الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من رواد الصحافة اليسارية في العراق

ذياب فهد الطائي

2018 / 5 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من رواد الصحافة اليسارية العراقية
ذياب فهد الطائي

يبدو أن رواد الصحافة اليسارية عموما كانوا نخبة عالية التثقيف في عموم العراق، فقد بدأ المفكر حسين الرحال بمجلة ( الصحيفة ) عام 1924،وفي البصرة كان الأخوين هرمز (صحيفة الحياة عام 1921) وعبد الجليل برتو (مجلة الثقافة عام 1927)، وفي الموصل كان جرجس فتح الله (صحيفة الحقيقة عام1945 )

الى هذا الجيل المشبع بثقافة بسمات اشتراكية ينتسب الصحفي والمفكر والناقد الاجتماعي ميخائيل تيسي .

ولد تيسي في بغداد عام 1895 وتلقى تعليمه في إحدى المدارس المسيحية وكان يجيد اللغة الانكليزية ، مما أمكنه من العمل كمترجم في وزارة المالية ،ثم وزارة الأوقاف ووزارة الدفاع ، وعين قائم مقاما لقضاء (الشيخان) ثم معاونا للمدير العام لدائرة تسوية الأراضي .

بدأ مشواره الصحفي في صحيفة الرافدين ، ينشر فيها سلسلة من المقالات في النقد الاجتماعي وقد لاقت تلك المقالات قبولا واسعا ، بسبب أسلوبها المتميز الذي يمازجه هزل اقرب الى النكتة الشعبية وذلك باستخدامه كلمات شعبية متداولة وباللهجة المحلية الدارجة.

أصدر تيسي كتابا ، ضم قصصه القصيرة حمل عنوان (مرآة الحال) وفي عام 1922 أصدر كتابه الذي كان مثارا للجدل بعنوان ( ماهية النفس ورابطتها بالجسد ) عن دار دنكور في بغداد ، وبعد إصدار فتوى من أحد شيوخ الدين بتكفيره ، تعرض لمحاولة اغتيال .

كما تعرض للسخرية ولسيل من النكات للنيل من شخصه ، وربما كان أكثر هذه النكات انتشارا ما نشرته إحدى المجلات البغدادية على غلافها (في بغداد ظهر مبدأ جديد اسمه " المبدأ التيسي "))

كما أصدر( تيسي ) كتابا ضم مجموعة مقالاته النقدية دعاه (نقدات كناس الشوارع) وصدرت له رواية بعنوان (خيمة العدالة) .

كان ميخائيل تيسي من الأصدقاء المقربين من أول شخصية ماركسية في العراق (حسين الرحال)

في عام 1925 أصدر صحيفته الساخرة (كناس الشوارع) ، وكانت الصحيفة تعتمد أسلوبا متميزا في سخريتها تقف وراءه رؤى فكرية تحمل فلسفة واعية وتوجها اشتراكيا ، كانت الصحيفة من هذا المنظار تختلف عن صحيفة (مرقعة الهندي) التي صدرت في البصرة عام 1909 والتي كانت أقدم الصحف العراقية الساخرة وحبزبوز التي صدرت في بغداد عام 1931 وقرندل التي صدرت في بغداد أيضا 1947

بعد تعرض تيسي لمحاولة الاغتيال ، أغلق صحيفة كناس الشوارع وأصدر صحيفة جديدة هي (مرآة الحال) في 15-10-1926 و لم تستمر ، ولكن عشقه للعمل الصحفي وإيمانه أن الصحافة واجب اجتماعي دفعاه الى إصدار صحيفة (سينما الحياة) وذلك في 17- 12- 1926

كانت سينما الحياة قد صدرت بجهد مشترك مع الماركسي الكبير (حسين الرحال) الذي كان يكتب فيها بانتظام فضلا عن القاص والكاتب العراقي المعروف (محمود أحمد السيد)

وقد عرفت الصحيفة نفسها بأنها (اشتراكية) ، بمعنى كونها جريدة شعبية ، من الشعب والى الشعب ، وعليه ستكون وقفاً لخدمة العموم وأحوالهم

في عام 1936 أصدر (تيسي) صحيفة الناقد التي توقفت في عام 1939

توفي ميخائيل يوسف تيسي في بغداد عام 1962








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا حققت إسرائيل وحماس؟


.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: لم نتهم حزب الله بشأن مقتل باسكا




.. قطر: لا مبرر لإنهاء وجود مكتب حماس | #نيوز_بلس


.. بكين ترفض اتهامات ألمانية بالتجسس وتتهم برلين بمحاولة -تشويه




.. أطفال في غزة يستخدمون خط كهرباء معطل كأرجوحة