الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تفشل الامم؟ اصول السلطة والازدهار والفقر5 تاليف دارن اسيموجلو – جيمس أ روبنسون ترجمة بدران حامد – مراجعة فاطمة مصطفى

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2018 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الفصل الخامس
لقد نظرت فى المستقبل والنتيجة مبشرة - النمو فى ظل المؤسسات الاستحوازية

يركز هذا الفصل على فكرة امكانية النمو والازدهار فى ظل المؤسسات الاستحوازية ، ولكنه يؤكد ان هذا النمو لن يكون مستداما

ويقدم امثلة من التاريخ على ذلك مثل النمو الاقتصادى السريع للاتحاد السوفيتى فى ظل المؤسسات غير الديمقراطية والذى انتهى به المطاف الى الانهيار مخيبا لرؤية الكثيرين ممن كانوا يضعون الامال عليه

صاحب العبارة التى تعنون للفصل الخامس عندما سأل رجل المال الثرى بيرنار مردوخ – سأل ستيفنز الذى كان فى مهمة الى روسيا عن الوضع فيها

وعرج المؤلفان الى مثال من التاريخ وهو انهيار حضارة دولة المايا ويقول ان عدم وجود الفوضى الخلاقة والابتكار ليس السبب الوحيد الذى يصعب عملية النمو فى ظل مؤسسات استحوازية

وانما لان المؤسسات الاستحوازية تحقق مكاسب هائلة للنخبة المسيطرة فهذه المكاسب ستكون دافعا قويا بالنسبة للاخرين للاقتتال وعدم الاستقرار ولا تخلق فقط حالة من العجز وعدم الكفاءة وانما تؤدى فى بعض الاحيان الى انهيار تام للقانون والنظام وسقوط الدولة فى غياهيب الفوضى كما حدث لدولة المايا فى امريكا اللاتينية خلال الحقبة الكلاسيكية الخاصة بها

ملحوظة من عندى
ربما يكون ما حدث فى سوريا فى الوقت الراهم مثال حى على حقيقة هذه النتيجة التى توصل اليها المؤلفان ، فسوريا اقتصاديا كانت فى وضع جيد ولم تكن مدينة والنخبة المتعلمة فيها جيدة ، ولكن اشتعال الثورة فيها ثم انزلاقها الى حرب اهلية لايجد له تفسير سوى فى المؤسسات الاستحوازية التى كانت تحكم سوريا وتضع يدها على السلطة والثروة بشكل متوارث

عموما ينتهى المؤلفان الى نتيجة مفادها الى الانهيار سيكون مسارا نهائيا للصين التى تمر بحالة من النمو فى ظل المؤسسات الاستحوازية وانه ابدا لن يكون نموا مستداما اذا لم لم يقترن بعملية تحول سياسى جوهرى نحو اقامة مؤسسات سياسية شاملة للجميع

الفصل السادس
كيف اصبحت دولة البندقية ( فينسيا ) متحفا
فى العصور الوسطى كانت البندقية هى اغنى مكان فى العالم
وبحلول عام 1330 ميلادية اصبح عدد السكان يصل الى قرابة 110 الف نسمة لتصبح كبيرة الحجم مثل باريس وثلاثة اضعاف حجم لندن

كانت الكوميندا وهى عبارة عن نمط بدائى من شركة مساهمة يتم انشائها لمدة عام واحد وهى عبارة عن شريكين احدهما مستقر ويقيم فى البندقية والشريك الاخر يسافر

وكان يتاح لصغار التجار الذين لايملكون ثروات المشاركة فى النشاط التجارى عن طريق السفر برفقة البضائع وهذه كانت واحدة من اعظم الطرق للتحرك الاجتماعى نحو الطبقات الاعلى فى المجتمع

وهذه الشمولية الاقتصادية سمحت بظهور اسر جديدة من خلال التجارة وتبع ذلك مجموعة من اصلاحات سياسية فى مجال القانون حيث اتاحت المؤسسات الاقتصادية الجديدة انماط من العقود وبدايات وجود نظام مصرفى جديد

وللاسف كان هناك اغراء دائم للنخب الموجودة والتى تحتل مواقع سياسية هامة لوقف نظام التطور وعرقلته امام دخول اشخاص جدد اذا تمكنوا من ذلك

وتدريجيا تمكن هؤلاء ومن خلال المجلس الكبير اغلاق الباب امام من هم غرباء واصبح اعضاء المجلس الكبير طبقة ارستقراطية متوارثة

وكانت خاتمة المطاف فى عام 1351 صدور الكتاب الذهبى الذى كان بمثابة سجل رسمى لطبقة النبلاء فى البندقية
وبدأ التحول نحو المؤسسات الاقتصادية الاستحوازية من خلال منع استخدام العقود الخاصة (الكوميندا) والتى كانت واحدة من اهم الابتكارات المؤسسية العظيمة التى جعلت من البندقية غنية ، ولاينبغى ان يكون هذا مثار للدهشة

حيث تحاول النخبة الموجودة دائما استبعاد التجار الجدد ، ثم بدأت خطوة اخرى فى سبيل الاستحواز حيث بدأت الحكومة فى تنظيم سفن حكومية للمشاركة فى التجارة

ثم بدأ من الان فصاعدا فى فرض ضرائب مرتفعة على الافراد الذين يرغبون فى الاشتغال بالتجارة واصبحت التجارة البعيدة حكرا على طبقة النبلاء وكان هذا هو بداية النهاية لازدهار البندقية ولانهيارها الاقتصادى

واليوم نجد ان المصدر الوحيد للاقتصاد فى البندقية يتمثل فى السياحة وبدلا من ريادة الطرق التجارية والمؤسسات الاقتصادية اصبح سكن البندقية الان يصنعون البيتزا والايس كريم وينفخون الزجاج الملون لافواج السائحين الاجانب ورؤية عجائب البندقية قبل النهاية مثل قصر الحاكم وخيول كتدرائية القديس مارك والتى تم الاستيلاء عليها عندما كانت البندقية تحكم منطقة المتوسط

لقد انتقلت البندقية من موقعها للنفوذ الاقتصادى الى متحف يعيش على امجاد الماضى

ان ما حدث فى البندقية يوضح انه لاتوجد مرحلة تراكمية بسيطة للتطور المؤسسى فالبندقية كانت مزدهرة ، وكان من المتصور ان تبقى كذلك غير انه تم الاطاحة بمؤسساتها الاقتصادية والسياسية واتخذ الازدهار مسارا معاكسا

وعكس كل التصورات وفرضيات الثقافة او الجغرافيا فان انجلترا التى اتخذت الخطوة الحاسمة نحو بناء المؤسسات الشاملة فى القرن السابع عشر ، كانت مكان منعزل لالاف السنين وكانت هامشية بالنسبة للامبروطورية الرومانية ، واقل اهمية من اوربا الغربية او شمال افريقيا او البلقان او القطنطينية او الشرق الاوسط
غير انه للمفارقة فان الثورة السياسية التى ادت لحدوث الثورة الصناعية لم تحدث فى ايطاليا او تركيا او اوربا الغربية وانما فى الجزر الانجليزية المنعزلة

كيف نفهم المسار ؟
الانهيار الرومانى ادى الى وجود نظام اقطاع – الاخير تسبب فى القضاء على العبودية حيث اتى بمدن جديدة الى حيز الوجود خارج نفوذالملوك والطبقة الارستقراطية – هذا اضعف السلطات السياسية التى يستحوز عليها الحكام – الطاعون الاسود منح المدن المستقلة والمزارعين قوة على حساب الملوك والطبقة الارستقراطية وكبار ملاك الاراضى يضا الفرص التى اوجدتها التجارة عبر الاطلنطى لعبت دورها على هذه الخلفية

االفضائل الرومانية
فى عام 133 قبل الميلاد تعرض تبروس جراكوس السياسى الرومانى الذى كان ينتمى لاسرة ارستقراطية عريقة الى الضرب بالهراواة حتى الموت على يد مجموعة من من السيناتورات الرومان من نفس الطبقة الارستقراطية التى ينتمى اليها وذلك لدفاعه عن حقوق العامة

حيث كان يحاول اصلاح وضع توزيع الاراضى ونال نفس المصير اخيه جايوس على يد مالكى الاراضى بعد ان حمل شعلة الكفاح عن اخيه

ان تراكم السلطة فى الامبروطورية جعل من حقوق الملكية بالنسبة لعامة الرومان اقل امانا واتسعت اراضى الدولة فى عهد الامبروطورية نتيجة مصادرة الاراضى واصبحت الحقوق غير مستقرة بسبب تركيز السلطة فى ايدى الامبروطور وبطانته

وعلى نفس الدرجة اصبح العمال الزراعيين فى وضع شبه عبودى ، بل وكان يسمح لاصحاب الاراضى ان يقيدوا بالسلاسل العامل الذى يشتبه فى محاولته الهرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تضرب إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟ • فرانس 24


.. إدانات دولية للهجوم الإيراني على إسرائيل ودعوات لضبط النفس




.. -إسرائيل تُحضر ردها والمنطقة تحبس أنفاسها- • فرانس 24 / FRAN


.. النيويورك تايمز: زمن الاعتقاد السائد في إسرائيل أن إيران لن




.. تجدد القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة