الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لروح الشهيد أحمد أبو حسين

وسيم رفعت فرحات

2018 / 4 / 26
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


أحمد أبو حسين .. لا زالت الأرض في وسعها أن تضم لرحابها شهيد ٱخر ، كانت البداية في المخيم والنهاية أيضا ..
في وقت كان فيه الخريج يلتقط الصور ويشاركها على مع الأصدقاء على الفيسبوك والكاتب يدعو أصدقاءه والمتابعين لحضور حفل توقيع روايته التي تتكلم عن الواقع والمتزوج الجديد يحتفل بأول مولود .. ربما لم ينشف قبر محمد أيوب الذي ارتقى شهيدا قبل أيام لتنغمر كتلته مع الطين ويعجن الله منها مخلوقا جديد ليأتي على هذا العالم الممتلىء بالحروب والجشع والظلم .. إستشهد أحمد أبو حسين إبن مخيم جباليا بعد إصابته مباشرة من إحدى القناصات الصهيونية في فعاليات مسيرات العودة منتهكة في ذلك حقوق الصحفين في نقل الحدث المباشر للقناوات والإذاعات الإخبارية .. دائما يصر هذا الإحتلال بأنه الأكثر بشاعة والأكثر جرأة على تنكيس الإنسانية وجعلها سراب .. الفلسطيني يزعجعم دائما وكأنه دخيل على بلاده .. هذا الإحتلال البشع الذي دائما ما ينتهك كل الحقوق ويصادر حريات الصحفيفين والأطفال وكافة الفئات المجتمعية ليجعلها عرضة للقنص والذبح والبتر والهمجية ولكل الممارسات العدوانية وذنب هذه الفئات كلها أنها تنتمي لفلسطين وتحلم مثل باقي شعوب العالم بالرجوع إلى أرضهم التي سلبت جبرا وقصرا من أعين الأجداد والٱباء .. إستشهد أحمد عندما كانت مواقع التواصل الإجتماعي تحتفي بسنة اليوم وفي لحظة عند إستقبال خبر إرتقائه شهيد تحولت هذه الصفحات الإلكترونية لمراسم وداع لشهيد الأرض الجديد .. استشهد هذا السلام والذي انبثق عن كتلة صحفية أنارت بكاميرتها الشخصية تلك الحقائق التي أخفاها الإحتلال عن العالم لتعلن للعالم أن الفلسطيني وإن كان صحفي أو مهني فهو معرض للقنص والقتل ولمصادرة حقه بالحياة وكأن الجندي الإسرائيلي إله يتحكم في مصير الأرواح .. أحمد أيضا من المخيم .. من المكان الذي يتحول كله برمشة عين لبيت عزاء .. من المكان الأكثر تكافلا وترابطا بالعلاقات الإنسانية .. الشهيد الصحفي قبل مماته بوهلة يرسم حدود القبر في مخيلته ويضع بعض الأسئلة .. ؟
_سأموت الٱن أو بعد لحظات ولكن هل يسمح لي الله بأخذ كاميرا ووضعها بجانب رأسي ؟
_هل سيحييني من جديد تحت الأرض للقاء زملائي الذين إستشهدوا ؟
_هل أستطيع إلتقاط صورا فتوغرافية تحت الأرض كأن ألقط دودة أرض تحفر من أسفل إلى أعلى للوصول لضوء الشمس ؟

هنا المجاز يتراسل مع عينيه وكأنها ٱخر الأمور التي ستدور في مخيلته فيغمض عيناه ويودع أمه قائلا ما قاله أرنستو تشي جيفارا (لا تحزني يا أمي ان مت في غض الشباب .. غدا سأحرض أهل القبور وأعلنها ثورة تحت التراب ).. هو ليس محررا ولكنه يريد القضاء على الأعداء الذين دفنو ..

إستشهد أحمد وودع هاتفه المحمول المليء بصور دخنة الكوشوك والمليء بصور الفتايات السمروات الجميلات وصور بحر غزة والميناء .. استشهد وودع خربشات جدران المخيم التي ستنمحي حتما مع قطرات الأمطار الربيعية هذه حزنا عليه ..

استشهد أحمد وبدأت الٱه الحزينة بإعلان جدارتها بالحياة حينما تصير لغة على شفاه أمه المسكينة وأباه الكادح وأصداقه الحميمين ..
منذ الٱن / المايكروفون الذي لا يعمل والكاميرا التي تلتقط صورا مغبشة والأسلاك التي ترفض الفكاك من قوقعتها والصحفي الذي لا يريد العمل لتعلموا جيدا بأن كل ما ذكر في حداد حتى إنبعاث أملا جديد ..

الرحمة والسلام لروحك يا رفيقي . لروحك السلام وانت السلام يا أحمد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا