الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناقشة حول ما هو الارهاب!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2018 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


مناقشة حول ما هو الارهاب!؟؟ وما علاقته بالإختلال العقلي !؟
(تعقيب ورد)
*********************
علق أحد الأصدقاء في الفيسبوك على مقالتي (بين مفهوم الارهاب ومفهوم الاختلال العقلي!؟)(*) التي ذكرت فيها أنني أعتبر (كل من يقود شاحنة ويدهس بها المارة بغرض القتل الجماعي هو ارهابي ومختل عقليًا على السواء) فكتب متساءلًا:
"هل القاعدة وداعش و جيش النصرة والحيش الاسلامي والجماعة المقاتلة و جيش الانقاذ الجزائري والجهاد الاسلامي مختلون عقليًا ام انهم جماعات ارهابية ؟ لازلنا لم نصل الى تعريف واضح ومحدد للعمل الارهابي والعمل الجنائي و العمل الفدائي"
***
فكان جوابي كالتالي: أوافقك الرأي أن تعريف الارهاب بات تتجاذبه الاطراف والاهواء السياسية سواء على مستوى الصراعات المحلية أو الصراعات الدولية، ولكن في اعتقادي وبشكل موضوعي هناك ضوابط ومعايير محددة للعمل الارهابي يمكن لكل عاقل موضوعي أن ينضبط بها في الحكم على تصرفات الافراد والجماعات وهل هي تقع ضمن دائرة الارهاب أم لا!؟ .. أنا شخصيًا حسمتُ أمري منذ زمن بعيد في تصوري وتعريفي للارهاب ... فالإرهاب في تقديري وتعريفي هو ((استهداف المدنيين العُزّل والأبرياء بأعمال العنف والقتل والترويع إما بغرض تحقيق أهداف سياسية أو اعلامية دعائية ، أو بغرض التعبير عن الموقف النفسي والعقلي الساخط الناقم على الحياة والمجتمع والدولة ))!!... فكل من مارس أعمال العنف والوحشية ضد المدنيين العزل والأبرياء بهذا الغرض فهو في تقديري شخص ارهابي وهو في تقديري شخص غير سوي يعاني من اختلال بصورة ما (اختلال نفسي أو عقلي أو أخلاقي)!.... ومع ذلك لا يمكن اعتبار ممارسة (العمل المسلح) ارهابًا في حد ذاته!، فقد يكون من أعمال الكفاح المشروع ضد الغزاة والطغاة من أجل نيل الحرية، ولكنه قد يصبح ارهابًا إذا تعمد استهداف المدنيين العُزل بغرض تحقيق مكاسب سياسية واعلامية!، أما التنظيم الذي يتبنى أعمال الارهاب أي استهداف المدنيين العزل لتحقيق مكاسب سياسية واعلامية كأسلوب من أساليب التغيير والحرب ضد الخصوم فهو تنظيم ارهابي بمجرد هذا التبني لهذا الاسلوب حتى لو يمارس الارهاب فعلًا!.

بل إنني - وكما ذكرت في مقالاتي التي تحدثت فيها عن وجهة نظري ومفهومي للارهاب - بأن الدواعش والقاعدة لو لم يستهدفوا المدنيين وبتلك الطرق الوحشية الارهابية واكتفوا بمواجهة خصومهم المباشرين من السياسيين الحكوميين والعسكريين والأمنيين سواء في الدول العربية أو حتى الغربية ربما كنا اعتبرنا ذلك يقع منهم ضمن إطار ومفهوم (العمليات الحربية) المتبادلة، فهم في حرب معلنة مع هذه الدول، وربما لتفهمنا تلك العمليات ولوصفناها فقط بأنها (عمليات حربية) ولم نصفها بأنها (إرهابية) إذ أنها تقع ضمن حرب ضروس مشتعلة بين الطرفين ولكن باستهدافهم أولًا للمدنيين من جهة ومن جهة ممارسة أعمال القتل بتلك الصور الوحشية الترويعية كقطع الرقاب وذبح البشر كذبح النعاج والدجاج بلا شك هم ارهابيون متوحشون همجيون بكل ما تعنيه هذه الكلمة بل من يقوم بهذه الأعمال ومن يقرها هو في اعتقادي شخص غير سوي بل مختل نفسيًا وأخلاقيًا وعقليًا!، لا يمكن لإنسان سوي، سليم الفطرة، أن يدهس المارة المدنيين بشاحنة بغرض قتلهم بأي مبرر كان، أو أن يذبح البشر ذبح الخراف ويقطع اجزاء جسمهم كتقطيع أبدان وأعضاء الشياه ثم يعرض طقوس هذا العمل الوحشي المريع المرعب على العامة بدعوى نشر الرعب في قلوب الاعداء والخصوم على طريقة (نُصرت بالرعب)!!، هذا فعل وحشي ارهابي بلا شك والتنظيم الذي يتبني هذا الاسلوب ويقره هو تنظيم ارهابي همجي متوحش ومن يمارسون هذه الاعمال الوحشية مختلون عقليًا وأخلاقيًا غير أسوياء الفطرة الانسانية!...

بل إنني - في مقالاتي تلك - اعتبرت من الارهاب ممارسة العمل المسلح في (دولة ديموقراطية) حتى لو لم يكن هذا العمل المسلح يستهدف المدنيين العزل بل يستهدف العسكريين ورجال الأمن والمنشآت الحكومية والخصوم السياسيين فقط أو حتى الجيش والشرطة فقط !، فهذا سيكون عملًا ارهابيًا إذا وقع في (دولة ديموقراطية) تسمح بالفعل بحرية المعارضة والتعبير عن الأراء والمواقف السياسية بل وحرية الدعوة والحركة بل وتتوفر فيها إمكانية التغيير السياسي بالطرق السلمية والاجراءات الدستورية!، بعكس ما لو وقع هذا العمل المسلح العنيف ضد أصحاب وأركان وحماة النظام في (دولة شمولية وديكتاتورية) تبطش بمعارضيها وتنصب المشانق لهم وسط الشوارع بل وسط الجامعات والمدارس - كما فعل العقيد معمر القذافي في الثمانينات من القرن الماضي! - وتكمم الأفواه وتمنع حرية التعبير، ففي هكذا دولة جبرية ديكتاتورية تمارس البطش والقمع والاضطهاد للمواطنين وتحرمهم من حقهم الطبيعي في التعبير قد يكون هذا العمل المسلح مشروعًا ويدخل ضمن الكفاح الثوري المسلح من أجل الحرية، ولكن بشرط أن لا يتلبس بأعمال الارهاب التي تستهدف المدنيين وترويع الناس ونشر الرعب وممارسة الوحشية.

وهكذا فإننا وسط كل هذه التجاذبات السياسية المغرضة التي تحاول اختراع تعريف للارهاب على مقاس أهوائها ومصالحها السياسية على المستوى المحلي أو الدولي يمكن للمثقفين والمفكرين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الصراعات أن يتفقوا على معايير منضبطة لمفهوم الارهاب... هذا رأيي الذي عبرت عنه مرارا وتكرارا عن مصطلح الارهاب محاولًا الالتزام بالحياد والموضوعية مع قدر كبير من الواقعية إذ أن أصحاب المذهب (السلامي) ممن ينبذون العنف المسلح جملة وتفصيلًا قد ينظرون حتى للعمل المسلح المشروع وغير المرتبط بالوحشية والارهاب على أنه شكل من أشكال الارهاب وهو ما لا نوافقهم عليه، فالواقعية تفرض علينا أن نقر بشكل موضوعي أن بعض أعمال العنف والتعنيف هو مما لا تستقيم الحياة إلا به ولكننا نقر به لا من باب التصرف العادي العام والغالب بل من باب الضرورة القصوى حيث الضرورة كما هو معلوم تقدر بقدرها !.
سليم الرقعي
(*) مقالتي : (بين مفهوم الارهاب ومفهوم الاختلال العقلي!؟) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=596741










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة