الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:11039 التاريخ ومضامينه الثقافية والعلمية والدينية بحاجة إلى إعادة نظر وقراءة كاملة.

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2018 / 4 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


عشتار الفصول:11039
التاريخ ومضامينه الثقافية والعلمية والدينية بحاجة إلى إعادة نظر وقراءة كاملة.
منذ القديم، سعى الإنسان، للتمسك بالأفكار والعلوم التي جاءت نتيجة تفسيره، وقراءاته حول الكون ،والوجود، والعالم ،والظواهر الطبيعية ،والاجتماعية ، ومنذ العصور الموغلة في القدم تمكن الإنسان من معرفة أمور عن الفلك، أكثر مما عرفه عن الكوكب الذي يعيش عليه، ومنه (الأرض).أو قد نخطأ حين نقول بعدم معرفتنا لكوكبنا ، أعني قد تكون هناك علوماً تم تدميرها عبر الغزو الهمجي الذي مرّ على الأرض، وقد يكون هناك علماً لابل علوما ،غمرتها مياه الأنهار كما بابل التي بناها حمورابي، وليست بابل التي بناها نبوخذ نصر ،لأنّ مياه نهر الفرات قد غيرت مجراها وتم طمر بابل الحمورابية في طمي النهر الكبير.
وهناك في التاريخ ،نقرأ عن مأساة كُبرى عن حرق ،وسلق ورمي كتب قيمة تمت إبادتها بالنار أو رموا بها في الأنهار ، كما فعل هولاكو حين رمى بالكتب في بغداد بنهر دجلة،وظلت دجلة تجري والماء مصبوغ بلون الحبر لمدة أربعين يوما ،كما جاء في الكتب.
والأمثلة كثيرة في هذا الجانب.
كما أنهُ منذ أكثر من ألف عام ،نرى منهجية دينية تقوم على تدمير الأوابد والأماكن الأثرية، ومن تلك الأوابد وحجارتها يتم بناء مايشاء السلطان والعباد ،وهناك أماكن بُنيّ عليها ليتم إخفاء حقيقتها التي لايريد هؤلاء أن تبقى لعنة تُذكرهم بأهلها ،وقد ظهر هذا من خلال ما قامت به داعش من تدمير للمراقد في الموصل، ونينوى .وتبين بأن تحت تلك الأماكن توجد من الكنوز مالا يُقدر بثمن.
وكثيرة هي الأمثلة التي نوردها هنا ، في الفعل الديني الذي ساد منطقة بلاد أشور وبابل وسوريا .ومن المفيد أن نعرف أيضاً بأنّ الناس عندما كانوا يُغيرون من ديانتهم كانوا يُغيرون أيضا من أشكال معابدهم ،فالديانات كانت تقوم بتغيير معابد الديانة التي سبقتها ،مع تغيير بسيط فيما يُناسب الديانة الجديدة، كما حدث مع الديانة الشمسية ،والديانة القمرية، والديانة الموسوية والمسيحية ،والإسلامية، نرى أغلبها يتخذ من المعابد السابقة والموجودة في محيطه مكانا لعبادته.كما في الجامع الأموي حيث كان معبدا للإله حدد الآرامي، وحين دخل الآراميون المسيحية أصبح معبدهم كنيسة لهم، وكانت تُسمى بكنيسة القديس يوحنا المعمدان. وعندما توجهت الجيوش العربية الإسلامية لغزو الشام ودخلتها بعد حصارها من كل الجهات تمّ قتل كل من لاقاهم ودافع عن المدينة، كما تحول خلق عظيم عن دينهم إلى الإسلام ،ولم يكن لهم من مكان حتى يُقيموا الصلاة فقد فضل وأولاد عمومتهم ممن بقي على مسيحيته أن يتقاسموا كنيسة القديس يوحنا المعمدان ولمدة سبعين عاماً ، وبعدها حين جاء الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام 705 ميلادية الموافق لعام 86هجرية. طرد أهلها وأصحابها منها ،وخيرهم في اختيار مكان آخر لبناء كنائسهم ،وابتنى عليها ثلاث مآذن، وغيّر أغلب المعالم المسيحية فيها ،وهذا كله . تجدونه في كتاب (فتوح الشام للواقدي). وما تم في دمشق تم في بلاد الشام كلها، وفي فينيقية ،الساحل السوري وغيره من مكان ،حتى في القسطنطينية ،فيما بعد وكنيسة آيا صوفيا الأرثوذكسية تحولت إلى جامع .
وهنا نريد توضيح فكرة مهمة .وهو أن الفرق مابين أن يغير شعب دينه ومعابدها زمابين مغتصبٍ يستولي ويُغير معابد الشعوب الأخرى بالقوة والسطو والترهيب وقطع الرؤوس والكتب مليئة بهذه الأمثلة.. .
وأما الحرب السّورية والعراقية، التي حدثتا منذ مايزيد على ثماني سنوات .
كشفتا عن الوجه النذل والحقير لشراسة الإنسان الذي كان يدعي قبل أيام بأنه حامل لواء الرحمة والعدالة تجاه أخيه الإنسان ومن خلالهما تبين لنا مايلي:
1= لايوجد قيم عديدة منها .الحق، بل الأقوياء هم من يتحكم بكلّ شيء .والإنسان وحش مفترس ، وشرير لابل هو أكثر من الحيوانات شراسة ..
2= لايوجد منظمات دولية ،تحمي الحقوق، والإنسان ،فلا يوجد أمم متحدة ولا مجلس الأمن ولا الدول الكبرى والمتقدمة والمتطورة وكلها أثناء الأزمات الكبرى تتحول إلى دكاكين فارغة من شعاراتها ومشلولة وعرجاء وعوراء..
3= الظلم هو السائد ،والفقراء والضعفاء، يفرون أو يُقتلون ،ولامن يُساعدهم حتى من خلقهم.
4= الحياة السلمية والإنسانية، بين الشعوب كذبة عرجاء، وطقوس أهبل معتوه.فالأقوى هو السيد وسيظل الفقراء هم من يدفع الثمن عبر العصور.
5= الدولة ،والقانون، فقط أيام السلم ، لكن أيام الفوضى فلا دولة ،ولا قانون ،بل القانون الأول هو القتل والاستيلاء والاغتصاب، وممارسة كل الموبقات، ولا من رادع والسؤال أين يكون الله.أجل لا أستثنيه لكوننا لم نسمع أنه التفت إلى صُراخ تابعيه أو المؤمنين به.
فمتى يتحرك هذا الجبار.أم أنه يُسجل في دفاتر الحسابات الوهمية كي يُحاسب الأشرار في تلك الحياة؟!!
سؤل برسم الإجابة، وبدون مجاملة أو محاباة، أو خوف..ونحن البشر لو صرخ ابننا علينا وقال تعال ساعدني يا أبي ففلان يُريد أن يضربي .لتحركنا كالسهام، أو بقوة البرق نحوه وافتديناه لو تطلب الأمر ، حتى القطط تُدافع عن صغارها، والعصافير تُدافع عن أعشاشها من الأفاعي الشرسة والقاتلة ، فمتى يُساعدنا الله لستُ أدري ؟!! .
أم نحن نعيش الوهم وهناك مافيات روحية ودينية توهمنا بذلك؟ الحقيقة أجل، نحن واهمون وجميعنا تم سلب عقولنا وإرادتنا وحريتنا ،ولهذا أرى أن ّشعوب الشرق ستدفع ثمن الغباء التاريخي والتمسك بالتدين الأعمى والمتعصب كلّ حياتها وتاريخها..
الحقيقة يجب أن نُعيد النظر بالأمور التالية:
آ= قراءة النص التاريخي قراءة جديدة بحسب المكتشفات والتقنيات الحديثة.
ب= قراءة النصوص الدينية والتراث الروحي ووضع خلاصة له تتناسب مع الحياة وليس الموت.وأن نميز بين التدين والإيمان . وبين الحرف والجوهر.
ج= أعتقد يكفي سلب إرادة الإنسان الذي قدم الكثير على معابد الصنم ومعابد الخُرافة ، لهذا علينا أن نتجدد في أذهاننا ونؤمن بالعقل مرشدا وإماما .وهو من يصنع حضارتنا المشرقية وليست الخُرافات والأوهام والتعصب الأعمى الذي لايُعبر سوى على سلوكية حيوانية مفترسة ..
د= وأهم ما يلزمنا هو أن نتغير نحن في أعماقنا الروحية والعقلية والفكرية، وبواقعية ، وأن يكون السبيل الأول لتغييرنا هو المناهج الدراسية وسعي الدول القطرية في الشرق لوضع استراتيجية محكمة لبناء العقول على الفكر العلمي وليس على الفكر الغيبي .فنرى أننا أمام معارك عظيمة ورهيبة تبدأ من مساحات واسعة في المجتمعات المشرقية تُعظم في التدين وبالتدين حياتها وهذا من أخطر مراحل المجتمعات حين يتحول الدين عندها إلى سوق بورصة تُزاود به ،وهي لاتعمل إلا بجانبه المظلم.
فالشرق سيغرق في الدماء الدينية والطائفية والسياسية مالم يستوعب مرحلة النقلة الأوروبية ويقوم بنفس الخطوات لابل يُسرع فيها .إنه سينتهي إلى ظلام إن لم يوجد من لاينقذه.

اسحق قومي.
29/4/2018م
شاعر وأديب وباحث سوري مستقل يعيش في ألمانيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط