الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (9) المجلس الوطني الفلسطيني الثالث والعشرون .

فتحي علي رشيد

2018 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


محاولة لاستعادة الشرعية المفقودة :
لابد للمرء من أن يتساءل ما الذي استجد منذ أن عقد المجلس المركزي الفلسطيني دورته الثامنة والعشرون يوم 15 /1 / 2018 وحتى اليوم على الساحتين الدولية أو الاقليمية أوالمحلية حتى يصر كل من السيدين محمود عباس وعزام الأحمد على عقد المجلس الوطني الفلسطيني وبأسرع ما يمكن ؟ ما الذي استجد منذ ما يزيد عن اثنتان وعشرون سنة على آخر انعقاد للمجلس حتى يتم عقده اليوم ؟ مع العلم أنه يجب استنادا للنظام الداخلي الأساسي الذي قامت على أساسه المنظمة ومجلسها الوطني منذ عام 1964 والذي ينص على وجوب عقد المجلس سنويا مرة واحدة , وأحيانا في الظروف المستجدة يمكن أن يعقد بصورة استثنائية أكثر من مرة في السنة ؟
لماذا لم يطالب أحد من الفلسطينيين المتمسكين بالمنظمة بعقد المجلس كل هذه السنوات ؟
لماذا بعد أن نام المجلس أو تم تنويمه كل هذه السنين أراد محمود عباس ايقاظه أو إحضاره ولم شمله ؟
بعض العذال ( المشككين والمتآمرين والمؤمنين بنظرية المؤامرة ) قالوا بأن المجلس الوطني الفلسطيني لم يعد هناك حاجة له بعد دورته الثانية والعشرون (عام 1996 ) حيث شطب نفسه بنفسه عندما شطب (أهم ست بنود في ) الميثاق الوطني الفلسطيني , بناء على طلب الرئيس الأمريكي بل كلينتون . وهو بذلك يكون قد شطب نفسه وشطب المنظمة التي أفرزته عندما يشطب الميثاق الذي استندت عليه لقيامها .أبمعنى أن المجلس بعد أن أوصل المنظمة وقيادتها إلى السلطة ( سلطة الحكم الذاتي في الضفة الغربية وغزة ) يكون قد أدى الدور المناط به,وبالتالي لم يعد هناك حاجة تستلزم أو تستدعي بقاءه فكان لابد من شطبه أو تنويمه , أو إبقاءه منوما لحين الطلب . وكثير من "العذال ،الأعداء " أشاعوا فكرة مؤداها أنه إذا ما تم إقناع أو اقتناع الشعب الفلسطيني بالسلطة فإن مؤسسة السلطة وبخاصة المجلس المركزي والتشريعي سيشكلون بديلا مناسبا وكافيا عن المجلس الوطني وعن جميع مؤسسات المنظمة الموجودة في الخارج ( والتي تم بالفعل تهميشها وتهميش دورها أو إغلاق مكاتبها . كما يعرف الكثيرون أن المجلس الوطني ( كما قال رئيسه خالد الفاهوم بات عمليا بعد أوسلو بحكم المنحل ) أي لم يعد هناك حاجة إليه .
وعلى ما يبدوا فإن قيادة المنظمة والسلطة بعد أن أيقنت أن غالبية أبناء الشعب الفلسطيني لم تعد راضية أو مقتنعة بالسلطة والمجلس المركزي ولا بمحمود عباس ولا بأدائهم الذي أوصل الشعب وقضيته إلى هذا الدرك المحزن . وبعد أن أدركوا أنهم إن استمروا على ذات المنوال فإنهم سوف يفقدون شرعيتهم بعد أن فقدوا شعبيتهم مما يفتح المجال لغيرهم لإقامة بديل عنهم . فكان لابد لهم من أجل البقاء والاستمرار بذات النهج من استدعاء المجلس الوطني الفلسطيني ليستعيدوا الشرعية التي فقدوها . وعلى ما يبدو فإن التروتسكي العراقي (قيس السامرائي ) (1) كما قال " لابد من دعوة المجلس الوطني للاجتماع لاستعادة الشرعية " . وهي حركة كان لابد منها " للحيلولة دون قيام كيان مواز للمنظمة والسلطة " ( سواء في االخارج أو في غزة كما قال السامرائي ) . لهذا كان العنوان الرئيس لدورة المجلس الوطني المستدعى على عجل " دورة القدس ( للتعمية والتغطية على العنوان الرئيسي ) حماية الشرعية .
ومن هنا شكك كثيرون على عدم شرعية انعقاد هذه الدورة ,من منطلقات عديدة ولأسباب مختلفة , وقدموا ملاحظات هامة ـ أغلبها ـ إن لم نقل كلها ـ صحيحة ـ من منطلق أن التشكيك في شرعية المجلس ومخرجاته سيؤدي تلقائيا إلى التشكيك بشرعية القيادة الفلسطينية الراهنة . مما يفتح لهم الباب لفرض شرعية أخرى .ومن هنا نفهم سر الهجوم القوي من قبل السلطة ومؤيديها ,على كل من شكك في المجلس وفي ضرورة انعقاده بهذه السرعة وبتلك الطريقة البائسة .
لذلك فنحن لن نشارك في هذه المماحكة حول الشرعية أو عدمها , بل سوف نركز على نقاط أخرى أساسية , قد تكون أهم .
أولا : مكان انعقاد المجلس :
عندما نتذكر أن المجلس الوطني الأول قد عقد في القدس الشرقية عام 1964 لابد من أن نتساءل , وهو السؤال الذي يطرح نفسه على كل إنسان عاقل أو لديه بقية من عقل :
طالما أن الدورة سميت بدورة القدس فلماذا لم ولا تعقد في القدس ذاتها ؟ ولماذا عقدت في رام الله ؟ . طالما أن كل العرب والفلسطينيين والمسلمين يصرخون ويطالبون بأن تكون "القدس الشرقية " (وأحيانا القدس الشريف وليس أبوديس ) العاصمة الرسمية والأبدية للفلسطينيين ,أو عاصمة الدولة الفلسطينية المنشودة والمأمول بها ؟ (2)
طالما أن كل العالم باستثناء أمريكا ( وطبعا إسرائيل ) , وجامعة الدول العربية ( التي سمت قمتها الأخيرة بقمة القدس ) والمؤتمر الإسلامي وجميع العرب والمسلمين والناس أجمعين وقفوا وسيقفوا مع حق الفلسطينيين في أن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية كما كانت عبر التاريخ ( مع أن أكثر من نصفها في الواقع في القدس الغربية قد تم التخلي عنه وطيه وشطبه من الذاكرة أو نسيانه ) . وطالما أن الفلسطينيين والسلطة وزعيمها ومجلسها المركزي ولجنتها التنفيذية وكل أعضاء المجلس المركزي والوطني ـ كما يقولون ـ بأنهم متمسكين بالقدس .وبما أن جميع من ينتمون للسلطة ويؤيدون المنظمة ( على عجرها وبجرها ) ويعتبرون أنفسهم "المؤمنون المرابطون إلى يوم الدين في بيت المقدس وماحوله " ( وبأنهم هم الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم كما قال عباس )
. وطالما أنهم في معركة دائمة مع الاحتلال . وطالما أن كل العالم يعرف أن القدس الشرقية هي ارض محتلة منذ عام 67 يجب أن تنسحب عنها إسرائيل استنادا لقرار مجلس الأمن 242 منذ عام 1967 . وطالما أن المجتمعون (المرابطون ) يستندون على قدسيتهم المستمدة من قدسية القدس , ويتسلحون ( كما قال عباس ) على مئات القرارات الدولية التي تنص على عدم شرعية احتلال إسرائيل لها وعلى حقهم فيها .وطالما أن المبرر الثوري والسبب القوي لانعقاد هذا المجلس كان من أجل الدفاع عن القدس وعدم ضياعها , ولتلافي ما قد يحدثه قرار ترامب , أولما ستحدثه زيارته للقدس يوم 14أيار للاحتفال بيوم استقلال إسرائيل ووضع حجر الأساس لبناء السفارة الجديدة في القدس . فلماذا لم تبادر السلطة وتستبقه وننسف قراره وتفتح معركة سلمية (3)معه ومع الاحتلال في أنسب وقت , حيث سيقف العالم كله إلى جانبنا وجانب حقنا في الاجتماع في القدس , التي هي عاصمة لدولتنا . وطالما أننا عندما نعقد المجلس في القدس لا نستعيدها بل نثبت حقا فيها سيكون مقدمة لتثبيت أقدامنا وشرعيتنا فيها بأفضل مما يفعله الصراخ .
هناك من يرى أن السلطة لم ترغب في ذلك كي لا يقال أنها قامت بعمل من جانب واحد ؟
وهنا نسأل أليس ما قامت به إسرائيل من توسع واستيلاء , و, وألف و, من طرف واحد منذ 1996 , وما قامت به أمريكا ,هو عمل من جانب واحد أم كانت السلطة موافقة ضمنيا عليها ؟ لماذا تم القبول بمئات الخطوات الانفرادية لإسرائيل ؟ ولم نقم نحن بخطوة واحدة انفرادية ؟ . من يمنعنا من عقد مؤتمر في القدس للكلام والحوار ؟ أم نحن من نمنع انفسنا تلقائيا وذاتيا ؟ أليس عدم اتخاذ خطوات جريئة باتجاه الحل الذي نسعى إليه , وباتجاه المطالب والأهداف التي قدمنا التضحيات والدماء الكثيرة من أجلها ؟ هو الذي أو صلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من تردي وانحدار ؟ إذا كنا نحن نخاف من أن يكون التمسك بأبسط حقوقنا ( الاجتماع للكلام ـ وهو أبسط من الاجتماع للصلاة ) فكيف سنحرر القدس أو نستعيد حقوقنا الأخرى فيها أو في فلسطين ؟
من سكت على الأعمال الانفرادية التي قامت بها إسرائيل منذ عام 1996 ولم يقم بعمل معاكس فورا هو من أعطى لها ويعطي لها اليوم الشرعية للاستمرار في التعدي والإمعان في انتهاك حقوقنا . لماذا لم تفتح قيادة السلطة والمنظمة ولا يريدون فتح معركة للدفاع عن أهم مقدساتهم ومكوناتهم السياسية في وقت مناسب جدا لفتح معركة مع الاحتلال ومع قرار أمريكا ,في وقت تعرف فيه السلطة ـ كما قال عباس ـ سيقف فيه أغلب حكومات وشعوب العالم معنا , وسيكون النصر في معركة بسيطة كهذه حليفا لنا ؟
إذا كان الفلسطينيون وبخاصة المقدسيين وحدهم فقط أجبروا الاحتلال على رفع الحواجز الالكترونية أثناء دخولهم المسجد للصلاة فلماذا لم تدعوا السلطة لعمل مماثل يتم فيه عقد مجلس ( مجرد اجتماع ) في القدس ؟
وهذا ما يجعلنا نفتح ملفا كنا ساكتين عليه كي لا نفتىء الجراح : لماذا نقلت المنظمة والسلطة بعد أن دخلتا الأرض المحتلة عام 1994 جميع المؤسسات القديمة المقامة في القدس منذ أكثر من مئة عام ,( ومنها بيت المقدس الذي كان يرأسه الحسيني ثم سري نسيبة)من القدس إلى رام الله عام 1994 ؟ وتدريجيا وعلى الناعم ؟ هل كان هناك ترتيب مسبق لإخلاء القدس من المؤسسات الفلسطينية كي تخلوا سلفا ومسبقا ـ للمؤسسات الإسرائيلية ؟ هل كان هناك نية مبطنة منذ اتفاق أوسلو تقضي بالتخلي عن القدس ولجعل رام الله هي عاصمة للدولة المنشودة بدلا منها ؟
ثانيا : زمان انعقاد المجلس :
مؤتمر عند الطلب أم عند كل طارئ ؟
أليس من العار على الفلسطينيين أن يسكتوا على عدم انعقاد المجلس طيلة اثنان وعشرون عاما ثم فجأة يهللون لعقده ؟ لماذا لم ينعقد المجلس عندما رفضت إسرائيل تطبيق المرحلة الأولى من اتفاق أوسلو عام 1996 (والثانية والنهائية ) ؟ بينما سارعت اللجنة التنفيذية ودعت في ذات العام لعقده في غزة عام 1996 بناء على طلب كلينتون ,من أجل شطب الميثاق الوطني الفلسطيني ؟ ولماذا لم تتم الدعوة لانعقاد المجلس فور إعلان ترامب لقراره المشؤوم ؟ لماذا استدعى اليوم عباس وعزام الأحمد المجلس ليعقد على عجل وبسرعة ؟ لماذا استحضروا المارد اليوم ؟ لابد أن نتذكر مصباح علاء الدين والمصباح السحري . عندما تصاب القيادة بزنقة تحك المصباح ويحضر المارد . أليس هذا ما حصل في أغلب دورات المجلس ؟ نذكر فقط بدورة عمان الاستثنائية ( التي عقدت عام 1985 لتسويق المصالحة مع الملك حسين ولتسويق مشروع المملكة المتحدة ) بعد أن ارتكبت فيها أبشع مجزرة ضد الفلسطينيين عام 1971.هل عقد اليوم كما قال عزام الأحمد ." للرد على حماس لتركيعها بعد تعثر المصالحة معها كما قال ؟ أم بسبب رفض حماس الإذعان لمطالب السلطة إلا إذا كفت عن التعاون الأمني مع إسرائيل ؟
أليس من العار أن نعقد المجلس في هذه الأيام التي يتظاهر فيها ابناء غزة ( وليس ابناء حماس فقط )على الحدود مع الأرض المحتلة ويقدمون عشرات الشهداء وآلاف المصابين والجرحى ؟ ألن يشكل الاجتماع في هذا الوقت بالذات سواء بشكل مقصود أم لا تعمية وتغطية على ما يقوم به الاحتلال ضد ابناء شعبنا في غزة ؟ ألن يشكل تغطية على تضحيات ابناء وبضالات أبناء شعبنا المنتفضين من أجل تثبيت وإحياء حق العودة من خلال مسيرات العودة إلى فلسطين المحتلة ؟
لماذا أصر محمود عباس وعزام الأحد على عقد هذه الدورة في رام الله وبمن حضر ( سواء اكتمل النصاب القانوني أو لم يكتمل ), وكما قال الأخير " شاء من شاء وأبى من أبى ( ما قاله عرفات للإسرائيليين والأمريكان ) ومن لا يعجبه فليذهب إلى غزة ويشرب من ماء بحرها الملوث ".أي استخفاف أكثر من هذا بالآخرين , بمن نزعم بالكلام أنهم شركاء لنا في الوطن والمصير بينما نقطع عنهم الرواتب ونسرق مستحقاتهم ونحاصرهم ونجوعهم .أي استخفاف حتى بشركاء الدرب المعتدلين والمؤيدين للسلطة المنتمين لفتح والمطالبين بالتريث والتأجيل لتوفير الظروف التي تحول دون تعميق الشرخ والانقسام ( مثل نبيل عمر ومحمد دحلان ومروان البرغوثي , ومصطفى البرغوثي الذي حضر ليعارض من الداخل كما زعم ) والمنتمين للمنظمة (مثل الشعبية وبعض الفصائل الموالية والموجودة في دمشق وغزة ولبنان والشتات ) ؟
ثالثا : طبيعة ونوعية أعضاء المجلس :
اتحدى أي فلسطيني أن يذكر لي اسم ,أو أنه يعرف أو يثق ـ فقط بعشرة من أعضاء المجلس الذين دعوا لرام الله ؟ أو أن يخبرني بالأسس التي تم استنادا لها دعوة هؤلاء الأشخاص ؟ من التصفيق لكل جملة كان يقولها محمود عباس نستنج ونعرف أن أغلب المدعوين جاؤوا أو أحضروا للتصفيق ولقبول كل ما سوف يقدم لهم دون نقاش (4) .
لقد ظن محمود عباس وعزام الأحمد أنه كلما كثر ت أعداد المدعوين كلما اكتسب المجلس شرعية أكثر. متجاهلين أن العدد لا يمكن أن يعطي الشرعية لأي كان . فحزب الله قادر ( كما فعل أكثر من مرة ) على جمع ألف فلسطيني عندما يريد ويدعوهم إلى طهران , كذلك يستطيع بشار الأسد ,وكذلك السعودية , وتركيا التي جمعت في مؤتمر شعبي حوالي ثلاثة آلاف شخص . فعدد المدعوين لا يمكن أن يغطي على الهدف من الاجتماع ولا على نوعية المدعوين ولا على عدم توفر الأسس القانونية والسياسية والأخلاقية لجمعهم في مكان واحد . وهنا نسأل : هل جرى انتخاب شخص واحد ممن حضروا المجلس من قبل أي فئة من فئات الشعب الفلسطيني ؟
ومع ذلك فلقد تغنى عباس بالديمقراطية الفلسطينية وقال في كلمته "أنها أفضل من أفضل ديمقراطيات العالم " هل بهذه الديمقراطية الممسوخة يمكن أن نبني وحدة وطنية أو أن نقيم مصالحة ؟ وهل بديمقراطية كهذه يمكن نتحاور أو أن نصل لشيء مفيد ؟ إذا كان عباس والأحمد والسامرائي هم من قرروا ضرورة عقد المجلس وحددوا نوعية الحضور وبالطريقة التي يريدوها وفي المكان والزمان الذي يريدونه ,ضاربين بعرض الحائط بمناشدات الكثير من الحكماء والعقلاء وبالرغم من انوفهم وأنوف المعارضين لهم . فهذا معناه أنهم سلفا سيكونون قادرين على فرض ما يريدون من قرارات على الجميع ورغم أنف الجميع ؟
أي احتقار واستخفاف أكثر من هذا بالمعارضين 0حتى ممن هم مؤيدين للسلطة والحريصين على عدم تمزيق المنظمة ومنظمة فتح ,والشعب الفلسطيني أكثر مما هم ممزقين ؟ هل بالتمزيق والشرذمة تستعاد القدس وتقام الدولة ؟
مؤتمر كهذا أعاد انتخاب عباس (5) , وجعل من الطفلة عهد التميمي ( مع بطولتها )عضو شرف في المجلس وأضاف أسماء أكثر من مئة شخص دون علمهم ودون موافقتهم لا يمكن أن نحمي الشرعية بالتعيين و لن نحمي لا شرعية المنظمة ولا شرعية المجلس ولا السلطة . ولن نعيد بناء أي شيء بشكل صحيح , بل سنعمل على هدمهم وإسقاطهم. والأهم أننا بهذا لا نقوي الموقف الوطني في مواجهة الاحتلال ولا للمطالبة بالقدس , ولا لبناء الدولة المستقلة , بل سنعمل على تدمير وهدم المشروع الوطني من جذوره , ونعمل نكاية بالآخرين على زيادة تمزيقه أكثر مما هو مدمر وممزق .
هل هذا هو ما يريده فعلا عباس والأحمد والسامرائي من وراء عقد هذا المجلس ؟ أم هذا ما تريده إسرائيل ؟
إذا كانت السلطة كما تبين وتبث بالفعل ( بسبب عدم قدرة قوات الاحتلال إجهاض انتفاضة عام 1987 ـ 1993 ) باتت مطلب إسرائيلي (6 ) أنسب من روابط القرى ومن الحكم الذاتي الوارد في اتفاقية كامب ديفيد التي ابرمها السادات .فهذا معناه أن كل ما سيصدر عن سلطة قدمت مئات التنازلات بلا مقابل سيكون بمثابة تنازل جديد لمطالب إسرائيلية جديدة .
وأي مطلب لإسرائيل أهم من إشاعة اليأس والقنوط لدى الشعب الفلسطيني ؟ .وهذا بحث آخر .
فتحي رشيد 5/ 5 / 2018
(1) قيس عبد الكريم هذا والمعروف بأبو ليلى هو شخص عراقي بعثي فاشي . بعد أن كشف عن قدراته النظرية والإجرامية , أرسل إلى لندن لدراسة الاقتصاد السياسي والماركسية , وبعد أن انشق عزيزالحاج عن الحزب الشيوعي العراقي وأعلن عن الانتفاضة المسلحة في الأهوار استدعي قيس على عجل من لندن ليدخل في صفوف القيادة المركزية للحزب . لكن بعد فشل الانتفاضة المسلحة وانكشافه كعميل للإنكليز والنظام هرب من العراق ولجأ إلى سورية حيث أقام في دمشق ,وهناك تعرفت عليه عام 1967 في مطعم فلافل الصحي الواقع مقابل سينما العباسية عندما كنت برفقة مناضل عراقي قديم من القيادة المركزية . وبما أنه كان مطلوبا من الوطنيين والشيوعيين العراقيين فلقد وجد مثل المئات من الأفاقين أن المنظمات الفلسطينيين يمكن أن تكون ملجأً له . وبما أنه بارع في الانشقاقات والتنظير فلقد وجد في نظرائه ياسر ( أديب )عبد ربه ونايف حواتمة ( الأردني ) وصالح رأفت ما يبرر لهم العمل على شق الجبهة الشعبية وتشكيل ما سميت الجبهة الديمقراطية ,حيث أصبح منظرا أساسيا لها .ويومها (في عام 1969 ) استقبلناهم عندما كنت في معسكر للمنظمة الشعبية ( وهي منظمة ماوية مدعومة من الصين الشعبية ) في أحراش جرش وقدمنا لهم خيمة ....وهنا كان له وللديمقراطية دور كبير في التنظير لإسقاط الملك وفي الدعوة لإقامة المناطق المحررة الحمراء التي كانت سببا في اشتعال المعارك مع النظام الأردني لتنتهي بإخراج المقاومة الفلسطينية من الأردن بعد ذبحها ..وهكذا أصبح من يومها المنظر الأول للثورة الدائمة التروتسكية ضمن الثورة الفلسطينيين وقائدا للجبهة الديمقراطية بدلا من حواتمة وعبد ربه وعضوا في اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني والمجلس المركزي ومقررا أساسيا في المنظمة ...
2) طالما أن القاصي والداني بات يعلم أن رام الله باتت أكثر من القدس ومن أي مكان في الضفة الغربية وغزة , تخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية بالمطلق .كونها تحتوي على أغلب مؤسسات السلطة .بحيث لا يمكن لأي شخص أن يدخل إليها أو يخرج منها إلا بعلم أو بموافقة الأمن الإسرائيلي .
(3) فالدعوة لانعقاد المجلس في القدس للكلام والحوار فقط , وليس للتظاهر ـ لا يمكن أن يعد عملا إرهابيا ولا عملا عدوانيا , بل سلميا مئة بالمئة ؟
(4) الذين من كثرة ما صفقوا لعباس خاصة عندما نطق بالسلام , أمرهم عباس برفق ( قائلا : لاتصفقوا كثيرا ) بعدم التصفيق .فالتزموا الصمت كما يفعل طلاب الابتدائي المؤدبين والمتربين جيدا عندما ينهرهم استاذهم .
(5)زلة لسان محمود عباس :
كيف يمكن أن يثق الشعب الفلسطيني بشخص يقول عن نفسه أنه كذاب , شخص همس قائلا بينه وبين نفسه " لا تصدقوا ما أقوله " بعد أن قال في خطابه أمام المجلس المركزي يوم 15/ 1/ 2018 كما عودتكم على الشجاعة والصراحة " . كيف نصدق شخصا قال لا تصدقوني , شخصا أعلن أكثر من مرة أنه لن يرشح نفسه للرئاسة , في حين يتمسك بها بأسنانه ؟ ولماذا ولمصلحة من ؟ وبمن يستقوي على الجميع حتى على الرئيس والسفير ألأمريكي من يدعمه ويقف وراءه ؟
(6 ) راجعوا ما كتبه منظرو حزب العمل في كتاب إسرائيليون يتكلمون و الصادر عن مركز الأبحاث عام 1976 , وما قاله هيكل في كتابه سلام الأوهام , وما قاله منير شفيق في كتابه عن اتفاق أوسلو , وما قاله أكثر من مسؤول أمريكي في الحزب الديمقراطي للإسرائيليين أثناء حثهم على إقامة سلام مع المنظمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة