الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى فكتور هيجو ... في ذكرى الرحيل.

هشام برجاوي

2018 / 5 / 1
الادب والفن


إلى فكتور هيجو...في ذكرى الرحيل.

لن يتوقف الحديث السياسي و الأدبي المتضارب عن الذي ألبس الأدب الفرنسي قبّعته الحمراء، فقد تجرأ على طلاء جدران الجحيم بألوان الجنة الوعيدة، ثم تجرأ أيضا على الحلم ب " الولايات المتحدة الأوروبية " بعد أن كتب ثوار فلادلفيا الأمريكية ميثاق " المناهضين للنموذج السياسي و الاقتصادي و الإجتماعي الأوروبي ".

فكتور هيجو رجلُ سياسة، و متمرد على تعاليم الرب أيامَ هيمنة الكنيسة، ثم أفلت من العقاب بفضل لقب رسمي.

هل ساورته نكسة ضمير أو استفاقة صاخبة له كي يفكر في مصير أولئك الذين لم يفلتوا من العقاب؟

لا مبرر لإنسكاب محاكمات النوايا، كل ما نعرفه أنه كان على اتصال يومي بأهوال نزلاء سجن الباستيل...حيث كان الملك – الشمس لويس الرابع عشر يعذب باسم الله تحديدا، من لم يستطيعوا بفضل الدين أو الدولة أن يفلتوا من العقاب.

فكتور هيجو أيضا أحد بناةِ الأدبِ الاجتماعي الذي تلقى منذ بداية القرن الفائت تحولا غائرا بعد أن تغير أسلوب رصد المعاناة : فهيجو كان يسرد بانوراميا أي أنه كان خارج المعاناة وهو ما يتلاءم مع المعالجة الفوقية للمكابدات الاجتماعية أو ما يجوز أن نعتبره التأويل " الخيري " أو " الإحساني " لمطلب العدالة الإجتماعية .

مع محمد شكري، و أمثالِه، أصبحتْ معالجة المشكلة الاجتماعية قادمة من أحشائها، لذلك، على النقيض من اللغة المخملية التي استعملها هيجو لوصف العذاب، استخدم شكري العذاب لوصف العذاب و استعمال اللغة المخملية لوصف العذاب يبرر موقف هيجو كأحد بناة الرومانسية، فالحد الفاصل بين الأدب الاجتماعي و الأدب الواقعي رفيع جدا، يتضاءل كلما كانت المسافة بين رجل و اللحظة الموالية أكثر تقلصا من المسافة بين عيني حبيبته...

تقمص وصايا الجد المقبل على التواري، و استزلم روحه لآلام أب ابتلع الماء حقه في ممارسة الأبوة.

نادى بإلحاق قسط من الغيرة الوطنية مهما تكن شواخصها ب " الحلم الأوروبي " الذي سيتكامل مع " الحلم الأمريكي " لتحقيق إرادة الرب في هذا الوجود الملبد بالأوهام.

أفرد للحظات الختامية من حياة الرسول محمد ما يشبه " القراءة غير المقلوبة لعبارات العزاء " و أسهب في مدح علي بن أبي طالب.

استخدم ألقاب النبلاء، الذين دكت الثورة الفرنسية صروحهم تباعا قبل أن تعيد إنشاءها تارة أخرى، لتأثيث رؤاه المتغيرة عن الحب و الجمال و المرأة و الجسد...

ثم مات...في الهزيع شبه الأخير من ربيع العام 1885








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما


.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا




.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة