الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوهام

امين يونس

2018 / 4 / 26
الادب والفن


رّن هاتفي النّقال
- ألو .. أهلاً بصديقي السّيِد .
* مرحبا .. كيف حالك الصحي ؟ هل أنتَ في البيت ؟
- وضعي الصحي لا بأس بهِ .. وأنا لستُ في دهوك ، فأنا في ريبار العمادية منذ عدّة أيام .
* جّيد .. وهل العائلة معك ؟
- كّلا .. أنا وحدي . فزوجتي عندها دوام لغاية الأسبوع الأول من الشهر القادم ، وكذلك إبنتي لديها إمتحانات المرحلة النهائية .
* وهل تعود مساءاً إلى دهوك يومياً ؟
- لا .. فأنا أنامُ هنا في الريبار . وليسَ عندي سّيارة ، فكما تعلم أن إبني يأخذ السيارة معهُ إلى عمله . وحتى لو كان لدي سيارة ، لم أكن لأرجع إلى دهوك يومياً . فأنا اُفّضِل البقاء هنا .
بإستنكارٍ وعصبية :
* وحدكَ ؟ هل جُنِنتَ ؟ كيف تبقى وحدك ؟ أنتَ الذي أجريتَ عمليات شبكات وبالونات لشرايينك ، قبل أسابيع قليلة فقط !
- وماذا في ذلك يارجُل ؟
* في ذلك لا اُبالِية من حضرة جنابك .. وفي ذلك عدم تقدير لخطورة ماتفعل . إفترِض أنك أصبت بنكسة صحية لا سامح الله ، ليلاً .. وأنتَ في ذلك المكان الموحِش وحدك .. فمَنْ سينجدك في تلك اللحظات الحرجة ؟
ألم تقُل لي قبل أيام ، بأن دقات قلبك ليست منتظمة ؟
قلتُ ضاحِكاً :
- لا تُكّبِر الموضوع ... أدعو لي ببركاتك .. ألسْتَ " سّيِداً " من أحفاد مًحّمَد ؟!
* لا تمزح .. فأنا جادٌ يا أمين . على أية حال ، لقد أبديتُ لك رأيي ونصحتُك .. وأنتَ حُرٌ في ماتفعل .
تصبح على خير
- مع السلامة .
.......................
كانتْ تلك مُكالمة عادية من صديقي السّيِد فهو يتصِل بين يومٍ وآخَر ليطمئن عليّ . لكن الذي جرى بعد ذلك لم يكُن عادِياً . إذ ما أن إنقضى النهار الربيعي الجميل وحّلَ الليل .. حتى بدأتُ لا إرادياً ، أسترجِعُ مادارَ بيني وبين صديقي السّيِد من حديث ولا سيما تخّوفه من بقائي وحدي .. صحيح ان منزلي في الريبار لا يبعد سوى نصف كيلومتر عن مُجّمَع كانيامالا وحوالي الكيلومترَين عن مركز العمادية ... لكن ليسَ هُنالِكَ أي منزلٍ آخر بجانبي ، وأقربُ بيتٍ مسكون في الريبار ، يبعد عّني حوالي مئة متر ... أي لا تعدو أن تكون " شَمرة عَصا " كَما يُقال .. لكنها شَمرة عصا في النهار حين أكون صاحِياً وفي لِياقةٍ بدنية جيدة ، حيث أقطع المسافة إلى المُجّمَع في عشرة دقائِق مشياً .
أما الآن .. في الليل ، حيث الهدوء المُطلَق الذي يُخّيِم على المكان والظَلمة الحالكة حين تنطفئ الكهرباء .. ماذا سأفعل إذا داهَمني المرض فجأةً ؟ كما قالَ السّيِد . ماذا سأفعَل إذا عجزتُ عن تحريك يدي وفشلتُ في الإتصال لطلب النجدة ؟ رُبما لن أستطيع الصراخ أيضاً .. كُنتُ أغوص تدريجياً في لّجة هذه الأفكار السوداوية والإحتمالات السيئة التي قَد تحصَل ... أن كلام السّيِد صحيح ، بل ان هنالك بالفعل شئٌ ما يحصل في صدري الآن ... هل أتوّهمُ ذلك أم أن نَبضي بدأ ينخفِض ؟ وما هذا الذي أشعرُ بهِ .. هو هو تشنجٌ عادي أم ألمٌ قريب من القلب ؟
وسط هذه الوساوس الكابوسية ، كُنتُ اُقّلِبُ المحطات التلفزيونية بالريموت كونترول ، وتوقفتُ عند مسرحية كوميدية طالما أحببتُها .. أندمجتُ سريعاً مع المَشاهِد المُضحِكة ونسيتُ تماماً إتصال السّيِد وزالتْ كُل تلك الأعراض التي لا أدري ، هل كانتْ حقيقية أم أني توّهَمتُها أصلاً ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما