الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحديات المائيه بالعراق

عبد الكريم حسن سلومي

2018 / 5 / 1
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


التحديات المائيه بالعراق
كان العراق في منتصف القرن العشرين يسعى بكل قوه لتأمين البلاد من خطر الفيضانات التي كانت تجتاحه باستمرار في نهري دجله والفرات واليوم وبعد مروراكثر من نصف قرن من ذلك الزمان بدأ العراق يعاني من شحة المياه واصبحت انهاره تشكوا العطش بعد ان كانت انهاره مصدر خطر لمدنه
لقد بات اليوم مستقبل العراق محفوفا بالمخاطر الجسيمه بسبب النقص الحاصل بموارده المائيه من انهاره وانحباس الامطار فيه منذ مده طويله مما دعاه ذلك الى اللجوء لاستخدام المياه الجوفيه مع الخزين الاستراتيجي لخزاناته الطبيعيه والصناعيه لسد النقص الحاصل بالمياه ولجميع الاستخدامات وخاصة الزراعه
ان شحة المياه قد اثرت بصوره كبيره على الانتاج الغذائي مع تحول الكثير من الاراضي الزراعيه الى صحراء جرداء
ان واحد من اهم الاسباب الحقيقيه لشحة المياه بالعراق يعود بالاساس لسلوكيات دول المنابع للمياه والتي تدخل للعراق من دول الجوار والتي بات واضحا انها تستخدم المياه لاغراض سياسيه بين فترة واخرى
حيث ان دول الجوار لم تؤمن حصه عادله للعراق من المياه (والتي هي مكتسبه تاريخيا بفعل كونها دول مصب لانهر وروافد عديده )وبصوره مستمره بل تتعرض كميات ونوعية موارد المياه الداخله للعراق من هذه الدول للتذبذب طبقا لمواقف سياسيه طارئه تحدث بين فتره واخرى وايظا يعود السبب لسلوكيات التعامل مع المياه بالداخل العراقي وسوء الاستخدام للمياه فالواقع اليوم للمياه نرى فيه المظاهر الواضحه التاليه

1-قيام تركيا بانشاء سدود كثيره حجزت خلفها كميات هائله من المياه اكثر من حاجتها الفعليه لاستخدامها كورقة ضغط على العراق بالدرجه الاساسيه بالاضافه لانشاء سوريا مشاريع اخرى ايظا الامر الذي جعل حصة العراق من المياه تقل بصورة تدريجيه الى ان اصبح العجز المائي واضح جدا وخطير هذه الايام
2-قيام ايران بتحويل مجرى نهر الكارون وغلق كثير من الانهر الموسميه العابره للحدود مع العراق وارسال بدلا من بعض هذه المياه مياه ذات نوعيه رديئه

3-من سبعينات القرن الماضي لم يستطع العراق عقد اتفاقات بشأن تحديد الحصص المائيه بصوره عادله مع كل من سوريا وتركيا وايران حيث لازالت هذه الدول تستخدم المياه كورقه للضغط على العراق من اجل مكاسب سياسيه واقتصاديه ومع اننا بدأنا نلاحظ ان ورقة المياه قد بدأت تستخدم بين مكونات العراق الداخليه بعد ان دخلت الفدراليه للنظام السياسي الذي يحكم به العراق وهو ما كنا نتوقعه منذ فتره طويله
4- للاسف لازلنا ولليوم لم نرى اي اسس سليمه للسياسه المائيه المتبعه بالعراق حيث لم تضع الوزارات المعنيه بشأن المياه اي خطط استراتيجيه وواقعيه وتنفيذيه(ونؤكد على واقعيه ومنفذه فعلا) تجعل من ورقة المياه غير فعاله لدى دول الجوار بل العكس فقد ساعدت الوزارات المعنيه بسياساتها الخاطئه دول الجوار على ابتزازنا مائيا


5- لحد الان لم نرى ان ملف المياه يلقى اهميه سياسيه في الحكومات ومنذ عشرات السنين
6-ان ادارة الموارد المائيه ولكل الاستخدامات بالداخل غير كفوءه وبشهادة المختصين وان ذلك له دور كبير في حل مشكلة العجز المائيلو كانت ادارة الموارد المائيه تتم بصوره فعاله بالداخل
7-لازالت الوزاره المسؤوله عن ادارة موارد المياه لاعلاقه لها باستخدامات المياه بمجالات اخرى وهي مقتصره على ادارة مياه الري وان كوادرها تفكر وتستخدم نفس الاساليب القديمه ولم تتطور لحد الان بمشاريع الري ولم يتم ايجاد الحلول الواقعيه لمشكلة شحة المياه بكثير من مناطق البلاد لكون الري يستهلك اكثر من 85% فعلا من واردات البلاد المائيه
8- لازال العراق يفتقر الى الخزانات الطبيعيه والمائيه المعده بصوره فعاله لخزن المياه بسبب تدخل السياسه بصوره كبيره بهذا الشأن كما انني ارى ان الزمن قد غادرنا بهذا الشأن حيث لم يعد يجدي هذا بسبب قيام دول المنبع بانجاز مثل هذه الخزانات


كل هذه الامور تبين لنا واقع العراق المؤلم مستقبلا بالمياه والذي قد يؤدي لاضرار كبيره لشرائح كبيره من المجتمع قد تدفع لاحداث خطيره بالداخل ولذا نقول بات جدا ضروري اهتمام الحكومات بصوره جديه وحقيقيه بمسألة تحديات المياه الخطره التي يتعرض لها العراق اليوم وقبل فوات الأوان .



المهندس
عبد الكريم حسن سلومي
22/4/2018










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك