الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأولُ من أيار.

محمد صالح أبو طعيمه

2018 / 5 / 1
ملف الأول من أيار عيد العمال العالمي 2018 المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي


لم يبق للعامل للحصول على كامل حقه في الحياة، سوى تكريمه بيومٍ يكون عيدًا له، وهو أصلًا ذكرى لقتله واضطهاده، في العالم الحر قبل النامي.
الأول من أيار من كل عام اُصطلح عل تسميته ب"عيد العمال" لتقرر الحكومة إجازة في هذا اليوم، مكافأةً واعترافًا بفضل العامل.
في الحقيقة يستفيد كل الناس من هذه الإجازة إلا العامل.
فهو يذهب لعمله لأنه يعمل بنظام "اليومية" وإن لم يذهب؟ فلنكن واقعيون؛ لا طعام له ولأسرته في ذلك اليوم!
لا سيما وأن رواتبهم متدنية، لا تصل إلى الحد الذي يسمح له بأن يأخذ إجازة، للأسف غير مدفوعة الأجر.
حقوق العمّال شائكة ومضطهدة في شتى بقاع العالم، والصراعات والتجاذبات ما بين مدٍ وجزر، هنا وهناك، ما بين العمّال وأرباب الأعمال، فلا معايير للسلامة، ولا حقوق، ولا تأمين على الحياة، خاصة في بعض المهن الخطرة، وجل مهن العمّال هي كذلك، ولا التزام بقانون ساعات العمل، والحد الأدنى للأجور، وطبيعة الجهد المطلوب من العامل، ومقتضيات الإصابة والتقاعد.
وبطبيعة الحال هذه مشاكل عالمية للعامل، وموجودة في كل بقاع الأرض، خاصة في دول العالم النامي، المتخلف عن ركب الحضارة، وتكون موجودة في حال توفر العمل، هذا إن وجد!!!
أما في حالةٍ كالتي نعيش في غزة، فحدث ولا حرج.
لا أقول منذ الانقسام الأسود بل منذ الانتفاضة عام 2000 والعامل في إجازة قصرية، فقد كان أغلب الفلسطينيون يعملون داخل الخط الأخضر في الأرض المحتلة، وبعد الانتفاضة مُنعت التصاريح، وما عادت تُمنح للفلسطينيين، صحيح أن المشغل الإسرائيلي كان يظلم الفلسطيني في بعض الأحيان، لكنه كان هناك عمل، وراتبٌ مجزي، وناهيك أن المشغل الإسرائيلي كان يأكل حق الفلسطيني إذا تعرض للإصابة، فيدعي أن راتبه كان مبلغ زهيد، لتحكم المحكمة له بتعويض ضئيل، لكنه الفلسطيني كان يأكل ويشرب وأسرته، ويلبس يمرح وعائلته، ولم يكن في حالة كالتي عليها الآن، من الرِق والذل والهوان.
أكثر ما يحزنك أن يحدث ذلك الأمر: عمّالٌ بلا عملٍ يقتاتون منه وأسرهم، وزاد الطين بلةً، ما حدث من انقسام قذر بين التنظيمات الكبيرة في الوطن المحتل، صراعاتٌ على السلطة والحكم والمال، والسياسة أكذوبة كل منهم، ليضيع العامل ما بين تجاذباتهم المقيتة، والسؤال الكبير الذي يتبادر إلى الذهن، كيف صبر هؤلاء العمال، وكيف استطاعوا أن يكملوا طريق الحياة الوعر هنا، والذي يزيد من أسى العمال الفلسطينيون في غزة، الحصار الذي يعانون منه وحدهم والطبقات المسحوقة، فكيسُ الأسمنت هو الذي يحرك المنظومة العمّالية، وذلك ممنوع دخوله لغزة، وإن دخل، فإنه يدخل بألف محظور ومحظور، وإن توفر فليس لدى الناس المال لكي يبنوا البيوت الجديدة والمنشآت،
والأسف الأكبر، أن خريجي الجامعات يصارعون هؤلاء العمال في أرزاقهم في المهن المحلية من بناء ومتعلقاته من المهن الرديفة، وحِرف صناعية مهنية، فأولئك الخريجون لم يجدوا سوق عمل يليق بشهاداتهم، ويستوعبهم في الوظائف الحكومية التي اقتصرت على أبناء حماس في غزة، وبطبيعة الحال فتح في الضفة، وأعجب كل العجب من إعلانات التوظيف التي كانت في غزة، تتقدم للوظيفة وتنطبق عليك كل المعايير سوى الانتماء الحزبي، ثم توقفت هذه الوظائف، وفي الوقت الذي لم يتم توظيف أي شاب فلسطيني من غزة، من السلطة الوطنية فإن إعلانات التوظيف على الشاشة الرسمية للسلطة الفلسطينية، تدعو الشباب للوظائف، والانقسام سببٌ وجيه لما نحن فيه من الرق والهوان للعامل، الذي إن خرج يطالب بلقمة عيشه، اضطهدوه واعتقلوه، وللأسف من يطالب له ويدعي اليسارية والانحياز للعامل، هم برجوازيون متأصلون في البرجوازية، ليس لهم مما يقولون سوى الكلام، بل أصبحت التنظيمات الكبيرة هنا، تعطي العمال المساعدات الزهيدة في مقابل حضوره لمهرجان سياسي حزبي، فيذهب ذلك المغلوب على أمره حتى لا يفقد عطية اللئيم.
من المعيب على من أصدر ذلك القرار أن يكتفي به، لتكريم العامل، وأنا لا أطالب بالتكريم بل بالحق الأساسي أولًا، ألا وهو العمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو