الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Coming out .. 4 ..

هيام محمود

2018 / 4 / 29
سيرة ذاتية


أَستطيعُ تَجسيدَ وطني في بشرٍ .. في رجلٍ .. في اِمرأةٍ , ثم أَسْجُد أمامَه .. أمامَها باكِيةً صادِقَةً وأقول : أَعتذرُ يا وطني عن كلّ الذي فَعَلَه هؤلاء الذين يَسكنونَكَ معي , أَلْقِ جرائمهم كلها عليَّ واِقتصَّ منّي بدلهم , لن يُحبّوكَ كما أَفعلُ فَهُمْ أصحابُ عقولٍ تَعْمَلُ فقط على خَرَابِكَ وتَدميركَ , أما أنا فلا عَقْلَ لي في حُبكَ , عليكَ بمَنْ لا عقلَ لها يا وطني .. حَاسِبْ واِقتصَّ .. سأَسعدُ بأن أكونَ محرقة أُقَدِّمُها عن طواعية .. لكَ .. فلا تَأْخُذْكَ بي في حُبكَ رحمة ..

أستطيعُ أن أَعتذرَ لمَنْ أحبّ عن كل جرائم البشرِ في حَقِّهَا .. أَستطيعُ فِعْلَ الكثير .. فِعْلَ كل شيء , ففي كتاباتي أنا كل الآلهة ولا إلهة إلا أنا . لا أطلبُ مِمَّنْ قَرَآ .. مِمّنْ دخلا هيكلي أنْ يتعبَّدَا كما يَفعلُ البدو , أطلبُ منهُ و .. منهَا أن يتذَكَّرَا جيّدًا أني لن أَسمحَ للخيال أن يُغَطِّي الحقيقة .... وحقيقتي لن تَبْتَعِدَ عن رجلٍ واِمْرَأَتَيْنِ وَ .. وَطَنْ !

.

قالَ إلهُهُمْ : "إنَّ كيدهنّ عظيم" ..

وقال إلهي : "وسط عالَمِ البدو , هذا العالَم القذر الذي لا يُفكِّر إلا في الجنس , تَستطيعينَ أن تَحصلي منهم على كل شيء دون أن يحصلوا منكِ على شيء" ..

عندما قال ( علاء ) ذلك تَركتُهُ مع ( تامارا ) وخَرجْتُ , لم أردّ على اِتصالاتهما , لم أُجِبْ رسائلهما وبَقيتُ لوحدي .. أنا والبحر .. بَكيْتُ يومها كل الوقت , كَلّمْتُ البحرَ وقلتُ له أني قَتلتُهَا بعدَ أن أَخذتُ منها كل شيء دون أن أُعطيها .. شيء !

قلتُ الكثيرَ يومها ووَضَعْتُ كل النقاط على .. كل الحروف .. كانَتْ كلماتُ ( أميرة ) تَصمّ آذاني .. أنا وحشٌ بلا قلبٍ !! .. كنتُ أجيبُ : صَدَقْتِ , نعم أعترفُ أني كما قلتِ .. لكني وحشٌ عنده قلب !! وقلبي لا يُحبُّ إلا كما أريدُ وإن حطّم ذلك كل القلوب التي كَرهَتْهُ و .. أَحَبَّتْنِي .

تَساءلتُ يومها عن ( تامارا ) : ماذا لو لَمْ تَكنْ لاجنسيّة ؟ هل كنتُ سأفعلُ معها مَا فَعلتُ مع ( أميرة ) ؟ .. جوابي دون تفكير كان نعم !! نعم أُحبُّ تلك المرأة ولنْ أَقبلَ بأنْ تَتْرُكني !! حُبٌّ أنانيٌّ أَقبلُ فيه تَحْطِيمَ قَلبها على أنْ أُحَطِّم قلبي ..

قبلَ أن أُعاوِدَ اللقاء مع ( أميرة ) عندما كبرنا , كنتُ أَعرفُ أني إذا "فكّرْتُ" يومًا في أن أُحبَّ اِمرأةً .... الخيار الوحيد الذي كانَ عندي هو أن تكون اِمرأةً لا تَحْمِلُ أيّ رغبةٍ جنسيّةٍ تُجَاهَ النساء .. وبذلك كنتُ أعلمُ عِلْمَ اليقين أنّ المثليات خطٌّ أحمرٌ لا يُمكنُ تجاوزه وحقلُ ألغامٍ لا يَجبُ عَلَيَّ حتّى الاقتراب منهُ .. لكني .... تَجاوَزْتُ كل الخطوط الحمراء وفَجَّرْتُ كلَّ الألغام .. معها ..

كنتُ أَستغلُّ تلك الظروف التي أَبْعَدَتْنَا لسنوات ثم عَادَتْ وَلَمَّتْ شَملنا وكأنها اِعتذَرَتْ عن جُرْمِها في حَقِّنا .. كنتُ أَتكلمُ عن قدرٍ لنْ يُفَرِّقَنَا مرّةً أخرى .. كنتُ أَتعمَّدُ فِتْنَتَهَا فأستغلّ نقطةَ ضعفها "الجنسيّة" تُجاهي .. فَعلتُ كل شيء لأَجعلها تُحِبّنِي أكثر وأكثر .. كنتُ أقول أنها عندما سَتَغْرَق أكثر وأكثر لن تَستطيعَ إلا القبولَ بالقشّةِ التي سأُعْطيها لها .. تلكَ "القشّة" بالنسبة لها كانتْ كلّ الحبّ الذي أَحْمِلُه لها والذي لا قيمةَ له عنها مادام ذلك الجنسُ غائبًا !!

كنتُ أهربُ مِنْ تَذَكّرِ وُجودِ بشرٍ اِسْمُهُ ( علاء ) عندما أكون معها , هو مجرّدُ صديقٍ كنتُ أقولُ , كنتُ أهربُ لأنَّ الذي كانتْ تَشعرُ به هِيَ نحوي كان نفس الذي أَشعرُ به أنَا نحو ( علاء ) : حبّ وجنس ! وبالرغم من ذلك وَاصَلْتُ لأعيشَ حبّي لها والذي لمْ يَفْترْ يومًا بل كان في كل لحظةٍ يَزيدُ أكثر وأكثر .. لم أَستطعْ التَّوَقّفَ , لم أَستطعْ التَّراجعَ .. حبّي لها كان أقوى مِنْ تَأْنِيبِ ضَميري ومن صُراخِ ( علاء ) الذي حَاصَرَنِي يومًا وكَشَفَ جبال الأنانية التي في قلبي ..

قال : ماذا لو قلتُ لكِ أني أُحبّكِ لكني لا أَشعرُ بأيِّ رغبةٍ جنسيّةٍ نَحوكِ ؟! .. قلتُ : أَموتُ !! لكنِّي .... لَسْتُ "مَلَاكًا" !!!!

https://www.youtube.com/watch?v=7GLkb-6TULk

ولَنْ أَتَوَقَّفَ ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف فو


.. فريق تطوعي يذكر بأسماء الأطفال الذين استشهدوا في حرب غزة




.. المرصد الأورومتوسطي يُحذّر من اتساع رقعة الأمراض المعدية في


.. رغم إغلاق بوابات جامعة كولومبيا بالأقفال.. لليوم السابع على




.. أخبار الصباح | مجلس الشيوخ الأميركي يقر إرسال مساعدات لإسرائ