الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محطات الطاقة الشمسية المغربية هي الأكبر عالميا

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2018 / 4 / 28
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


شعارنا : حرية – مساواة – أخوة
إذا تحدثنا عن نقص مصادر المياه لتحويلها للماء الصالح للشرب في الجنوب المغربي مثلا حيث يلاحظ ندرة في التساقطات المطرية خلال السنة .فالمنطقي هو بلورة مشاريع هدفها خدمة السكان في الجنوب مثل مشروع تحلية مياه البحر في الساحل الاطلسي للتغلب على نقص الماء الصالح للشرب إذا أغفلنا نقل المياه الصالحة للشرب بواسطة الشاحنات الكبيرة إلى هناك من مناطق الشمال .
مثل هذه المشاريع حديثة في المغرب .و التغيرات الطارئة على المناخ و على الساكنة أدت إليها ..
أما فيما يخص الطاقة فلا جداال أن الحاجات من الطاقة للزراعة والصناعة و الإستهلاك المنزلي و المؤسساتي للمؤسسات و الفضاءات العمومية ليلا و غير ها هي في تزايد مستمر يوميا و خصوصا مع التزايد السكاني و مشكلات الهجرة الداخلية من القرى للمدن التي صارت تحيط بها المصانع من كل جانب و مشكلات الهجرة من دول إفريقيا أو من مناطق التوتر نحو المغرب حيث يتزايد عدد اللاجئين النازحين من مناطق الصراعات المسلحة مثل سوريا و ليبيا و اليمن و غير ذلك .. هذا يجعل إكتظاظ المدن و تزايد إنبعاث الغزات و الدخان من محركات السيارات و الشاحنات و غير ذلك يعرض فضاءها و أجواءها و هواءها للتلوث. و بالتالي لصعوبة الحياة فيها.
من هنا كان لا مفر من البحث عن مصادر للطاقة البديلة التي يمكنها تعويض البترول و الحجر النفطي و الخشب كمصادر للطاقة الملوثة للهواء و الماء و التربة وغيرذلك. و البحث عن مصادر للطاقة البديلة أمر منطقي و بديهي.
في هذا الإطار يدخل تشييد محطات "نور" رقم 1 و 2 و 3 و 4 الخ لإنتاج الطاقة النظيفة إنطلاقا من الألواح الشمسية العملاقة مثل ما هو موجود في منطقة مدينة ورزازات المغربية التي تعتبر من أأكبر محطات إنتاج الطاقة النظيفة ليس في في شمال إفريقيا أو في إفريقيا فحسب بل في العالم .
هذا المشروع الطموح الذي تم إستثمار الملايير من أجل إخراجه لحيز الوجود و العمل ليس بالعمل السهل أو الصغير .و لكنه أصبح واقعا على الارض بإرادة مغربية جدية تجسد إنتماء للقرن 21 وللتكنولوجيا المتطورة و تكيفا مع مستجدات الواقع سواء تعلق الأمر بتغير المناخ أو بالإستهلاك الطاقوي المرهق لخزينة الدولة وللسكان و الذي يستنزف الملايير على البترول و مشتقاته و كذلك على الإنفاق الطاقوي الكهربائي .و هو يترجم نظرة توقعية للمستقبل كان لا مفر منها لتجاوز مسألة التلوث التي تعرفها بعض المدن المغربية و تؤدي للتغير المناخي و كذلك لتوفير الطاقة البديلة غير الملوثة للبيئة و إدخارها لتسديد الإنفاق الطاقوي للسكان بنسبة ما صعودا في الزمن نحو سنوات 2030 و 2050 و غير ذلك .و لِم َ لا إذا فاضت عن الحاجة تصديرها لدول أخرى و نقل التكنولوجيا المستعملة هناك لتلك الدول لجعلها تعتمد على نفسها في إنتاج الطاقة البديلة ؟
و بالموازاة مع ذلك كانت هناك إستراتيجية لخفض الإنفاق الطاقوي خلال النهار و بالليل خصوصا في الصيف و الذي تدخل زيادة ساعة للتوقيت الصيفي المغربي مدة 7 أشهر ضمنها من بين أهداف أخرى مثل خفض معدل خرق القوانين المنظمة للعلاقات بين الأفراد أو بين هؤلاء و المؤسسات .
ومشروع "نور" للطاقة الشمسية ليس يتيما أو وحيدا في المغرب و في منطقة ورزازات بالضبط ، بل هناك مشاريع أخرى لإنتاج الطاقة إنطلاقا من الشمس في مدينتي العيون و بوجدور و مدن أخرى بالشمال ستستفيد منها مثل منطقة الحاجب و ميدلت في جبال الأطلس المتوسط و نواحيهما و منطقة خريبكة حيث مناجم الفوسفاط و منطقة جرادة في الشرق المغربي و تارودانت في الجنوب و قلعة السراغنة و غير ذلك حسب إفادات رئيس مجلس إدارة الوكالة المغربية للطاقات المستدامة ( Moroccan Agency for Solar ENergy=MASEN).
وهناك مشاريع أخرى منجزة مثل مشروع الطواحين الريحية في مدن أقصى الشمال و غيرها التي تستغل طاقة الرياح الميكانيكية و تحولها لطاقة كهربائية .و كذلك مشاريع تحويل طاقة الأمواج الميكانيكية لطاقة كهربائية خصوصا في ساحل المحيط الأطلسي.

هذه المشاريع تسمى أيضا مشاريع الطاقة الصديقة للبيئة .صديقة لأنها لا تلوثها .و صديقة للدولة لأنها صديقة لجيب الدولة الذي هو الخزينة العامة .و صديقة لجيوب المواطنين لأنها ستجعل الطاقة بالنسبة لهم رخيصة.و كما يقول المثل الصديق في وقت الضيق و ليس في وقت الغنى.
وإنتماء المغرب للقرن 21 بهذه المشاريع على صعيد التكنولوجيا و الطاقة و المعرفة مثل باقي دول المنطقة أمر بديهي .ببساطة لأنه فعلا يعيش في القرن 21 أي أنه يعيش في عصره و يتعامل مع مشكلات العصر بفكر العصر و منجزاته .
هذه المنجزات الفكرية و العلمية الحديثة و التكنولوجية المدهشة يفهمها الناس اليوم في شمال افريقيا والشرق الأوسط .و يفهمون دواعيها و أهدافها . و يعتبرونها شيئا عاديا تماما .لكنها لم تكن متاحة للأقدمين الذين عاشوا في القرن السابع الميلادي مثلا .و لو إفترضا أحدا من ذلك القرن إستيقظ فجأة من مكانه ثم إكتشف هذه المنجزات فربما لن يصدق ما يرى .و إذا فعل ذلك فسيكون الأمر عاديا كما توقعنا.
و بما أن المغرب يطمح هذه الأيام لتنظيم كأس العالم بل ينافس أقوى دولة في العالم هي الولايات المتحدة الأمريكية السباقة في التقدم التكنولوجي و العلمي الحديث و الديموقراطية و حقوق الإنسان ، و بما أن معيار حقوق الإنسان و ما يرتبط به من هموم يدخل ضمن معايير ذلك حتى صار يُسمع في وسائل الإعلام أن المغرب في طريقه للقطع مع الكثير من الممارسات التي كانت سائدة في الماضي و التي كانت لا تناقش حتى قبل سنة 1999، أليس ممكنا أن يخطر على بال الناس السؤال التالي : هل قيام المغرب بالمزيد من الإصلاحات الجريئية و العملاقة مثل مشروع نور للطاقة الشمسية لتنظيم المجتمع تنظيما عصريا و لتعميم فكر العصر في جميع مظاهر و مجالات الحياة ليعيش الإنسجام مع نفسه و يلقي بالماضي خلفه ويتقدم للأمام بثقة و أمل كبيرين في المستقبل ، هو أمر مستحيل ؟ أي أن إحتماله يساوي صفرا ؟
في إعتقادي الجواب على هذا السؤال هو لا . أي أن المغرب يستطيع السير في طريق العصرنة في كل المجالات..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام