الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما..ترقص تونس على ايقاعات الإنتخابات

محمد المحسن
كاتب

2018 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


على هامش الإستحقاق الإنتخابي بتونس


عندما..ترقص تونس على ايقاعات الإنتخابات


دماء غزيرة أريقت من أجساد شبابية غضة، في سبيل أن تتحرّر تونس من عقال الاستبداد الذي اكتوت بلهيبه، عبر عقدين ونيف من الزمن الجائر. ومن هنا، لا أحد في وسعه أن يزايد على مهر الحرية الذي دفعت البراعم الشبابية أرواحها ثمناً له، ولا أحد كذلك يستطيع الجزم بأنّ ما تحقّق في تونس من إنجاز تاريخي عظيم تمثّل في سقوط نظام مستبد جائر، إنما هو من إنجازه. لا أحد إطلاقاً، فكلنا تابعنا المشاهد الجنائزية التي كانت تنقلها الفضائيات في خضم المد الثوري الذي أطاح رأس النظام مضرجاً بالعار، ومنح الشعب التونسي تذكرة العبور إلى ربيع الحرية، تلك المشاهد الجنائزية كان ينضح من شقوقها نسيم الشباب. شباب وضع حدّاً لهزائمنا المتعاقبة، قطع مع كل أشكال الغبن والاستبداد، خلخل حسابات المنطق، جسّد هزّة عنيفة مخلخلة للوعي المخَدّر والمستَلب، وصنع، بالتالي، بدمائه الطاهرة إشراقات ثورية قدر الطغاة فيها هو الهزيمة والاندحار.
واليوم.. يرغب التونسيون أن تكون دولتهم الجديدة مكملة لتاريخهم، وتقطع، بالتالي، مع سلبيات الماضي، وتحمي المكتسبات، وأولها الدولة ذاتها، منجزاً تاريخيّاً لا غنى عنه. وبذلك، يؤسسون لدولة مدنية، ذات سيادة تصون الحريات وتنشر العدل وتحفظ كرامة الإنسان، وتنبذ، في الوقت نفسه، العنف مهما كان مآتاه.
واليوم.. يرغب التونسيون أن تكون دولتهم الجديدة مكملة لتاريخهم، وتقطع، بالتالي، مع سلبيات الماضي، وتحمي المكتسبات، وأولها الدولة ذاتها، منجزاً تاريخيّاً لا غنى عنه. وبذلك، يؤسسون لدولة مدنية، ذات سيادة تصون الحريات وتنشر العدل وتحفظ كرامة الإنسان، وتنبذ، في الوقت نفسه، العنف مهما كان مآتاه.
ويرفض التونسيون كل أشكال العنف، وينتصرون، بإرادة فذّة، للدولة المدنية التي ترعى شؤون الدين والدنيا، وتدفع في اتجاه تكريس العدالة والمساواة وحقوق الإنسان. ومن هذا المنطلق، كان تصويتهم، في الانتخابات التشريعية الماضية، تتويجاً للحراك الثوري الذي عاشوه وعايشوه، منذ انبلاج فجر الثورة التونسية المجيدة، في الرابع عشر من يناير/كانون ثاني 2011، دفاعاً مستميتاً عن مكتسبات الثورة، عن الوجود، وعن الحرية، وعن المدنية والمساواة في تجلياتها الواعدة.
06ماي 2018 يوم تاريخي حاسم في مسار الديمقراطية الناشئة بتونس حيث ستشهد البلاد اإنتخابات بلدية هي الأولى من نوعها ما بعد الثورة التونسية التونسية المجيدة..انتخابات يقترب شوطها من نهايته وسط حالة من الإعتلال تعاني منها-النيابات الخصوصية-التي انبجست من رحم الثورة وإشكالات جسيمة رافقت عملها خلال السنوات السبع الماضية..
ويأمل المواطن التونسي أن تفرز الانتخابات البلدية القادمة آلية جديدة للتعامل مع المواطن على صعيد تقديم الخدمات، سيما البنى التحتية والكهرباء والمياه..إلخ
في هذا السياق،كان لنا حديث مع رئيس القائمة الإنتخابية عدد 01 بمحافظة تطاوين الشمالية ا لحاج علي مورو حيث أكّد لنا أن أن المطلوب أشخاص يكون قراراهم نابعًا منهم،ولا يتلقونه من جهات عليا أو غيرها،ويعملون وفق الأجندة التي انتخبهم الناس عليها، وأكد أيضا ضرورة أن يعاد الاعتبار للبلدية وللمجالس البلدية المنتخبة وأن تأخذ البلديات الدور الأهلي،وأن تكون البلدية دارًا لكل المواطنين وليس كما المفهوم الذي ساد خلال السنوات الماضية يوم كانت تونس موغلة في الدياجير..
ثم أضاف:"لا يمكن البتة مقارنة الواقع التونسي بواقع عربي آخر ... ففي الانتخابات البلدية يكون الناخب أكثر قدرة على تقييم عمل الأحزاب لأنه يحكم عليها وفق ما يعيشه لا ما يتابعه.
حتى يحكم على طرف سياسي بالنجاح في تجربته البلدية، عليه أن يلاحظ ثورة في المجال البيئي وإيقافا حقيقيا لكارثة الفوضوية في البناء والانتصاب وتحسنا كبيرا في المرافق وعملا جبارا في التهيئة وطلاقا بينا مع المحسوبية والرشوة والمحاباة في إسناد الرخص البلدية..وهذا ما نؤسس إليه في حال فوزنا في الإستحقاق الإنتخابي القادم على مهل.."
ويضيف محدثي رئيس القائمة الإنتخابية عدد 01 لتطاوين الشمالية الحاج علي مورو:"إنّ مشهدنا السياسي في ثوبه الجديد غدا منفتحاً على تغيرات نوعية، سواء في مستوى الفاعلين الجدد، أو في مستوى الأساليب والخطاب والمرجعيات الفكرية والسياسية.ومن هنا، لم تعد العقائد، دينية أو قومية أو مذهبية طبقية، قادرة على صياغة المشروع السياسي الذي يؤطر المجتمعات ويحمسها، ولا سيما وأنّ الثورة التونسية أفرزت جيلاً جديداً من الناشطين في المجال المدني، قادراً على حماية ثورته، والسمو بها عن كل مظاهر الارتداد والترجرج. وقد أثبت هذا الجيل الشبابي مهارة عالية في أثناء إشرافه على شفافية العملية الانتخابية ونزاهتها في السنوات القليلة الماضية.وما على الأحزاب السياسية التي تناسلت بعد الثورة، وتضخّم عددها، إلا أن تتكيّف مع المشهد السياسي الجديد، وتنفتح على المجتمع، وتتفاعل معه، وتصبح مدارس للكفاءات السياسية، بما من شأنه أن يجعلها في مستوى انتظارات الشعب المتعطّش للتحرّر والانعتاق، وإلا سوف تصاب بالوهن والتكلّس، وتجد نفسها خارج دائرة التاريخ لتونس الحديثة، تدفعها نزعات انتهازية صوب مهاوي الاندثار..يرفض التونسيون، من الجنوب إلى الشمال، بشكل قاطع، إثارة النعرات الجهوية وتقسيم البلاد، وتهديد السلم الاجتماعي، ونسف المسار الديمقراطي، ولم يعودوا، بالتالي، يقبلون الوصاية على عقولهم، والاختيار بدلاً منهم، والعمل على تنميط سلوكهم الانتخابي.."
ثم يختم حديثه معنا بالقول:" بات لزاماً على السياسيين أن يرتقوا إلى مستوى طموحات الشعب، ويحترموا حقه في اختيار القائمة الإنتخابية التي يريدها ،ذلك أنّ منطق الإقصاء والإقصاء المضاد لا يخدم مطلب التعايش الديمقراطي، بل يهدّد بنسف الوحدة الوطنية،والانزياح عن التنافس السلمي عن السلطة إلى التعصب الشخصاني، أو الحزبي، أو الجهوي.والأهم لمن يريد الفوز في الإنتخابات البلدية بتونس أن يبعث رسائل لغوية، مطمئنة إلى الناس، ويظهر في صورة -المسؤول-الذي يجمع ولا يفرّق، يجمع المواطنين تحت راية الوطن، وراية الحرية وحق التنوّع والاختلاف، وينأى بخطابه الانتخابي عن الزعامتية الواهمة، وادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة..ويسعى جاهدا لتحسين المرافق الحياتية للمواطن البسيط الذي أنهكته متاعب الحياة عبر سنوات عجاف عاشتها تونس تحت نير الظلم والظلام وما نتمناه أن تكون تونس بعد 06ماي 2018 شمعة تضيء دروب تونس التحرير..وهذا شعار قائمتنا الإنتخابية.. قائمة الوطن"....

محمد المحسن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية