الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تتمة لمفال ثلاث صور للخطاب الاسلامي في القرن العشرين !!!!....

عبد الرزاق عيد

2018 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية




في كناب لنا منذ ربع قرن تحت عنوان (أزمة التنوير : شرعنة الفوات الحضاري) فندنا فيها فكرة أن التيارات الفكرية العربية ( قومية ويسارية وليبرالية ، مأزومة ، بينما نحن نعيش ( زمن الصحوة الإسلامية ) ، فأثبتنا في هذا الكتاب - من وجهة نظرنا بالطبع- أن تيار الفكر الإسلامي ليس بأقل مأزومية من الفكر القومي واليساري والليبرالي، وذلك مع هزيمة الفكر القومي البعثي ( الصدامي) ، وفشل التيار الإسلامي العروبي في التصدي لمقاومة الاحنلال الأمريكي لاحقا حيث لم تنبت سوى داعش ، بل والفشل أمام الإسلام ( الشيعي الإيراني ) الذي طالما شق وحدة الأمة عبر 14قرنا ،ومن ثم بداية انتصاره لحاجة وضرورة أمريكية في استخدامه لمشروع الشرق الأوسط الجديد ، الذي عنوانه الأساسي الحرب الدائمة في الشرق الأوسط بين الإسلام الشيعي والإسلام السني ، وقد بلع ملالي الشيعة الفرس هذاالطعم الأمريكي الغربي تحت وهم أنهم المنتصرون في أربع دول عربية ، حيث هذه الصراعات التي فتحت أمريكا دماملها من جديد كافية لإصابة الشرق الأوسط بالحمى لقرن من الحروب على الأقل ، حيث –ربما- سيكون الشرق الأوسط خاتمة لجيل من التكنولوجيا الحربية ، وتم تحصيره لحرب قرن جديدة ، مادام الزمن لدى المسلمين

(شيعة وسنة ) بالحسبة العالمية تعتمد ( وحدات القرون ) حيث منذة أربعة عشر قرنا ولم يتغير في هذه الحرب أي بند من بنودها الفكرية والسياسية والاستراتيجية بين بيتين من بيوت قريش ( الأموي والهاشمي)، وقد دخل الفرس في حرب أولاد العمومة لإخضلع الطرفين ، وبهذا فإن مشعل مرحلة التنوير انطفأت بفشل مشروعي (الإمام محمد عبده المصري شيخ الأزهر الحديث الدستوري ، ومشؤوع الإمام النائيني الدستوري فيما سمي ثورة (المشروطة 1906) ، وهو مشروع (ولاية الأمة على ذاتها) دستوريا ، حيث انكسر المشروعان التنويريان الدستوريان قي الخمسينات مع العسكر ، في مصر وإيران ليحل محلهما (العسكر مع الأخوان في مصر، والآيتية ( ولاية الفقيه) في إيران مع اسقاط حكومة مصدق الوطنية الدستورية ....ولذلك قدمنا مثال ( عبد الحميد كشك كصوت لخطاب الأصولية الأخوانية المصرية الشعبوية بمواجهة القومية الشعبوية الناصرية لـ(خطاب هيكل) الذي ظل- مع ذلك- أكثر وطنية قومية مصرية عربية ، من الخطاب الأخواني الكوسموبوليتي ( (حيث المسلم الآسيوي أكثر قربا للأخواني من الفبطي المصري) ، فتم بذلك اسقاط شعار الثورة المصرية التي قادها الزعيم الوطني سعد زغلول 1919 وتابعه فيها الضباط الأحرار( الناصرية) فيما يشبه (العلمانية الوطنية ) جيث كان للمشاركة القبطية وزنا فاعلا في هذه الثورة ، لكن وسواس ( الأممية الاسلامية الكوسموبوليتانية ) بدأت تنخر من خلال انتشار الخطاب الأخواني على حساب الخطاب الوطني القومي ، ولعل هذا ما جعلنا نختار الدلالة الرمزية لولادة ما كان يسميه السيد فطب ( الانفكاك الروحي عبر العزلة الشعورية)، الذي عبر عنه الشيخ كشك بسخريته من الفس القبطي كأول إشارة في مصر لهذا التفاصل الشعوري الداخلي الوطني ..

ولعل الصورة الثالثة الأكثر انكسارا وانطفاء لمشروع التنوير الإسلامي لـ( مدرسة محمد عبده)، فهي في صورة قادة الرأي السلفي والأخواني الدعاة من أمثال ( و جدي غنيم- محمود شعبان- الحويني صاحب نظرية استعادة الجهاد لا ستعادة السبايا ) وغيرهم من الذين يقهقهون ملء أشداقهم العقلية اعجابا بسخرية الشيخ كشك من هذا البابا ( الصليبي )، حيث غدت مفردة (الصليبي) .... بكل شحناتها القروسطية التي تشير إلى الحروب الصليبية وأرثها الصراعي الذي لا يزال الكثبرون من المسلمين يعتقدون أن الحرب الصليبية لا زالت قائمة ، ولهذا يعتقدون أن حربنا سجال مع الغرب كما كانت عليه الحروب الصليبية في تكافؤها العسكري منذ قرون !!! ...

بل إن قتامة الصورة الثالثة تبلغ حد السجالات على قنوات الإعلام المصري بأن يتحدث حارق الانجيل بتباهي ديني مقدس ترفعه إلى مستوى عظمة العلماء والقديسين ، سيما وأن بطولته بلغت حد أنه تبول عليه ...مما لا يعرفة التاريخ الاسلامي من فتن دنيئة وحقيرة منذ الدعوة المحمدية ، ولهذا كنا دائما نحذر من ثنائية الصراع (العسكري والديني) التي تحكم مجتمعاتنا ( وليس الديكتاتورية والاستبداد) الذي يريد العالم الغربي تأبيدها لتجنب حلم الحرية لدى شعوبنا ، لأنهم هم المستفيدون الوحيدون من هذه الحوارات الظلامية ( شتم القرآن أوشتم الانجيل ...أوشتم الرئيس) ليقولوا للغوغاء هذه هي الحوارات الديموقراطية ...

ولهذا لا نعدم أراء ظلامية من قبيل ( الديموقراطية كفر) وأن مرسي فاز بالشورى ...يل إن أحد السلفيين لا يتردد أن يستنكر تسمية غيفارا (ثائرا ) ما دام يعاقر الخمر ويأتي النساء، وكأن الداعية ( السلفي) لا يعرف أن غيقارا ابن بيئة أمريكا اللاتينية وليس ثائرا أفغانيا طالبانيا أو داعشيا ....وأن الحب والخمر ليسا محرمين في أمريكا اللاتينية حتى لدى ( أتباع لاهوت التحرير الثوري) ...

لا نظن أن ثمة ردة تنويرية أو نكوص ظلامي لدى تيارات الفكر العربي المدني المهزوم بهزيمة العقل العربي عموما ( قوميا وليبراليا ويساريا) بلغت حد أن يقوم أحد هؤلاء الدعاة أن يقدم الراحل الكبير أحمد زويل هدية للشيطان ليدخله النار بوصفه كافرا، رغم أن الرجل هو أول عربي ومسلم يدخل فردوس العقل الأعلى لعلماء فيزياء نوبل كونيا ........

وعلى كل حال إن مصر التي أنجبت صورة تجليلات الشيطان في غنيم التكفيري الذي يكفر زويل ، عوضتنا عنه عائليا بالتجليات الرحمانية للعالم محمد غنيم أول زارع للكلية عالميا في مصر...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي