الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلبُ الحياة.

محمد صالح أبو طعيمه

2018 / 5 / 7
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


يأسٌ مطبقٌ يجتاح الحيوات بلا هوادة، تصبح شابًا، جامعيًا، فخريجًا ثم محطمًا بكل هدوء.
بين أهلك وناسك في وطنك المقسوم على نفسه غريب، متأوه وضائع، لا ماءٌ ولا شجرُ، زُغب الجيوب، في همٍ وكدرٍ ونكدٍ من العيش محيق، تمر السنين وأيامك بلا هوادةٍ، وبلا رحمة، لا تستطيع أن تستوقفها، مع أن القدر استوقف انجازك.
طالما أنك عربيٌ فلسطينيٌ غزّي، فلا حول ولا قوة إلا بالله، على ضياع شبابك، على الهرم المبكر، والهم المسيطر، جيلٌ بأكمله ضاع في غيابات الانقسام، لم ينظر أحد له، من مواليد 88و89 وما بعدهم، كل هؤلاء تجرّعوا الوجع واليأس طازجًا، فهؤلاء صاروا شبابًا، مع سيطرة حماس على القطاع، لتنقطع بهم السبل كلها، ناهيك عن الانتفاضة التي شلت أركان الحياة بمعدل ما، ليصبح إلى ذروته بعد الانقسام، الذي تمكن في الأرض لأغراض الحزب والشخوص الذين يزعمون بنضالهم، وجاءوا يبحثون عن الثمن من دماء الشعب.
يتخرج الشاب في غزة، إلى الشارع فلا عمل ينتظره في أي مكانٍ آخر، لا سيما إن لم يكن متحزبا فحماس لا تشغل غير أبناءها ومن له واسطة، وفتح فعلت ذلك عندما كانت تحكم ولكن بدرجة أقل حدة، بل يعلنون عن فرص العمل على الإذاعات وفي الصحف في الضفة اليوم، كثيرون من حماس وغيرها كانوا على بنود السلطة، الوكالة توظف بالقطّارة حتى أوقفت التوظيف اليوم، والمؤسسات الأهلية توظف بعقود مؤقتة أعدادًا محدودة، وتُلغي تلك العقود بلا سبب وبلا سابق إنذار! وليس لأحد أن يعترض، والشركات الخاصة على قدر أصابع اليد هنا، وكم موظف ستحتاج أصلًا، أما المصانع فلا وجود لها، فالحزب الذي انتهى بسيطرته على غزة، قد أثقلها ببناء المواقع العسكرية والمقرات الحكومية والمساجد، وكم من السلع نستطيع أن ننتجها ونحقق اكتفاءً ذاتيًا منها، ننهض باقتصاد بلدنا، ونوظف شبابنا، لكن الكل لديهم أجنداتهم الخارجية، تأسلموا أم تعولموا وتشايعوا، لم يختلفوا أبدًا، والدليل الواقع الذي نعيش ولا يحتاج منا فطنةً وفهمًا حتى نصل للنتيجة التي أقول.
ماذا يتبقى للشاب؟ فتنة وهجرة إن استطاع، فتبدأ العائلة بلملمة شظاياها لتستطيع أن توفر رشوة، للحاكم الغزي، كي يسجل الابن الشاب اسمه في كشوفات المعبر، الذي يفتح بما يعادل كل شهرين يوم بل أقل، منذ الأحداث المؤسفة التي تلاها الانقسام، يُطحن هذا الإنسان طحنًا بين تروس الفساد والظلم، لِيولد ويصبح إنسانًا فاقدًا لكل تبعيات ومعاني المواطنة، وماذا تريدون ممن يتعرض لكل ذلك الظلم، وعدم الالتفات لحقوقه الأساسية والواجب توفيرها من الحكومات، التي استماتت حتى تصل إلى الحكم، ولا أدري لماذا؟
لم يبقَ لهذا الشباب أي خيار وبعضهم أنهى حياته قصريًا للهروب من هذه الحياة، ولا يزال وبعد أحد عشر عام الوضع من سيء لأسوء، ولا أحد يأبه بالعمق الحقيقي للوطن والمكون الأساس منه (الشعب) الشباب الغارق في لجّة وسواد اليأس والحرمان، ليخلقوا منه إنسانًا منفصلًا عن كل ما نظنه مهمًا، أو ذا قيمة، فبالنسبة له ولأي إنسانٍ في هذا العالم، أن الإنسان هو الأهم، فإن لم نؤديه حقه، ماذا يتبقى؟؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة