الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصر سقوط النجوم

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 5 / 7
الادب والفن


المقال:
رومان بولانسكي يريد محاكمة عادلة
ميغان غاربر
كاتبة في الشؤون الاجتماعيّة في الإتلانتك
ترجمها عن الإنكليزية: نادية خلوف
قامت الأكاديمية بطرد الرّئيس ، في خطوة جاءت متأخرّة بحوالي 41 سنة ، يقول الآن انه سوف يستأنف الحكم.

في آذار / مارس من عام 1977 ، ألقي القبض على رومان بولانسكي في لوس انجلوس بسبب اتهامات بسبب جريمة جنسية مع سامانثا جايلي ، التي كانت في الثالثة عشرة من عمرها: وقالت إن بولانسكي البالغ من العمر 43 عاما ، أعطاها الشمبانيا مع المنوم ، ثم اغتصبها. في نهاية المطاف ، قام بولانسكي ، رداً على التهم الموجهة إليه ، بإبرام صفقة: فقد تعهّد بدفع التعويض عن ممارسة الجنس غير القانوني مع قاصر. في المقابل ، كان يأمل ، أنه سينتقل بحياته إلى هوليوود.
لقد كان بولانسكي ، منذ ذلك الحين قد وجد في نوع من النسيان بسبب: الوضع الاجتماعي ، والشرعية ، والشهرة ، والأخلاق. وكذلك بسبب الجغرافيا: فقط بعد أن صاغ الصفقة التي من شأنها السماح له بالاحتفاظ بحريته ، علم بولانسكي أن القاضي في القضية كان يرفض الصفقة حقيقة، ولتجنب العقاب المباشر للجريمة التي اتهمته جايلي بها ، هرب بولانسكي إلى باريس ، وعاش في أوروبا منذ ذلك الحين. ومع ذلك ، ولأن هوليوود مكانٌ حلم أيضًا ، فقد استمر في إنتاج الأفلام. استمر في الفوز بالجوائز. استمر في الوجود ، حتى ضمن غيبوبة محرجة ، استمر كعضو في نخبة هوليود المريضة.
في عام 1981 ، تم ترشيح بولانسكي لجائزة أوسكار لأفضل مخرج ، عن تيس
في عام 1984 ، نشر سيرته الذاتية ، رومان. أشار في سيرته إلى الفتيات التي وصفهنّ على أنهن "مثيرات ، وقحات ودقيقات الإنسانية " وقدّر أن في غشتاد ، سويسرا المدينة المأهولة بالسكان "المئات من الفتيات الصغيرات النضرات، من جميع الجنسيات"
في عام 2003 ، فاز بجائزة أفضل مخرج أوسكار ، هذه المرة لعازف البيانو..

احتفظ بولانسكي ، من خلال كل ذلك ، بالصورة الرمزية المحصنة من العقوبة: بسبب مركزه كعضو في أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية. لقد كان أحد الأشخاص الذين كانوا مسؤولين عن تقرير الأفلام التي تشكل أفضل ما في السينما الأمريكية - كعمل تجاري ومطاردة فنية ، كما أن الأكاديمية مولعة باقتراحاته ، كمسألة إنسانية بحد ذاتها - يجب أن تقدم. وهذا يعني أيضاً أنّه كان من الناحية العملية أحد الأشخاص الذين قاموا بتشكيل ما اختارته الثقافة الشعبية الأمريكية للاحتفال في وسائل الترفيه. لسنوات ، بقي بولانسكي: يذكّرنا بالخسارة عندما يكون النجاح الكبير للمشاهير ضد الآداب ، وشهادة على قدرة هوليود العظيمة على قول شيء واحد عن نفسها ، وهي تعني في النّهاية ، شيئًا آخر تماماً.
هذا العام. يوم الخميس ، أعلنت الأكاديمية أنها طردت بولانسكي ، جنبا إلى جنب مع بيل كوسبي . مما جعل الرجلين فقط هما الثالث والرابع الذين طردوا من المنظمة على مدى تاريخها الطويل. الأول كان كارمين كاريدي ، من أفلام العراب ، الذي خالف قواعد النّشر من خلال مشاركة أفلام محمية بحقوق الطبع والنشر مع صديق(تابع الصديق مشاركته مع شخص آخر ، عن طريق تحميله على الإنترنت والثاني هو هارفي وينشتاين ،طرد في أكتوبر بعد اجتماع طارئ لمجلس محافظي الأكاديمية وقد طرد وينشتاين ،حسب ما قالت المنظّمة في بيانها ،"ليس لمجرد إبعاد أنفسنا عن شخص لا يستحق احترام زملائه ،ولكن أيضاً لإرسال رسالة مفادها أن عصر الجهل المتعمّد والتواطؤ المشين في السلوك الجنسي المفترس والتحرش في مكان العمل في صناعتنا قد انتهى"
الفيل الموجود في غرفة العرض في كل هذا، كان بالطبّع رومان بولانسكي. ربما تحدثت الأكاديمية عن شرور الجهل المتعمّد والتواطؤ المشين في السلوك الجنسي المفترس ، مع ذلك ، كان بولانسكي هناك طوال الوقت ، كانت أيضاً النساء الأخريات - الثانية ، ثم الثالثة ، ثم الرابعة - اللواتي سيتبعن سامانثا جايلي في اتهام بولانسكي بالاعتداء عليهم كمراهقين. ومع ذلك ، في الوقت نفسه: كانت هناك ترشيحات للجائزة. كانت هناك الجوائز البرّاقة، كان هناك الحشد في مسرح كوداك في عام 2003 ، وبدأت الهتافات بالتّعالي عندما أعلن هاريسون فورد أن بولانسكي - غير الراغب في إعادة دخول الولايات المتحدة ، بسبب اتهامات الاغتصاب - قد فاز بجائزة أوسكار كأفضل مخرج.
إعلان يوم الخميس هو في الأساس - الحد الأدنى المأساوي – للفتة يمكن أن تقدمها الأكاديمية. لا توجد تهانينا هنا ، فقط الرّضا القليل عن قرار متأخر للغاية. وبولانسكي ، على وجه التحديد ، سوف يستأنف الحكم. وقال محامي المدير فانيتي فيرمساء يوم الخميس ، "نحن نرغب في اتباع الإجراءات القانونية الواجبة." (أضاف دون ملاحظة السّخرية في كلامه، "لا نطلب الكثير من الأكاديمية ، أليس كذلك؟")
وتعني هذه الأخبار أنّ بولانسكي ، الذي طالما كان رمزا للنفاق والرضا عن النفس ، والمسار المليء بالاحتكاك وعدم إدراك أقلّ أمر للعدالة ، أصبح الآن رمزا في نوع آخر من المسار. تشير استقالته المتأخرة على نحو مخجل إلى أن أعمال الأكاديمية ربما تكون أقرب إلى كلمات الأكاديمية: لقد انتهى عصر الجهل المتعمد والتواطؤ المشين في السلوك الجنسي المفترس والمضايقات في مكان العمل في صناعتنا. بعد كل شيء ، جاء طرد كوسبي بسبب حدث إخباري جرى قبل أسبوع في 26 أبريل ، حيث تمّ اتهام الممثل الكوميدي أنّه مذنب في ثلاث تهم من الاعتداء الفاضح المتفاقم ضد أندريا كونستاند. بعبارة أخرى ، كان لدى الأكاديمية تحريض على الطرد عن صفوفها محدد لإبعاده - وإن كان متأخراً أيضاً -
إلا أن أمر بولانسكي كان يمثل اقتراحاً أكثر غموضاً. كان إجرامه معروفا ًمنذ زمن بعيد ، ببساطة تم تجاهله. الرجل المدافع عن اغتصاب طفلة تبلغ من العمر 13 عاماً ، دافع عنه أمثال مارتن سكورسيزي حيث قال("لقد أثّرت أفلام بولانسكي علي كفنان طوال هذه السنوات وكان وضعه ا الرهيب شيئاً من الذي نعاني منه جميعاً) ،وتقول ديبرا وينجر (عندما تم القبض على شخص مثل بولانسكي فإنّ "كلّ عالم الفن يعاني") ، وكوينتين تارانتينو ، وأيضاً - بأشد الحماس ، وأكثر صخباً ، وأكثر سخافة - هارفي وينشتاين حيث قال. كان بولانسكي "فناناً عظيماً" و "إنسانياً" ، كما أصرّ واينشتاين. "وبغض النظر عن رأيك في الجريمة المزعومة ، فقد خدم بولانسكي وقته"
اليوم ، رغم ذلك ، قررت الأكاديمية التي أصبحت أكثر تنوعاً بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة ، ربما ، أن هناك طرقًا أفضل لمعاقبة المغتصبين من خلال منحهم الجوائز ، رومان بولانسكي لم يخدم وقته. فقط ربما يكون تعريف هوليود للإنسانيين بحاجة إلى تعديل. إذن ، بولانسكي هو رمز مرة أخرى: في التقدم ، وضد العدالة ، ومقاومتها يمكن أن تتخذ شكل العناد البشري.
. يعاقب بولانسكي ، بالحد الأدنى ، و بولانسكي يستأنف في أصغر مقياس للمساءلة. (هذا لا يسأل الكثير عن الأكاديمية ، أليس كذلك؟) وفي حين أنه ربما تم طرده من الأكاديمية ، فإنه يحتفظ بأيقونة أكثر وضوحا عن مكانتة في هوليوود: بولانسكي ،و كما أعلنت الأكاديمية يوم الخميس ، سيحتفظ بأوسكاره!

. . .
تعقيب على المقال
إنّه عصر سقوط الأكاديميات، لا . إنّه عصر العودة إلى القيم، إلى التواضع، فالعظمة كلمة ضخمة، ومن يحظى بجائزة ماربما يكون سوّق نفسه. نعم الموهبّة ضروريّة، ولكن حتى يمكنك الانتشار لو كنت موهوباً عليك بالتّسويق، وهنا أشير إلى أغلب الجوائز الأدبية، والفنيّة، وحتى العلمية ينالها المسّوق قبل من ينال الجائزة.
إن حملة مي تو لا تخصّ النساء كجنس فالكثير من الرّجال تمّ أيضاً الاعتداء عليهم جنسياً. إنّها تخصّ الضَعيف والقوي، صاحب السّلطة وصاحب الحاجة، وبينما كنت أتابع الاستقالات والطرد في الأكاديمية السويدية وتأجيل جائزة نوبل لهذا العام. كنت معجبة بالجرأة الصّحافيّة عند من يغطيّ الحدث حيث يجرّد الحدث من الاعتبارات والأوصاف. وها هي الأكاديمية الأمريكية تنهار قيمها. حيث صفّق حضورها لرومان بولانسكي مع أنّه كان مدان. يبدو أن التّصفيق للأقوياء من ضمن السّلوك المعدي، قمت بالتعقيب على المقالة فقط بعد أن شعرت بخيبة الأمل من الصّحافة العربية والصحافيين، وبخاصة السّوريين منهم. صحيح أن لقمة العيش تدفع بالبعض إلى القبول، لكن إن كنّا بتلك السّطحية ننجرف وراء الأقلام القليلة التّابعة. وفي هذه المناسبة أسأل: كيف يصل المطرب، والأديب، والفنان السّوري إلى مكانته المناسبة. لا شكّ أنّ الجنس قد يوصل، ولكن المشكلة أننا نعتبر الآن أنّ التّحرّش الجنسي -الذي يطرح في الغرب كمسألة يعاقب عليها القانون- نوع من التّحرّر.
إن لم نغيّر عقولنا. لن تتغيّر القيم، ولن يسقط الاستبداد.
نادية خلوف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع


.. سر اختفاء صلاح السعدني عن الوسط الفني قبل رحيله.. ووصيته الأ




.. ابن عم الفنان الراحل صلاح السعدني يروي كواليس حياة السعدني ف


.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على




.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا