الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النداء الأخير

صبحي مبارك مال الله

2018 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


النداء الأخير
عندما يكون هذا المقال في إيدي القراء الكرام، يكون الشعب العراقي والجالية العراقية في جميع إنحاء العالم، على أبواب المشاركة في العملية الإنتخابية، والإدلاء بأصواتهم وخوض الممارسة الإنتخابية، أكيد حسم الناخبون المشمولين موقفهم من المشاركة، فهل هو موقف إيجابي أم موقف سلبي هذا هو السؤال أي هل حسم المواطن موقفه في المشاركة وإختيار القائمة أو التحالف المعين والمرشح الذي يرغب في إنتخابه؟ أم موقف سلبي غير مبالي بما يجري وينأى بنفسه عن المشاركة لأسباب عديدة سبق لنا الإشارة لها ومنها عدم الثقة بالعملية السياسية والإنتخابية، وإن صوته غير مؤثر بناء على ما أدت إليها العمليات الإنتخابية السابقة في إختيار الدورات التشريعية الثلاث السابقة التي تميزت بظهور طبقة سياسية منتفعة وإنتهازية، وفاسدة ضيعت المال العام ومزقت الوحدة الوطنية الأمر الذي أدى إلى التخلف والفقر والبطالة وعدم الشروع في بناء العراق الجديد، خمسة عشر سنة مضت من الصراع بسبب النهج المحاصصي الطائفي والمذهبي والإثني، وتهيأة المسرح العراقي لتصفية الحسابات بين الدول الإقليمية والمجاورة والدولية على حساب مصلحة الشعب العراقي الوطنية السياسة والإقتصادية والإجتماعية والسماح بالتدخل في شؤونه الداخلية على حساب سيادته وإستقلاله الوطني . الشعب العراقي يعيش تحت ضغط خارجي وداخلي، الخارجي هو دور الدول العظمى مرة أخرى في تصعيد حالة الصراع والحرب الباردة والحروب الأهلية وتوفير المناخ الملائم للقوى الإرهابية التكفيرية وتدفق الكميات الكبيرة من شتى أنواع الأسلحة إلى المنطقة التي يقع فيها العراق فضلاً عن تدفق آلاف المرتزقة المقاتلين إلى مناطق الشرق الأوسط والمنطقة العربية لغرض زعزعة الأمن والإستقرار لتمرير مخططات قديمة جديدة ومنها التقسيم ووضع خرائط جغرافية جديدة تضمن مصالح تلك الدول وأذنابها من الفئات الحاكمة في تلك الدول، وهذه المصالح تدور حول النفوذ والمواقع الستراتيجية والنفط والثروات المعدنية الأخرى وإبقاء شعوب المنطقة المستهدفة في حالة مزرية تشمل القطاعات الصحية والتعليمية والإقتصادية والزراعية والصناعية وتخلف مستمر وفساد كبير ينخرفي مؤسسات تلك الدول وبنائها. وضغط داخلي يتمثل بطبقته السياسية الفاسدة التي أوصلت الشعب إلى حالة الإحباط واليأس وهو يرى هذه الطبقة تزداد إثراءً والشعب يزداد فقراً.
كيف هو الآن المناخ و المشهد السياسي الإنتخابي؟ عند التمعن في تحليل الأوضاع الحالية التي تجري في العراق وإنعكاسه على الجالية العراقية في الخارج، حيث نجد إن الإجواء مشحونة وخطيرة وتنافس شديد في السباق الإنتخابي مما يعطي في الظاهر إنطباع بأن الإنتخابات القادمة ستكون مختلفة عن سابقاتها، لإنها مفصلية وخطيرة بالنسبة للطبقة السياسية الحاكمة المتخمة، حيث ستبذل كل الجهود من أجل وضع العراقيل والعقبات من أجل منع المواطن للوصول إلى صندوق الإقتراع وإستخدام أسلوب الترغيب والترهيب والتهديد المباشر، أو اللجوء إلى إرهاب المرشحين والمواطنين الناخبين بصورة عامة بسبب تدني التأييد للطبقة الحاكمة التي إستنفذت كل جهودها لغرض الحفاظ على تأييد المواطن لها مرة أخرى.
فالمرجعية الدينية وضحت موقفها، ولاتريد لهذه الطبقة العودة مرة رابعة، والمواطن إنكشفت أمامه كل بواطن الأمور وأساليب الخداع وذهاب الوعود التي أوعدوا بها الشعب أدراج الرياح، فالشعب يريد حلول جذرية لمشاكله وأزماته ويريد أن يعيش حالة الرفاه والتقدم والبناء والإستقرار والأمان وإجتثاث للفساد فهذه الطبقة التي جُربت أكثر من مرة لم تجدِ نفعاً للشعب ولهذا ستكون هذه الطبقة السياسية الفاشلة أكثر شراسة وإندفاعاً للدفاع عن مصالحها ومحاولة البقاء على سدة الحكم بشتى الطرق غير الشرعية. ولهذا كلما أقتربنا من موعد الإنتخابات، ستظهر الأجواء المرعبة منها محاولات الإغتيالات
وقد تنجح بعض المحاولات، أو الإعتداء على المرشحين والناخبين أو إستخدام الهواتف المحمولة في إرسال الرسائل التهديدية وغيرها من الوسائل المعروفة، وقد تلتقي الجهود الإقليمية ودول الجوار وجهود بعض دول العالم لغرض إرباك العملية الإنتخابية وزعزعة ثبات توجه المواطن نحو المشاركة. وهنا تبرز مسؤولية المواطن تجاه الإنتخابات فأذا ما أراد التغيير والإصلاح فيكون واجبه وحقه الدستوري والقانوني هو الحضور والإدلاء بصوته لأنه يمتلك جزء من السيادة في تشكيل مجلس النواب القادم الممثل الفعلي له ومن خلال مجلس النوب يتم تشكيل الحكومة القادمة. فهل ستظهر لنا حكومة تتميز بالتوافق والذي يسمى التوافق الديمقراطي أم ظهورمجلس نواب فيه معارضة رصينة تعبر عن رأي الشعب فيها . هذه خيارات مفتوحة أمام المواطن والتحالفات والكيانات السياسية وتعتمد على الذي يشكل الأغلبية لغرض تحديد رئاسة الوزراء. كما نشير إلى إن هناك وسط جماهيري صامت لم يقرر بعد وقد يكون متأرجح بين المشاركة وبين المقاطعة وعدم إيلاء إهتمام لمسؤوليته الوطنية تساهم في العملية الإنتخابية فعلى الجميع ان يشارك في الحث والإهابة بهذا الوسط لكي يحسم موقفه في العملية الإنتخابية ، لكي لايبقى ينتقد ويرفض سياسة الحكومة والفساد المستشري أويرفض تصرفات البرلمانيين دون أن يعبر عن رأيه في هذه الفرصة الثمينة في إنتخاب الأنزه والأكفأ و الذي يديه غير ملوثة بالفساد.
هذا النداء الأخير لغرض التحرك والتوجه بكثافة نحو صناديق الإقتراع، وممارسة دورنا وتفويت الفرصة على المتاجرين بقضايا الشعب، المنتفعين المتلاعبين بأمواله .
فالعملية الإنتخابية لاتعتمدعلى طرف واحد وهو المواطن بل أطراف أخرى وفي مقدمتها المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات ومكاتبها في الداخل والخارج عبر وحدة إنتخابات الخارج والمكاتب التابعة لها ، فالجدير بالذكر بأن المفوضية يجب إن تقوم بالتوعية والتثقيف بإستمارة الناخب والمستمسكات المطلوبة وبالعملية الإنتخابية من خلال وسائل الإعلام المنظورة والمقروءة والمسموعة ومن خلال عقد الندوات والطرف الثالث هو السلطة التنفيذية التي عليها ضمان أمن المراكزالإنتخابية والمرشحين والمواطنين، فالمفوضية وجودها العملي هو المواطن أو جمهرة الناخبين بدونهم لاتتم العملية الإنتخابية. نعود ونؤكد بأن بوابة التغيير والإصلاح هي المشاركة الفعالة في الإنتخابات، وسبق لنا وضحنا بوجود تحديات كثيرة لابدّ من تجاوزها وعدم جعلها كمبرر لتثنينا عن المشاركة أو النرفزة من التصرفات المقصودة
فالعملية الإنتخابية كبيرة ومهمة وضخمة للوصول إلى النتائج التي يرتضيها الشعب، وبما إن الأصوات هي التي تحدد عدد المقاعد المطلوبة فعلينا إن نكون حريصين في منح صوتنا. فالشعب يريد التغيير عبر دولة مدنية ديمقراطية تضمن العدالة الإجتماعية وتضمن الحقوق وتقضي على التمييز تبعاً للمحاصصة الطائفية والمذهبية، دولة البناء والتقدم والتطور. فعندما نستطيع فتح هوة في جدار المؤسسات الفاسدة نكون قد حققنا خطوة إلى الأمام ، وإذا أستطعنا إن نغير ميزان القوى داخل البرلمان فهذا جيد وأذا عملنا على عدم إحتكار السلطة من قبل المعشعشين المستفيدين من النفوذ والأموال نكون قد أنجزنا عمل كبير في طريق الديمقراطية الحقيقية. فلابدّ من إستعادة حقوق الشعب التي يمتلكها وهو إنتخاب هيئة أو مجلس نواب أو برلمان يمثله بصورةحقيقية. فالمرشح ليس فقط لأجل إن يكون عضو برلمان متسلط ، وإنما عضو برلمان يتمتع بالثقافة السياسية والعامة،متفهم لمطالب الشعب ومن إنتخبوه فهو خادم للشعب، وليس ترشيحه لأجل أن يمتلك النفوذ والصفقات التجارية والسياسية، وليس بائع جوال لمصالح الشعب . وعليه عليه إن يحترم القسم أمام الشعب ويجعل مصلحة الوطن والشعب فوق أي مصلحة أخرى ، أمين ذو أخلاق عالية وسيرته الذاتية لاتشوبها شائبة.
لهذا فالجميع أمام مفترق طرق في هذه التجربة الإنتخابية الجديدة، بين الحكام والمحكومين، بين إردة السلطة ومغرياتها ومناصبها وإمتيازاتها وبين إرادة الشعب وإرادة الناخب الذي لولا صوته لايأتي أحد يقول أنا ممثل الشعب.
فالنداء الأخير للجميع هو الذهاب إلى المراكز الإنتخابية والإدلاء بإصواتهم بكل ثقة ، لنقول بأن الشعب موجود وصوته الحق موجود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال