الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Coming out .. 6 ..

هيام محمود

2018 / 4 / 30
سيرة ذاتية


أذكرُ دائمًا رسالةً كتبتُها عندما كنتُ صغيرةً سبّبَتْ لي "مشاكلَ" كثيرة وعبرها "اِكتشفتُ" وجودَ عالَم المثليات والمثليين .. طلبَتْ مُدَرِّسَةُ الفرنسية منّا أن نَصفَ حُبَّنا واِمتناننا لشخصٍ مَا نُحِبُّه : أب , أم , أخت , أخ , صديق , صديقة .. أيّ شخص . فكان اِختياري عليها هي .. كنتُ أكرهُ الفرنسية والعربية وأحبّ اللغات الأخرى أكثر , لكن مع تلك المُدَرِّسَةُ أَحببْتُ الفرنسية فأرَدْتُ أنْ أَصِفَ اِمتناني لهَا في تلك الرسالة التي كَتبتُها بطريقةٍ ظننتُها "جميلةً" وسَـ "تَفْهَمُ" منهَا قصدي .. مُعَلِّمَتي , لكنها وبعد قراءتها طَرَدَتْنِي من الفصل ثم طلبَتْ لقاءَ أمّي لتُعْلِمَهَا أن اِبنتها "مثليّة" .. في الرسالة تَخيّلتُ نُفوري من لغةٍ جميلةٍ كالفرنسية غَرقًا وضَياعًا وكانتْ تلك المُعلمة كَـ "الفارِسة" التي أَنْقَذَتْنِي من الهلاك وأَهْدَتْنِي حياةً جديدةً .

كان ذلك قبلَ أن أَعرفَ ( أميرة ) .. عندما كَبرتُ عُدْتُ لصغري فأَيْقَنْتُ أنّي عَرفْتُ كلّ شيء ولم يَخْفَ عَنِّي شيء .. إلى اليوم أُحاوِلُ البَحثَ في حقيقةِ تلكَ الرسالة : هل أَحببتُ معلِّمتي أم أنها كانتْ مُجرّد كتابةٍ كغيرها من كتاباتي الكثيرة ؟ لا أستطيعُ الجزم بشيء لكنّي في داخلي أَقْرَب إلى القول بأني أَحببتُهَا ..

أعود أيضًا دائمًا إلى تلك اللحظة التي صَفَعْتُ فيها ( أميرة ) عندما هَمَّتْ بتقبيلي , وأَتساءَلُ : هل حَقًّا موقفي كان ردَّةَ فعلٍ على اِكتشافِ مثليتها التي كنتُ أَجْهَلُهَا ؟ أم أني كنتُ أَعرفُ كل شيء وأَردتُ أنْ أُعلِّمَها كيفَ تستطيع أن تُحِبَّني ؟ .... لا أعلم , لكني أَميلُ إلى الظنّ أني كُنتُ أَعرفُ كل شيءٍ وأردتُ رسمَ الطريق الوحيد الذي عليها المشيَ فيه ..

مع ( تامارا ) في البداية كانَ العكس , وكانتْ المشكلة فيَّ لا فيهَا ... هل كانتْ عندي رغبات جنسيّة معها ؟ لا أستطيع الجزمَ بالجواب لكني أَميلُ إلى القول بأنْ ... نعم ! .. لا أملكُ أيّ دليلٍ على ذلك بل هي مُجرد شكوكٍ لا أستطيعُ أن أقطعَ مِنْ خلالها بشيء : أَذْكُرُ جيدًا أني في مراتٍ كثيرةٍ كنتُ أَنظرُ إلى شفتيها حتى أَشعرَ بالحرج , أذكر جيدًا ذلك الحرجَ الذي لا يمكن إلا أن يُفَسِّرَ وُجودَ شيء مُحْرِجٍ ولن يكون شيئًا آخرَ غيرَ رَغبتِي في تَقبيلها .. حَصلَ ذلك و ( أميرة ) لم تُغادر بَعدُ .. طوال تلك الفترة كان ( علاء ) يَرفُضُ تَقبيلي وكان يقولُ أنّ هدَفَهُ من ذلك هو أن أشعرَ بما تَشْعُرُ به ( أميرة ) فأَكُفَّ عنها وأرعوي .. هل ذلك جَعَلَني أرى في شَفَتَيْ ( تامارا ) شَفَتَيْهِ ؟ لا أعلم ! لكني أَميلُ إلى ذلك و ( تامارا ) أَيضًا ..

اليوم .. بعد كل تلك السنين , لازلنا نقول ... ثلاثتنا : ( Il ne manquera jamais un angle à notre triangle ) .. ولازالتْ الفرنسيّةُ لُغَةَ ( أميرة ) ولازلتُ أَتجنَّبُ اِستعمالَهَا حتّى أَهْرَبَ من ذِكراها .. لكني لم أَستطعْ .. ولا أظنّ أني سأستطيعُ يومًا .... زَعَموا أن أوّلَ حُبٍّ لا يُنْسَى أَبدًا , سأُحاوِل أن أُكذِّبَ زعمهم ....

https://www.youtube.com/watch?v=-OE31dQ51pY

Hasta siempre mi amor ....

___________________________________________________________________________

أَعتذرُ من كل الذين سَيسْتَغْرِبُون .. أعلم أنكم لا تَعرِفونَ .. لذلك أَردتُ إعلامكم بوجودِ مَنْ لا يُحبّونَ كما "تُحِبُّون" أو .. تَظنُّونَ ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله ينفذ هجوما جويا -بمسيّرات انقضاضية- على شمال إسرائي


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يغلقون جسرا في سان فرانسيسكو




.. الرئيس الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي: -لن أتولى أكثر من


.. رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما




.. ارتفاع ضحايا السيول في سلطنة عمان إلى 18 شخصا