الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
شيء عن الإسلام في البحرين - مذهب اللا مذهبية
موسى راكان موسى
2018 / 4 / 27العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الإسلام المشهور عبارة عن ثلاث مراتب : رتبة الإسلام و أركانها خمس ، و رتبة الإيمان و أركانها ست ، و رتبة الإحسان التي تختزل في مقولة (( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فهو يراك )) . و أشهر تيارين في الإسلام المشهور تيار السنة و مدارسه المشهورة أربع هي الشافعية و الحنفية و المالكية و الحنبلية ، و تيار الشيعة و مدارسه المشهورة أثنتان هما الإخبارية و الأصولية ــ هذا هو الإسلام المشهور بإختصار شديد .
في الإسلام المشهور المدرسة واضحة (أي الإلتزام بالمذهب) ، و هذا الإلتزام يعزز من مكانة رجال الدين ، كمكانة شبه متوارثة ، شبه عائلية ؛ من السهل ملاحظة الطابع الوراثي العائلي لمكانة رجل الدين في هذا الإسلام ، كما يسهل ملاحظة كيف أن هذا النوع من الإلتزام يضمن شكلا من أشكال إحتكار الرعايا أو التابعين ــ هذا الإحتكار كان يعتمل ضمن شروط معيّنة أنتفت مع تطوّر التكنولوجيا و التواصل [العالمية التي نحن فيها] ؛ من هذه الشروط العزلة التواصلية [صعوبة المواصلات و الإتصالات] و إحتكار المعارف [التي تملكها عوائل ذات مستوى إجتماعي معيّن] .
البحرين عرفت من المذاهب السنية المشهورة أثنان هما المالكية و الشافعية ، و الشيخ راشد المريخي أشار إلى أن المالكية كانت مذهب المقيمين [بمن فيهم آل خليفة العائلة الحاكمة] ، بينما الشافعية فكانت مذهب الوافدين [منهم من تحوّل للتشيع كآل مبارك] ــ إلا أن هذا الوضع المذهبي تغيّر جذريا مع دخول من وصفهم المريخي بالعناصر الغريبة على المجتمع البحريني ؛ الشيخ المريخي أحد أعلام المتصوفة في البحرين [على المذهب المالكي] ، و المعني بالعناصر الغريبة هم الحنابلة و من أشتهروا بمسمى السلفية أو الوهابية .
و كانت الإخبارية الشيعية هي الكفة الراجحة في البحرين ، إلا أن الموازين إختلفت مع قيام الجمهورية الإسلامية في إيران فصارت كفة الأصولية الشيعية هي الراجحة ؛ الأصولية الشيعية مقارنة بالإخبارية الشيعية أكثر عقلانية ، إذا سياسية أكثر ، بالتالي ليس بمستغرب أن تنخرط في مشاريع وحدوية كالوحدة الإسلامية ، أو حتى بتحالفات لا دينية مع غير المسلمين [كما في لبنان] و علمانيين و يساريين [كما في البحرين و سوريا ـ طبعا لا يفوت أن مثل هذا التحالف كان قائم ضد شاه إيران] .
اللا مذهبية في البحرين أخذت شكلين بارزين :
# لا مذهبية دينية في التيار السني / ما عاد يهم نظريا و فعليا مذهب الفرد السني أشافعي أمالكي أو غير ذلك ، بالتالي إنهزّت مكانة رجال دين الإسلام المشهور فصارت مسألة المكانة الدينية مسألة مرهونة بالشعبية المكتسبة لا مجرد وراثة عائلية ، هذا أوجد شكلا من الوحدة في الوسط السني ، وحدة لا مذهبية ــ إلا أن مسألة اللا مذهبية هذه هي مسألة أقرب لأن تكون مسألة صراع إجتماعي محصور فيمن يشغل مكانة رجل الدين ، خصوصا أن اللا مذهبية هذه تفتح آفاق لكل من هب و دب ليكون داعية على الأقل إن لم يكن رجل دين ؛ فاللا مذهبية الدينية في التيار السني تُنشّط عناصر المباشرية و اللا مركزية (لا وساطة و لا مركز) ، بالتالي ليس بغريب أن يمر قطار اللا مذهبية بمحطات ثورية (جهادية) ، فالتغيير لم يكن فقط في (من يشغل مكانة رجل الدين) بل (مكانة رجل الدين) نفسها تعرّضت للتغيير في الوسط السني .
# لا مذهبية سياسية في التيار الشيعي / رغم خسارة الإخبارية الشيعية المكانة و المواقع الإجتماعية لصالح الأصولية الشيعية ، إلا أنها استظلت بالمظلة اللا مذهبية ؛ اللا مذهبية في التيار الشيعي سياسية ، بالتالي طائفية ، فمشروع الوحدة الإسلامية بجانب وضع الآخرين في طوائف يستحضر داخله الطوائف [هو طائفي مع الخارج و الداخل] ــ إذا فاللا مذهبية السياسية في التيار الشيعي تُنشّط عناصر الطائفية و المركزية و الأهم البراجماتية [ليس بغريب أن تصير طهران المحرك السياسي للتيار الشيعي في مختلف الجغرافيا] ، لذا فمسألة اللا مذهبية هذه هي أقرب لأن تكون مسألة صراع سياسي ، و رغم تمظهر الصراع كصراع طائفي مع السنة إلا أنه في حقيقته صراع سياسي مع أصحاب القرار في البحرين .
هذين هما شكلا اللا مذهبية الأبرز في البحرين ، لا مذهبية دينية في التيار السني و لا مذهبية سياسية في التيار الشيعي ، و لحسن الحظ [ربما] فوّت الإخوان المسلمين في البحرين على أنفسهم فرصة تبني لا مذهبية سياسية بجانب لا مذهبيتهم الدينية ، على عكس نظرائهم خارج البحرين ــ و ما الإسلام الجديد إلا هذه اللا مذهبية .
ملاحظة : قد يُرى في مسألة اللا مذهبية السياسية في التيار الشيعي أنها منافية لمسألة ولاية الفقيه ، إلا أن هذا النفي يزول مع فهم الأصولية الشيعية ــ الأصولية الشيعية تستند على ما يُسمى (( علم أصول الفقه )) و هذا (( العلم )) نتاج السنة [و هي نقطة يستعملها بعض الإخباريين في نبز الأصولية] ؛ فعلى الأقل نظريا ولاية الفقيه ليست شيعية صرف ، أما سياسيا فلا مذهبية ولاية الفقيه لا تعني أنها لا طائفية ، بل هي في السياسة لا يمكن أن تكون لا طائفية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - أستاذ موسى
جلال البحراني
(
2018 / 4 / 27 - 07:41
)
أستاذ موسى
ربما كنا صغارا أو أشبه بك!
لك الحق بعدم الرد، هل أنت من عائلة أصلها فلسطيني يديرون بشراكة مع أل خليفة( شركة صفا) كراجات بالسهلة
أعرف شوقي جيدا و لا أتذكر الإسم للأخوة الأخرين
بالحقيقة ما تطرحة ليس له علاقة بأي منهج مادي في تحليل الوجود، ماركسي ولا حتى سعودي
لكن سر (ببركة الله) بانتظار كتاباتك
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو
.. غانتس يجدد رفضه الإبقاء على التشريع الذي يعفي اليهود -الحريد
.. تسجيل صوتي لمحمد الضيف يدعو الشعوب العربية والإسلامية للزحف
.. من أحد رؤوس الكفر إلى أهم الصحابة.. من هو الصحابى الذى دخل ا