الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الفلسطينية أولوية الحق والجغرافيا

سمير دويكات

2018 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية



لقد كتب علينا كما كتب على اجدادنا وسادتنا من قبل ان نعاني، فقبل قرون مضت كانت المنطقة مشتعلة بحروب صليبية عارمة، ادت الى مقتل الالاف من الناس الابرياء وحوصرت المدن والقلاع وكانت فلسطين القضية والجغرافيا محط انظار الجميع، ولم تهدا المنطقة الا بتحرير المسجد الاقصى وقتها عاش الناس بسلام، وهي الفترة التي اعقبت بقاء فلسطين والقدس لاكثر من تسعة عقود في قبضة الغاصبين المحتلين الذين جاؤوا من كل بلاد اوروبا لينتهكوا جمال الطبيعة والحقوق الانسانية، واليوم وفي زماننا تكرر المشهد، لكن الاكثر حدوث في التاريخ الذي نتحدث عنه كان ليس بقوة اعدائنا وانما كان بفرقتنا وخيانة البعض الذي سلم الارض والناس للمحتل دون رحمة وكان طامعا في بعض الدراهم او المناصب الزائفة وفي الاخير جلس هذا الطامع يسكب الخمرة لجيوش المحتلين ولم يمنحوه شيئا.
اليوم يتكرر المشهد بكل تعابيره وتجلياته، لا زيادة فيه ولا نقصان انما تغيرت بعض الجينات نتيجة الوارثة وليس بفعل اي عامل اخر، وساق الذي سيق اجدادهم المواقف التي تضر القضية الفلسطينية كما في السابق، فادى ذلك الى وصولنا الى هذا الحال ولكن يبقى صوت الشعوب المقهورة وكبريائها سيد المواقف وهو ما يدلل على نتيجة اي انتخابات نزيه وشفافة بعيد عن حراب الاجهزة والجيوش والعساكر.
فحتى نبي الله قد خالفوه وبقوا ينثرون الشوك في سبيل دربه ولكن الله اعان عليهم وعلى غيرهم ومدنا بالصبر والقوة لنيل حقوقنا في ديننا وارضنا وحقوقنا الانسانية وعمت قوة المسلمين كل ارجاء العالم وانتشر العدل والتسامح والحرية على كل ابواب الشعوب التي تنهض من اجل سيادتها الوطنية.
وان كنا هنا نعيد ذاكرة التاريخ فاننا لن ننساها في تحريك عوامل المستقبل القريب بفعل تاثير ارادة الشعوب ونهوضها من جديد من اجل ان يبقى الحق وضاحا متجلي وبراقا في سماء الارض التي وعدنا بها وعلمنا ان الظلم وان بقي لن يطول ولن يبقى سوى لمدة قدرها الله لنتعلم منها كل شىء، ومن ثم سيعود الانسان بحقه وارضه وسنقيم سيادتنا الوطنية بلا قيود او احتلال او غيره.
وهنا يجب ان نقر باننا انتهينا ممن مرحلة قد تكون مالحة او مرة او حامضة بفعل التفاعلات الخاطئة التي جاءت على شكل قرارات لا تنتمي الى فكرنا وحقوقنا وارضنا في فلسطين وهم من اتوا بها وهم من ازالوها اليوم، لنعيد الفكر والبحث من جديد بما يعزز حقوقنا الوطنية، وبما يلبي رغبتنا الاكيدة في تحرير فلسطين والقدس واعلانها عاصمة ابدية لدولة فلسطين دولة العرب والمسلمين.
فاما من يتربص بنا من القريب والبعيد فسيكون مصيره الفشل كما دائما ولن يمنح اي حق في ارضنا وان طغى في وقته او نفوذه الزائل والغير دائم وهي حلقة في مسار التاريخ لا تقوم عليها سوى ارادة الشعوب الحرة والمناضلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص