الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قل احتلالا ولا تقل تحالفا

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


لم يحدث في أي وقت من اوقات التاريخ البشري المكتوب، أن جيشت الأمم الجيوش وذهبت الى القتال في سبيل تحرير أحد الدول بدون النظر الى مصالح شخصية تعوضها عما ستنفقه من مال وقوة بشرية.
بل أن أغلب الدول التي ترسل مندوبيها بدعوى القيام بأعمال اغاثية يكون لديها دوافعها السياسية التي تتخفى وراء النوايا الحسنة.

وليس ما يطلق عليه التحالف العربي الذي يقود عاصفة الحزم لدعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بمعزل عن ذلك.

إن هذا ما حذرنا منه من أول يوم اعلنت فيه السعودية الحرب على جماعة أنصار الله في اليمن، وأثبتت الأيام أن هذه الحرب لم تجر على اليمن الا الخراب والدمار والمرض، والأسوأ الاحتلال الإماراتي للجزر اليمنية الاستراتيجية مثل جزيرة سقطرى على الرغم من أن هذه الجزيرة لم يحدث عليها أعمال عنف من أي نوع.

ولكن على ما يبدو كانت هذه الجزيرة تحديدا على أولويات المخطط الاماراتي لما تتمتع به من طبيعة خلابة ليس لها مثيل وموقع استراتيجي يمثل أهمية كبيرة.

إن الامارات بارسالها قوات الى هذه الجزيرة قد كشفت عن مخططاتها أخيرا وأظهرت الوجه القبيح لهذه الحرب الدنسة التي ارتدت رداء الحرية ودعم الشرعية وتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة.

ولكن مع الأسف لم يكن هذا هو الحال ولو خيرنا اليمنيين اليوم من كل الطوائف والاتجاهات السياسية ما قبلوا أبدا بالاستعانة بالتحالف فيمكن لأبناء البلد الواحد أن يعالجوا مشاكلهم فيما بينهم ويتوصلوا الى حل يرضي جميع الأطراف، بينما لا يمكن التفاهم مع محتل، والسبيل الوحيد للتعامل معه هو التخلص منه بالقوة.

إن هذه الحرب أوصلت اليمن الى حالة من الضعف الغير مسبوقة وأكاد أجزم أن جميع أطرافها كانوا خاسرين سواء الطرف السعودي الذي تحمل كلفة باهظة للحرب وفتح الباب لرد الاعتداء على الجنوب السعودي أو الطرف اليمني الذي تدمرت بنيته التحتية وانتشرت بين مواطنيه الأمراض وارتفعت مستويات الفقر والجوع.

وإذا كان هناك من رابح هنا فهو الطرف الاماراتي الذي تصرف كما الضباع أكلة الجيف واستولى على ما يمكنه الاستيلاء عليه دون أن يتكلف تكلفة تذكر.

ولكن على الطرف الاماراتي أن يعرف أن هذا المكسب ليس دائما ولكنه سيجر عليه الكثير من الخيبات، فاليمني محارب بالسليقة ولا يترك حقه وأرضه ولو كلفه ذلك عمره، بل أن هذا السلوك الفج سيجمع اليمنيين من كل الاتجاهات في جانب واحد لمواجهة هذا المستعمر الذي استغل حالة الضعف والتفكك ونال مزايا لا يستحقها.

إن الكثير من الدول فطنت أخيرا الى السلوك الاماراتي في الآونة الأخيرة ومنها الصومال التي اتخذت خطوات جادة في سبيل الحد من هذا النفوذ وحذت دولة جيبوتي حذو الصومال في هذا المجال ولن يمر الكثير من الوقت حتى تدرك باقي الدول العربية حقيقة الدور الاماراتي في المنطقة، وعندها ستكون الامارات هي الخاسر الوحيد.,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا