الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عربيٌ في تسفا هَجَناه ليشرائيل

محمد صالح أبو طعيمه

2018 / 5 / 4
القضية الفلسطينية


لم نتوقف عن سماع القصص التي تقول بأن الجنود الذين في الدبابات، وعلى الحدود هم عرب، بل ومسلمون في أغلب الأحيان، ويؤمنون بأنهم أبناء لدولة الاحتلال، ويجب أن يدافعوا عن بلدهم، ويقاتلون لأجله، طالما انهم يعيشون في كنفه، ويتقاضون رواتب منه!
وما أكد ذلك ما سمعناه في الجمعة الأولى من أيار السادسة من جمعات العودة، والتي انطلقت في الجمعة الأخيرة من آذار، في ذكرى يوم الأرض الثلاثون من آذار من كل عام، على الهامش وقبل الخوض في موضوعنا الرئيس حول الجنود العرب في الجيش الإسرائيلي "تساهل" أنه لم يتم الحشد لهذا اليوم عبر مكبرات الصوت، والمساجد، وحشد المشاركين من التنظيمات، لا سيما المعارضة لانعقاد المجلس الوطني، وربما ذلك بسبب ترقبهم لتلك القرارات، وانتظارهم الموقف السياسي ليبنوا عليه خططهم القادمة خاصة بما يتعلق بالخامس عشر من أيار، فيما اصطلحوا عليه "مسيرة العودة الكبرى" في ذكرى هزيمة الجيوش العربية في حرب 1948 واحتلال ما يُعرف بفلسطين التاريخية من العصابات الصهيونية في ذلك الوقت.
المهم، أننا سمعنا اليوم من خلال الفيديوهات المصورة، مخاطبة أحد العسكريين اليهود ولا ندري ما رتبته، للشبان المشاركين في مسيرة العودة على الحدود، عبر مكبرات الصوت، باللغة العربية، وبلهجة شامية على ما يبدو، يطالبهم بالرجوع عن الشريط الحدودي، لأنه لا يريد تدهور الوضع، وإلا "أوص عليهم" على حد تعبيره، ثم تهديده المباشر وتوعده لشابين الأول أبو الأحمر الذي يمسك العصا ويقترب من الشريط، والثاني ابو الأصفر الذي شتمه في أمه، وتوعده بالرد!
وكأن ذلك الجندي من جيش الاحتلال وزملاءه، لم يطلقوا النار ولا مرةٍ من قبل على الفلسطينيين، وقد فاقت إحصائيات المصابين الثلاثة آلاف، والشهداء قاربوا الأربعين في الأيام الستة من كل جمعة حتى اليوم.
يبرهن ويهدد ويتوعد بأنه سيقوصهم في حال أنهم لم يبتعدوا، وكأن الجن هي التي قوصت الآلاف من قبل! وليس هو وجيشه اللا أخلاقي بطبيعة الحال.
اللافت للانتباه، أن المتحدث عربيٌ طلق، وليس أحدٌ معلَّمٌ، فهو مولودٌ بالعربية، ورمضان قد اقترب كما عودنا الناطق باسم الجيش الاسرائيلي، يجتمع مع عربٍ مسلمين في جيشه، ويهنئهم والأمة العربية والإسلامية بالشهر "الفديل" شهر الخير والحب والبركات، ويتناولون الإفطار الرمضاني معًا، وجيشه يقتل المدنيين على الحدود، ليظهر دولته على أنها أخلاقية إنسانية، وشتان بين الحقيقة والخيال.
أصبح الجنود العرب في جيش الاحتلال، يمارسون أدوارًا تربو خطورتها إطلاق النار والقصف، فهم يُستخدمون الآن في تزوير الحقائق عن طيب خاطر.
فالجيش يُظهر للعالم أن الكثير من العرب ملتحقون بقواته، ويُحاربون مع المظلوم الذي على الحق، وسط المد العربي الشاسع، وللأسف سوء الأوضاع في بلاد العرب، تزج بمن لا دين له ولا انتماء لوطنٍ وقضية، للهروب لأحضان الاحتلال، ليدفع الاحتلال بهؤلاء بعد التأكد من اخلاصهم، للحرب على الحدود، ودعوني أن أكون صريحًا وواقعيًا، إن إفشال عشرات حالات التسلل عبر الحدود، من غزيين للأرض المحتلة، جاء بسبب اليأس والفاقة، وقلة منسوب الوطن في دماء هؤلاء، فماذا لو تم تجنيدهم استخباراتيا بل وعسكريًا ضد القضية، على الحكومات العربية التوسيع عل شعوبها، وحكومات الانقسام هنا بالذات مراعاة الناس، وللأسف لسان الحال يُغني، فكم سمعنا من أشخاص فلسطينيين في غزة، يناشدون ويشتكون سوء الأحوال هنا، ويسألون القيادة "بدكو نصير عملة وجواسيس؟!.. ارحمونا" نحن في خطر محيق بسبب هذه الظروف، والذي دفعني للدهشة أكثر، ردة فعل الشباب وتراجعهم، بعد خطاب الجندي لهم باللسان العربي؟؟؟!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي