الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجرب لا يجرب .. حَمَّال أوْجه

جعفر المظفر

2018 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية



هذا ما توقعته .. لم ينتظر نوري المالكي طويلا, وهو المسؤول الأول عن ما آل إليه الوضع العراقي المتردي, إذ قدم دون تردد تفسيرا معقولا لفتوى المرجع الشيعي الأعلى السيد السيستاني الذي قال فيها أن (المجرب لا يجرب). وبالتأكيد فإن المالكي لم يجد صعوبة تذكر في تجيير القول للصالحه, وهو على حق في ذلك لأن قول المرجع ترك للمرء نفسه تحديد فيما إذا كان قد حُسب على المجربين الجيدين أم على السيئين منهم, وبما ان نوري المالكي قد جيء به نائبا لرئيس الجمهورية وظل على رئاسة حزب الدعوة وهو الآن يتقدم بصفته رئيسا لقائمة دولة القانون ويتطلع لأن يكون رئيس الوزراء القادم, فإن من العدالة أن لا يُحمل الشعب في ظل نظام كهذا المسؤولية الحقيقية عن الأخطاء القادمة, وحتى أنه سيكون صعبا على المرجعية في حالة كهذه أن تعلن أنها قد ادت واجبها الحقيقي وأراحت ضميرها بكل تأكيد, لأن راحة الضمير الحقيقية لا تكمن في إطلاق التصريحات العائمة وإنما في تحديد مفاصل الخطأ الحقيقية, ويوم تتفرغ المرجعية ليوم واحد فقط للبحث عن اسباب الفساد الحالي, على ان يكون البحث صادرا عن ضمير حي وإيمان حقيقي لا يشوبه عيب مذهبي, فسأكون واثقا عندها أن المرجع لن يغير قولته (المجرب لا يجرب) وإنما يضيف عليها كلمة واحدة فقط حتى يصبح قوله على الشكل التالي (النظام المُجرب لا يجرب). بعدها يبرئ ذمته ويخلص رقبته من السياسة والسياسيين, ويترك الشعب امام فرص مفتوحة لإختيار شكل النظام الذي يريد.
لنتذكر أن القرآن نفسه حمال أوجه, أو هكذا يقولون, وقول المرجع هنا قد يأتي في نفس السياق, وإن عليك, بما تبقى لك من عقل, أن تأخذ بالوجه الذي يعجبك, وربما تتبحر طويلا في محاولة العثور على الوجه المقصود فتفيق لتجد صناديق الإقتراع وقد أغلقت أقفالها, أو قد تجد نفسك كالمعتاد جزءا من أمة ما زالت منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة وهي تبحث عن الوجه المقصود فلا تجده لكي تجتمع عليه, فتظل تبحث وتبحث دون فائدة, فلا تجد ما تقوله سوى أن تكرر ما قاله المرحوم سعد زغلول ( ما فيش فايدة .. غطيني يا صفيه), لتأتي بعدها السيدة صفيه وتخبر زوجها اليائس (ما فيش فايدة يا سعد .. حتى الغطاء سرقوه) ثم تطلب منه أن يتغطى بخيبته وإحباطه.
إن كثيرا من الذين يعتقدون أن المالكي يجب ان ينصب له تمثالا في مدخل الكرادة بديلا لتمثال الأربعين حرامي, لم يكن صعبا عليهم ابدا تفسير قول المرجع, فالرجل يعني بقوله لا تنتخبوا الحرامية, ولأن العراقي (مفتح باللبن) فسوف لن يكون صعبا عليه التمييز بين الحرامي والشريف. فإذا ما أتت نتيجة الإنتخابات وهي تحمل على ظهرها عناصر الفساد ذاتها فإن الشعب هو الذي يجب ان يلوم نفسه, لأن المرجعية كانت أنذرته, والخيار كان خياره, لذلك فإن عليه أن يتحمل النتائج.

إن الأمر لا شك يذكرني بقصة عادل إمام حينما سأله القاضي لماذا إرتضى لنفسه أن يسكن في نفس البناية التي ضمت أيضا الرقاصة القتيلة فأجاب ( يا بيه لو كل واحد عزل عشان تحتُ رقاصة البلد كلها حتنام في الشارع). أما علاقة هذا بذاك فهي تعني أن فرص حصول الشعب على مجلس نيابي نزيه هي نفس فرص عادل إمام بالحصول على شقة في بناية لا تحتلها الراقصات).
مع الإعتذار لراقصات عادل إمام فهن أشرف بكثير من راقصات السياسة العراقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام