الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ام المعارك

ماهر ضياء محيي الدين

2018 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


أم المعارك

ما هي إلا أيام قلائل وستشهد الأزمة السورية متغيرات أو مفاجآت خطيرة جدا ، لم تشهدها منذ بدء الأزمة إلى يومنا هذا ، وهذا التصعيد القادم قائم على أساس الإحداث الأخيرة في الساحة السورية ، وليس من باب الاحتمالات أو التنبؤات ،لان طرفي النزاع وصلا إلى نهاية الطريق ، وملاحم الانتصار بدأت تلوح في الأفق البعيد ، لروسيا وحلفاءها اللذين ضربوا وافشلوا كل مخططات أمريكا ، على المستويين العسكري والتفاوض 0
أمريكا اليوم تسعى في وقتنا الحاضر إلى عدة أمور ، تحاول تريد تصعيد الوضع إلى مستوى ينذر بوقوع مخاطر تهدد الأمن والسلم العالمي ، وخلط الأوراق وتعقيد المشهد ، وتزيف الحقائق والوقائع ، من اجل تضليل الرأي العام ، وأخرها استخدام الأسلحة الكيميائية وجعل القضية في أولويات الكل ، من اجل إدخال إطراف أخرى في المعادلة السورية المعقدة ، لتبقى كل الاحتمالات قائمة ، وفرص الحل على الجميع ، ليكون احد خياراتها ، لتحقيق ما يمكن لها ، وسط وضع صعب ومعقد جدا عليها 0
من الأوراق التي ستلعب بيه أمريكا ، مدينة منبج المدينة السورية ، التي تعيش وضع حساس ودقيقة للغاية ، مع مكانتها الإستراتيجية المعروفة ، والتجارية والاقتصادية والحضارية ، ووفق حسابات كل الإطراف المتنازعة ، أمريكا تحاول إيقاف القطار السريع لروسيا وحلفاءها الذي ما زال يحقق الانتصار تلو الأخر ، وتوجيه ضرب قوية وموجعة لها بعد الضربات الروسية الأخيرة ، من خلال دعمها للفصائل المسلحة الموجودة هناك ، وخصوصا الكردية التي تحاول بيه ضرب أكثر من عصفور ، مع وجود قاعدة عسكرية للجيش الأمريكي ، ووجودها لعب دور أساسيا في دعم المعارضة السورية ( الفصائل الكردية ) أو غيرها ، تدريب وتجهيز أسلحة حديثة ، وإسناد وقت الضرورة ، التي ستكون عائقا كبيرا في تقدم الجيش العربي السورية والقوات المتحالفة معها، لان التصادم أو المواجهة مع القوات الأمريكية المتواجد هناك ستكون نتائجها وخيمة على الكل ، وستعطي نتائج سلبية للغاية على القضية السورية ، بل قد تودي إلى ما لا يحمد عقبة ، لان أمريكا لو قررت المواجهة تعلم جيد من خصمها اللدود ، أنها روسيا وإيران وتركيا ، لذا بدأت السياسية الأمريكية في كشف أوراقها ، من خلال إعطاء الضوء الأخضر لوجود قوات أجنبية أخرى ، فرنسية وقواتها الخاصة التي أصبحت موجودة ، بريطانيا ستكون حاضرة إن اقتضى الأمر ، لان لديها حسابات خاصة مع روسيا وحلفاءها من جانب ، ووجود عناصر خطرة من تنظيم داعش اغلبهم بريطاني الجنسية ( لندن المصغرة) تحاول القضاء عليهم من جانب اخر 0
كلما اقتربت الأزمة السورية إلى نهاية ، يصبح الوضع أكثر تعقيدا وصعوبة ، ولسبب بسيط جدا ، طرفي النزاع يخشى الخسارة ، بأي شكل من الإشكال ، وفي نفس الوقت يتجنبون المواجهة المباشرة ، لأنهم يدركون جيدا ما هي عواقبها ، وبقاء نفس الوضع في منبج أمر لا يمكن القبول لعدة اعتبارات ، وبالأخص تركيا والسبب معروف من الكل 0
وكما قولنا إن لكل الإطراف اليوم حسابات مابين الحاضر والماضي ، فمن خسارة جيوشه في ارض منبج في الماضي ، لن يسمح بتكرر المشهد مرة أخرى ، وبين من يحاول إكمال المهمة وتحرير كامل الأرضي ليحقق الانتصار ويكسر شوكة الآخرين ، وبين زعيم العالم الذي يحاول الخروج من بئر سوريا بأقل الخسائر الممكنة ، والمحافظة على هيبته وعظمته ، لذا سيقاتل بكل قوته من اجل ذلك 0
وسط مشهد معقد وصعب للغاية ، قد تكون خيارات الحل عن طريق الحوار والتفاوض معدومة أو شبة معدومة ، إلا ما تغيرت المواقف لأسباب عدة ، لكن تأزم العلاقات بين الكبار يسقط فرضية الحل ، ليبقى الطريق الأخر هو من يفرض نفسه على الواقع السوري ، ومعركة أم المعارك ستكون على ارض منبج ، أجلا إما عاجلا 0


ماهر ضياء محيي الدين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أوروبية جديدة على إيران.. ما مدى فاعليتها؟| المسائية


.. اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 في محاكمة ترامب الجنائية في




.. قبل ساعات من هجوم أصفهان.. ماذا قال وزير خارجية إيران عن تصع


.. شد وجذب بين أميركا وإسرائيل بسبب ملف اجتياح رفح




.. معضلة #رفح وكيف ستخرج #إسرائيل منها؟ #وثائقيات_سكاي