الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين (الفكرة - الأخلاق - النظام الاجتماعي )

عمر عزيز النجار
(Omar Aziz Elnaggar)

2018 / 5 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ماذا يعني كونك مسلما ، وماذا يعني كونك مسيحيا ؟ أو كذا أو كذا
-طلب محمد من كفار قريش ان يقولوا كلمة ، قال لهم قولوا (لا اله الا الله ،تملكون بها العرب ، وتدين لكم بها العجم ) انها كلمة لن تضرهم شيئا اذا نطقوا بها ولكنهم رفضوا ان يقولوها ، لماذا ؟ لأنهم يدركون تماما انها ليست مجرد كلمة ، كلا ، انها منهج حياة ، يعرفون جيدا ان هذه الكلمة سيبني عليها حياتهم ونظامهم ومعيشتهم ، لذلك رفضوا ان ينطقوا بها ، ، ،
وبنظرة متأنية للواقع الذي نعيشه اليوم ، فإنه تقريبا كل من علي الارض باختلاف مشاربهم واديانهم وعقائدهم ، ينطق الكلمة دون ان يعرف معناها ، ولا ان يسبر اغوارها او يغوص في اعماقها ، لذلك عزيزي القارئ ، لا تتعجب ابدا اذا سمعت أحد المتحزلقين يخبرك بأن عدد المسلمين في العالم مليار وثلث ، او مليار ونصف ، وأن عدد المسيحيين مليارين وكسر ، وغيرهم وغيرهم
- أيها المترنحون بعقولكم المهترئة ، من اين جئتم بهذه الأرقام ، هل مررتم علي سكان الارض فردا فردا وسألتموهم ، أم انكم اتيتم بها من أجهزة الحاسوب والأوراق والسجلات ، ام انكم تسيرون في الارض علي خطي كفار العصور السحيقة (انا وجدنا اباءنا علي أمة وانا علي اثارهم مقتدون ) .
بحكم دراستي ، وأنني أزهري التعليم من المرحلة الابتدائية وحتي الجامعه ، وأنني انضممت حينا لجماعة الاخوان ، في مراهقتي المبكرة ثم اعتزلتهم وانضممت للدعوة السلفية ، في مراهقتي المتأخرة وبدايات شبابي ، الي ان تركت الدين جملة وتفصيلا ، وصرت لادينيا حتي النخاع ،
هذه الرحلة الطويلة كان لها اعظم الاثر في تكوين شخصيتي وبلورة افكاري ،
ومن هذه الافكار انني قمت بتقسيم الدين الي ثلاثة أقسام ، هذا التقسيم الذي لم أسمع به من احد ولم أقرأه في كتاب ، وهذه الأقسام الثلاثة هي
الفكر العقائدي ، الأخلاق ، والنظام الاجتماعي .
ولكي تنعت نفسك بانك مؤمن بدين معين ، يجب ان تمر علي هؤلاء الثلاث ، فاذا قررت ان تكون مسلما واعذروني اني سأضرب مثالا على الاسلام ، وما ذاك الا لأني من خلفية اسلامية ، ولا اعرف عن الاديان الاخري قدر معرفتي بالاسلام ، وان كنت اري أنها لا تختلف كثيرا عن بعضها ، حينما تقرر ان تكون مسلما ، يجب ان تؤمن بالله ، بأسمائه وصفاته ، وأفعاله، وما اخبر به عن نفسه ، في كتابه المزعوم ، وعلي لسان رسوله المشئوم ، وان تؤمن بالملائكة ، اسمائهم وهيئاتهم ووظيفة كل ملاك فيهم ، يجب ان تؤمن بجبريل ، هذا المخلوق العجيب الذي له ستمائة جناح ،
الموكل بالوحي ، وبهلاك الأمم، ويجب ان تؤمن بميكائيل ، هذا الكائن المسئول عن المطر ، متي ينزل ومتي ينقطع ، فاذا تشدق عالم من علماء هذا الزمان وقال ان سبب الجفاف وندرة الأمطار هو الاحتباس الحراري وتغير المناخ، يجب ان تسكته وتخرس لسانه ، انه ميكائيل أيها الجاهل ، وان تؤمن بإسرافيل وعزرائيل ، ومنكر ونكير ، والملائكة حملة العرش ، ولا تسالني كيف يحملون العرش ، ومنذ متي وهم يحملونه ، أو الي متي سيظلون ؟
ويجب أن تؤمن بالكتب ، كل الكتب المقدسة ، ولا تسألني ما المقدس الذي فيها ، وهي تحمل بين صفحاتها كل معاني الاجرام والانحطاط الاخلاقي والاجتماعي ، وان تؤمن بالرسل ، هذه الفئة من المجرمين الذين عاثوا في الارض فسادا ، وانتهكوا واهانوا ودمروا ، وللأسف الناس في زماننا لا يأتي ذكر واحد منهم إلا ويسبقه بلفظ سيدنا ،
وان تؤمن باليوم الاخر بكل ما فيه من فانتازيا وخيال علمي ، وان تؤمن بالقدر ، وعلي ذكر الايمان بالقدر انا لطالما واظبت علي محاضرات للشيخ ياسر برهامي ، حينما كنت مؤمنا ، شارحا كتابه ، منة الرحمن في نصيحة الاخوان ،
حتي اذا جاء الكلام علي القدر كنت أشعر أنني في حصة فيزياء أو كيمياء عضوية ، لم أستطع ابدا حل هذا اللغز العجيب ، ولعلنا نرجئ الكلام عن القدر في مقام اخر ، وللعلم فإن فيلسوفنا الكبير و أستاذنا الأريب سامي لبيب له عدة مقالات متناولة هذه النقطة فليرجع لها من شاء ،
فاذا انتهيت من الفكرة والمعتقد ، وامنت بكل هذه الأشياء ، فلتنتقل الي بند النظام الاجتماعي ، الاحكام والمعاملات ، يجب ان تعرف وتدرس فقه البيوع والمعاملات الربوية ، فقه الزواج والنكاح ، الجهاد و الحروب ، أحكام المواريث ، وأحكام أهل الذمة، وكيفية التعامل مع الاخر ، واحكام المرأة ووضعها في المجتمع ،
فإذا انتهيت من كل ذلك واقتنعت به وعملت بمضمونه ، يجب عليك ان تنظر مليا في الأديان الاخري ، ، ، ، ،
تبحث وتقارن ، تستدل وتستشهد ، تستنبط و تستنتج ، فلربما يوجد دين أفضل من هذا الدين ، ويجب أن تفكر بحيادية ، دون اتخاذ مواقف فكرية مسبقة ، أو ضغط من الأهل او المجتمع ، ،،،
وهناااااااااااك ، هناك فقط بعد قطع هذا الشوط الكبير والرحلة الطويلة ، تستطيع أن تقول أنني مسلم ، او كذا ، او كذا
أما هذا الذي يحدث حولنا لا يصح الا ان نطلق عليه لفظ ( التهريج )
الدين دراسة ، وليس بالوراثة ،
واذا اتبعنا هذه المعايير السالفة الذكر التي تحدثنا عنها آنفا ، فأنا في تقديري الشخصي لن يزيد عدد المسلمين الحقيقي عن سبعة او ثمانية ملايين في العالم كله ، هذا علي اقصي تقدير ،
ولذلك من أعجب واسخف وأتفه ما سمعت ان سبعة عشر انجليزيا اعتنقوا الإسلام لحبهم لللاعب محمد صلاح
عزيزي الانجليزي
يؤسفني أن اخبرك ان محمد صلاح نفسه ليس مسلما ، ولا يعرف عن الاسلام الا قدر معرفة النملة عن قاع البحر ، ماذا لو قابلت راهبا بوذيا وكلما قابلك هذا الراهب تبسم في وجهك وأعطاك قطعة من الحلوي ، هل سأعتنق البوذية مثلا ؟؟
تصاب بالدهشة حينما تقرأ ، ان الأوربيين حينما استردوا الأندلس من المسلمين ، ( وخيرا فعلوا ) ، فوجئوا ان لدي المسلمين غرف لقضاء الحاجه وأنهم يستنجون بعد قضاء حاجاتهم ، تقرأ ذلك ( وكان هذا سببا لدخول الكثير في الاسلام ) يا ليت شعري ، أليست لكم عقول ؟؟؟!!
انا بشخصي عمر النجار ، لا انكر ان هناك أشياء كثيرة في الاسلام تستهويني وأراها غاية فى الروعه ، ومن ذلك مثلا ، الاستئذان ثلاث مرات ، كما جاء في القران ( ياايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتي تستأنسوا وتسلموا علي أهلها ، ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ، فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتي يؤذن لكم ، وان قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو ازكي لكم )
لا اخفي اعجابي بهذا النظام ، ولكن الاستئذان عند دخول البيوت شئ من الاسلام ، و ليس كل الاسلام ، المسألة اكبر وأعمق وأشمل من هذا كله ، انها ليست مجرد كلمة ، لذك كما ذكرت في أول المقال رفض الكفار ان ينطقوا بها ،
لا يكن فكرك خاويا ، وعقلك هوائيا ، منساقا وراء عواطفك ومشاعرك ، اذا أحببت شخصا اعتقدت اعتقاده ، الدين مسألة كبيرة جدا ، ادرسها بتمعن و تأن ،وروية ، خاصة وأنه للأسف حياتنا مبنية علي هذا الدين ،
فأخبرني أخي ، ماذا تظن نفسك فاعلا ؟ هل ستبني حياتك كلها علي وهم ، علي خرافة ، قصة من قصص ألف ليلة وليلة ،
يتحكم الدين في علاقات الأفراد والدول والجماعات والمؤسسات ، لذلك عزيزي اختر دينك بنفسك
عمر النجار ، انسان لا اؤمن بأي دين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية طيبة للكاتب
صلاح الحريري ( 2018 / 5 / 2 - 09:29 )
تحية طيبة للكاتب، وبعد:
أنا أيضاً أزهري، سكندري، نشأت بين السلفيين وكنت أظنهم هم أهل الحق، أعرف الشيخ ياسر برهامي، قرأت القرآن على يد حبيبي الشيخ حسن سعيد السكندري، فأنا من حفظة القرآن.

الآن أنا أشفق على السلفيين وأعتبرهم مرضى نفسيين.
مررت بتجربة روحية جميلة، ووصلت إلى أن أصبحت مؤمن بكل الأديان المعتبرة، لكني لا أنتمي إلى دين بعينه.

كل الأديان المعتبرة صحيحة بنسبة 100% على مستوى النص المقدس، لكنها تتفاوت في الصحة، على مستوى تأويل النص المقدس [عقائد، شرائع، أخلاق]، ف لكل نص مقدس منطقه الذي يُفهم به.

بعد تأملي الهادئ، الأديان نوعان:1-أديان لا وعيية، لا تمنح الوعي، بل تُغَيّب الوعي، مثل[ الإسلام واليهودية]، 2-أديان وعيية نوعاً ما، تمنح الوعي بدرجة كبيرة،لكنه[الوعي]غير كامل، مثل[الطاوية،المسيحية،الهندوسية]

القرآن هو دُرَّة الكتب المقدسة،فيه الحقيقة كاملة تامة صافية، لكننا نحتاج إلى منطق مختلف لفهم القرآن.
الإسلام، بوضعه الحالي،سنة وشيعة، هو ديانة صنعها الشيطان!!!
تحياتي...وشكراً....صلاح الحريري.

اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك