الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-احلام الانبوب-1

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2018 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


((احلام الانبوب))*1
نشر ت جريدة Daily News التركية، اليوم، مقالا تحت عنوان "أحلام الأنبوب: نهب الثروة النفطية في العراق"*بقلم WILLIAM ARMSTRONG .
اقتبس كاتب المقال العنوان من عنوان الكتاب** الذي قام بتقديمه كمايلي:
((يجلس العراق على رأس خامس أكبر احتياطي نفطي في العالم. عندما غزت الولايات المتحدة الامريكية العراق، عام 2003، وعدت إدارة بوش ، بأن تكون لاحتياطيات العراق النفطية الغنية دور حاسم في إعادة بناءه ودمقرطته.
لقد تمخض واقع مختلف. إن فكرة كون النفط كمحفز للغزو شائعة على نطاق واسع في داخل وخارج العراق. بدون شك كان العطش إلى الموارد النفطية ى المحفِز الرئيسي وراء الاندفاع نحو الحرب ، وما حدثت لثروة البلاد النفطية منذ الغزو الأمريكي غير معروف على وجه الدقة لدرجة كبيرة.
يلقي كتاب"أحلام الأنبوب"**للمراسلة الأمريكية إيرين بانكو الضوء، بتركيز شديد، ومن خلال أكثر من 100 صفحة فقط، على نهب الثروة النفطية في إقليم كوردستان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي (KRG) في الشمال الغني بالموارد في العراق. ، لم يتمكن uالكتاب تقديم تقرير شامل عن جميع الصفقات القذرة والفساد اللأخلاقي الذي إستمر. ولكن هذا يكفي لجعلك بحاجة الى الاستحمام بعد القراءة.
تشير التقديرات إلى أن إيرادات العراق المالية من مبيعات النفط، منذ عام 2003، تجاوزت 700 مليار دولار ، وهي تمثل حوالي 80 بالمائة من إجمالي تمويل البلاد. وقد تم استنزاف نصيب الأسد من هذه الثروة في صفقات غرف خلفية، في كوردستان العراق اكثر من الأماكن الأخرى. تصف بانكو حكومة إقليم كوردستان على أنها مثال تقليدي على "لعنة الموارد" التي تتدفق فيها الأموال من النفط ، لكن القليل منها تصل إلى المواطنين العاديين: "يتم العثور على النفط ، وضخه ، وشحنه وبيعه (وأحيانًا سرقته). الأنظمة والسياسيون والوزراء والشركات تأتي وتذهب. واستفادة المواطن العادي هامشية أو غير موجودة على الإطلاق. "
تستند "أحلام الأنبوب" على وثائق المحكمة والمقابلات مع المصادر التي حققت في أعمال شركات الطاقة ، الولايات المتحدة ،المملكة المتحدة ، المسؤولين الحكوميين العراقين ، والوسطاء .كانت الشركات الأجنبية الأكثر نجاحاً في كردستان العراق، هي الشركات الأصغر حجماً والتي تركزت بشكل حصري تقريباً في إقليم كوردستان: شركة DNO النرويجية وشركة Gulf Keystone Petroleum في المملكة المتحدة وشركة Genel Energy التركية. وهناك الكثير من الفرص للأفراد المغامرين الذين يتطلعون للاستفادة من الشروط السخية التي تقدمها سلطات أربيل.
لطالما تمت الإشادة كثيراً بحكومة إقليم كوردستان كمثال ساطع يتناقض مع حالة عدم الاستقرار في أماكن أخرى من البلاد. لقد كانت منطقة خالية، نسبياً، من الهجمات الإرهابية وحركات التمرد. لقد كان الجمع بين احتياطي النفط الوفير والطابع القبلي والعائلي للسياسة في المنطقة عاملاً مشجعاً، لدرجة كبيرة، على تفشي الفساد. "السياسة والأعمال والأسرة لا يمكن فصل بعضها عن بعض" ، كتبت بانكو. "عائلتان متنافستان ، وهما البرزاني والطالباني، تحكمان الحزبين السياسيين الرئيسيين وتهيمنان على معظم القرارات. بالرغم من أن النفط لم يتحول الى نعمة لشعب كوردستان ، فإنه بالتأكيد كان مربحا للغاية للبرزاني والطالباني ، وأصدقائهم وشركائهم في الأعمال التجارية ”.
لقد كانت شركات النفط سعيدة للعب ، حيث كانت تدفع رشاوى للموظفين المسؤولين والرجال العاديين عديمي الضمير في شكل رسوم استشارات وإعادة التفاوض على العقود. تشير بانكو (Banco) إلى هجوم من سماهم ب" wheelers and dealers" لغرض الاستفادة من "الثروة النفطية" التي كانت الفرصة الذهبية بعد غزو العراق. وأعربت عن غضبها من " مدى تحمس شركات النفط الأمريكية ، وما ذهب إليه بعض المغامرين ، في محاولاتهم للاستفادة من الفوضى التي أعقبت فتح الحكومة الكردية أبوابها أمام المنقبين الغربيين". وفي موقع من الكتاب تصف الكاتبة مرور موكب كبار المسؤولين الأميركيين عبر باب دوار (أو مقزز) من المناصب العامة إلى وظائف مربحة في شركات الطاقة النشطة في العراق. وقد كان كل من وزير خارجية الولايات المتحدة السابق ريكس تيلرسون وكوندوليزا رايس ومستشار الأمن القومي السابق ستيفن هادلي والسفير السابق في العراق ريان كروكر و علي خضيري المستشار السابق للسفير السابق، كلهم ضمن قوائم شركة إكسون موبيل خلال السنوات الاخيرة.
حرصت تركيا على المشاركة في العمل كذلك، حيث بدأت أنقرة وأربيل المفاوضات بشأن بناء أنبوب غاز جديد واثنين من خطوط أنابيب النفط الجديدة من كوردستان إلى تركيا في عام 2012 ، متجاوزا بغداد. كما أعطت الصفقة تركيا حصة مستقبلية في الكتل النفطية الكوردية. تدفقت أولى شحنات النفط الخام الكوردستاني إلى المصافي التركية في جيهان في الربع الأول من عام 2014 ، مع حصول أنقرة على 5 في المائة من المبلغ الإجمالي ل 550 ألف برميل من النفط الخام المنتج يوميا، الذي تم ضخه عبر الانبوب الناقل والرسوم الجمركية. تم إيداع المبالغ في حساب الضمان الذي فتحته الحكومة الكوردية في Halkbank الذي تديره الدولة التركية. ساعد هذا الترتيب حكومة إقليم كوردستان على تعزيز استقلالها الذاتي عن بغداد وساعد في تمهيد الطريق لقرار البارزاني بإجراء استفتاء حول استقلال الأكراد عن العراق في سبتمبر 2017. ومن المفارقات أن انقرة عارضت بعنف هذا الإستفتاء.

ترسم بانكو صورة حية للخلل الوظيفي اليومي في حكومة إقليم كوردستان. بالرغم من هذه الثروة من الموارد الطبيعية ، لا يتم دفع رواتب موظفي الدولة لعدة أشهر في كثير من الأحيان، وخدمات أجهزة الصراف الآلي منقطعة ، وغالباً ما تضطر المطاعم المحلية إلى العمل بنظام الكومپيالات (IOU). التمويل العام في حالة بالغة الخطورة لدرجة أن الخزانة التركية قدمت قروضا لدفع مرتبات الموظفي العمومين في حكومة إقليم كوردستان لأشهر في عام 2016 (مما أدت إلى دق إسفين آخر بين أنقرة وبغداد).

أحد الأمور التي لم تتطرق إليه بانكو هو حقيقة أنه في العراق ككل لم تستفيد شركات النفط الأمريكية أكثر من غيرها منذ عام 2003. ومن المفارقات ربما كانت عمالقة النفط الحكوميين الصينيين من أكبر المستفيدين. يختلف الوضع في حكومة إقليم كوردستان ، تجدر الإشارة إلى أن الصين أصبحت الشريك التجاري الأول للعراق بفضل تجارة النفط منذ عام 2003.

ومع ذلك ، فإن " أحلام الأنبوب" تقرير مفعم بالاكتئاب عن حالة لا يمكن التنبؤ بها ، مع الشركات والمسؤولين الجشعين الذين يستغلون بلدًا ضعيفًا مؤسسيًا وغير مستقر تحيط به الحرب. تظهر في الكتاب اسماء العديد من الشخصيات المؤتمنين مالياً ، لكن القليل منها تظهر مع أي رصيد أخلاقي.))
‏*http://www.hurriyetdailynews.com/opinion/william-armstrong/the-plundering-of-iraqs-oil-wealth-131232
‏ ** ‘Dreams: The Plundering of Iraq’s Oil Wealth’ by Erin Banco (Columbia Global Reports, 144 pages, -$-15)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك