الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهل اليسار ............ ماذا اصابكم؟!

ثامر قلو

2018 / 4 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يقبل العراقيون في الايام القادمة على اجراء انتخابات برلمانية في غاية الاهمية , حيث تخوض القوى السياسية بمحتلف توجهاتها صراعا مريرا من أجل نيل اصوات الناخب العراقي , ولعل ابرز هذه القوى هي الاسلامية التي تسيدت الساحة العراقية منذ سقوط النظام السابق في العام 2003 , فدولة القانون التي يرأسها المالكي وقائمة الفتح والحكمة وسائرون وائتلاف النصر الذي يقوده رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي لايمكن اعتبارها غير قوائم اسلامية رغم تطعيم بعضها ببعض التيارات المدنية أو اليسارية كما في قائمة سائرون للتيار الصدري .
ولعل ما يجب التنويه به في هذه القوائم ولاسيما قائمة النصر للعبادي انها سوف تستحوذ على أصوات عشرات أو مئات الالاف من الاصوات المدنية واليسارية الذين لا يؤمنون بالمشروع الاسلامي كرؤيا مستقبلية لبناء العراق ولكن مسارهم المعيشي والوظيفي يرتبط مع القوى الداعمة لاستمرار ذات السلطة المتنفذة حاليا وهي حكومة العبادي ومن بين القوى المرشحة لدعم العبادي في الانتخابات هي المؤسسات العسكرية والامنية وجيوش الموظفين وغيرهم .
على الجانب الاخر من اضلاع المثلث العراقي يجثم أاهل السنة على ضلع والكرد على الضلع الاخير ... ولعل ما يميز هذه الانتخابات تشرذم هذ القوى للدرجة التي تجعلهم بين خيارين لاثالث لهما فلم يبق أمامهم غير الاندماج التام في الصيرورة العراقية وخصوصا القوى السنية التي عانت من تجربة داعشية مريرة , حفزت تيار عريض من ابناءهم على الصحوة , في حين أن صحوتهم هذه المرة لن تكون صحوة دينية ولا عشائرية وانما صحوة مختلفة عمادها المواطنة والتحرر من هوس الخطاب والمشروع الديني الذي لازم حياتهم اجيالا, ويمكن اعتباره الجانب المشرق الوحيد الذي خرج مواطنوا السنة أو أهل المحافظات الغربية كما يحلو لبعضهم نعتهم به من التجربة الداعشية .

وثمة قوى أخرى لازالت تحبوا لكنها شرعت تشق الطريق رغم وعورته ليجدوا لهم مكانا بين الكبار , وهي القوى المدنية العراقية التي تستحق الدعم والمؤازرة من الجميع ,ورغم المسميات العديدة التي تحتكر العناوين المدنية زورا أو استحقاقا فان قائمة تمدن للنائب فائق الشيخ علي والنائبة فردوس العبايجي هم الاولى بأحقية قيادة التيار المدني العراقي في هذه المرحلة فقد كافحا معا سطوة التيارات الدينية ودخلوا في مطاحنات عديدة وخصوصا فائق الشيخ علي الذي استبسل ودافع عن قيم التيار المدني بصلابة ضد الطروحات الدينية للقوى الاسلامية .
الاهم في هذه المقالة , ولاسيما ما يثير اهتمام شريجة واسعة أعدادهم عشرات أو حتى مئات الالوف من العراقيين الذين يتساءلون, أين أهل اليسار , أين مواقعهم , وأين دورهم في هذا المخاض الذي يجري على الساحة السياسية العراقية , وهنا نتكلم عن البشر الذين تسيدوا الساحة السياسية في العراق قبل بضعة عقود , فهل يعقل أن تذوب كل امتداداتهم بين ليلة وضحاها أو بين سنة وبضعة عشرة سنة ..!
كلا..,لايمنكن تقبل واستساغة هذا الآمر, فهؤلاء لم يزل معظمهم يتوق للنضال والمشاركة ولكنهم ينتظرون البطل المنقذ ... فقد يكون شخص أو حزب فمن يدري؟!
لقد بح صوت الرفيق رزكار عقراوي وهو يدعوا تنظيمات وأهل اليسار لايجاد قدر من التنسيق, قدر من تقبل الآخر والشروع لتأسيس مشروع يساري حقيقي في العراق ولكن هيهات , فقد كنت كلما اقرأ مقاله له حول موضوعة اليسار يفاجئني المثل العراقي الشهير عرب وين ,طنبورة وين!
اليسار الكبير تخلى عن قيادة التيار المدني لصالح فائق الشيخ علي الذي قلنا في اتون هذه المقالة انه يستحق هذه القيادة عن جدارة واليساري الكبير تخلى عن قيادة التيار اليساري باحثا عن مقعد او بضعة مقاعد ,فما نفع بضعة مقاعد يتبوأها الحزب الشيوعي العراقي في البرلمان عند المقارنة بقيادته لتيار عريض لليسار , يضع الاسس السليمة لبناء مرحلة جديدة في الواقع السياسي العراقي ويحجز له مكانا بين القوى السياسية الاخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تعتزم فرض عقوبات على النظام المصرفي الصيني بدعوى دعمه


.. توقيف مسؤول في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس- لحساب الصين




.. حادثة «كالسو» الغامضة.. الانفجار في معسكر الحشد الشعبي نجم ع


.. الأوروبيون يستفزون بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال الق




.. الجيش الإسرائيلي ينشر تسجيلا يوثق عملية استهداف سيارة جنوب ل