الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمة النقدية بين النقد والناقد # 5

منير الكلداني

2018 / 5 / 6
الادب والفن


السبب الرابع : توجه بعض النقاد باتجاه ضيق جدا وحصر دائرة النقد في اتجاهين متباعدين – مختلفين – فاما ان يكون – انتقادا – او يكون – ثناءا –
والمقصود منهما ان يتوجه الناقد بادواته المعرفية النسبية لتكون غاية (( مصلحية )) فيتجرد النقد من وظيفته (( الاساسية )) ويتجه الى اتجاه اخر وبهذا يكون الناقد معرضا (( للانتقاد )) وهذا بالفعل كان سلاحا تهميشيا للنقد بكافة اشكاله وجعل منه علما – نفعيا – مبتعدا عن رسالته الادبية .
والامثلة التطبيقية على ذلك كثيرة وقد شاهدنا نقادا يحصرون جهدهم في كاتب واحد ولا يتجازونه الى غيره وكان الكتاب اختفت عن وجه البسيطة وهذا بحد ذاته يعد انتهاكا صارخا (( للنقد )) ، وكان الأولى – وجهة نظر - بالناقد ان يكون متنوعا حتى يستطيع ان يوصل الابداع الى اكبر عدد ممكن من القراء وذلك لا يكون الا باخذ مجموعة من النصوص ومن كتاب مختلفين حيث تكون ذائقته النقدية هي الفيصل في ذلك وبه يتجاوز الاطر الضيقة التي قد تكون وبالا على الحركة النقدية ، وقد يكون السبب في ذلك – اعني التحيز في النظرة النقدية - اجتماعيا حيث يشهد المجتمع العربي مجموعة من الازدواجيات في فهم الثقافة والتي طغى عليها الجانب (( النفعي )) – الغاية تبرر الوسيلة - وهي أثرت بدورها على النفسية الفردية للناقد – بحكم تاثره الاجتماعي - فجعلت منه مهرولا لما ينفعه ، بل ان من المضحك المبكي ان يستخدم النقد لاغراض شهوانية (( خيالية - الرغبة)) وهذا ما لاحظته في عدد من النقاد الذين يركزون على كاتبة ليصلوا معها الى (( شيء )) نفعي ، فما اشد سعادة هذا العلم بهذه (( النماذج )) فاما ان تكون ملبية له فيكون النقد حريريا ويكون الحرف شامخا واما ان رفضت فيتحول كل شيء الى دائرة الانتقاد اللاذع وكلاهما ليس من العلم في شيء ، وما اتكلم به واقع ملموس قوّض العملية النقدية وجعلها في انهيار شديد ومقيت وللانصاف العلمي اقول ان (( الناقدات العربيات )) هن من ارقى العقول النقدية التي تمارس مهنتها بكامل المهنية بل والكاتبات كذلك ، انما المرض يكمن في العقل الذكوري الشرقي ، الذي يجعل من اي علم غاية لمنفعته متناسيا ان يتعامل كانسان لان العلم ايا يكن – نوعه وجنسه - لا يجعل من الانسان انسانا اذا لم ترفده مقومات الثقافة الانسانية ، نعم لكي نتخلص من هذه المشكلة فعلى النقاد ان يتعلموا ثقافة (( الانسان )) قبل ان يتعلموا (( كيف ينقدون )) ، هي صحوة ضمير قبل ان تكون صحوة (( نقد )) فمتى ما صحى الضمير الانساني كان للنقد دوره (( الواضح )) في بيان الاسس الصحيحة للنصوص الادبية فبين الانتقاد اللاذع وبين الثناء المبني على الجهل تبقى مساحات شاسعة للناقد الحقيقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما