان المسلمين , ومن هم معارضين للفكر الوهابي السلفي ,تجدهم يعارضونهم وهم يروجون لبضاعتهم بل ويدافعون عنها باستبسال دون تاكد او بحث او مراجعة تاريخية , بل اصبحوا جنودا لهم دون اداراك ... يقاتلون تارة معهم في نفس الحندق, وتارة اخرى يقاتلون ضدهم, وضد من ؟ ضد المثقفين والمفكرين التنويرين الذين يريدون فضح فكرهم وسيطرتهم.
, فيصبح الفكر الاخواني والفكر الوهابي السلفي هو المنتصر ومن يسجل نقاط ضد خصومه. سياسيا وفكريا وثقافيا ولذلك هو باقي وينبت داخل كل انسان مسلم مسالم.
والواقع يقول انك لا يمكن ان تعارض فكر وتلبس ملابسه وتدافع عن بضاعته وتتطبع باسلوبه ومنطقه عند الاختلاف وتقول انك تناهضه ..مستحيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س