الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطويرُ التعليمُ .. الحقيقةُ والأحلامُ

حسام محمود فهمي

2018 / 5 / 8
التربية والتعليم والبحث العلمي


التطويرُ في أي مجالٍ يفتحُ الشهيةَ لكل ما هو صوت وصورة، فما بالكم لو كان يخصُ التعليمَ. التعليمُ يدخلُ كل بيتٍ، لذا فهو محلُ اهتمامٍ وقلقٍ دائم. ‏تطويرُ التعليمِ علمٌ ‏مستقرٌ ‏لايعرفُ ‏التقلباتِ ولا الفجائياتِ. ‏ يرتبطُ ‏التعليمُ ارتباطًا وثيقًا بالمجتمع، أخلاقياتُه وعاداتُه وأعرافُه؛ ‏المجتمعُ القائمُ على الأمانةِ والصراحةِ ‏يُجَرمُ تعليمُه الغشَ والكذبَ والإدعاءَ وسرقةَ مجهودِ الآخرين. ‏لذا فلكلِ مجتمعٍ نظامُه التعليمي، ‏يتحمسُ له ويتمسكُ به. ‏نظامُ التعليم في أوروبا واليابان والصين وكوريا والهند يختلفُ عن نظام التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ‏وهناك تصميمٌ على هذا الاختلاف. ‏لايمكنُ لنظامِ تعليمٍ أن يغيرَ عاداتِ المجتمع وموروثاتِه، ولا يُمْكِنُ أن يتجاوزَ الإمكاناتِ التي توفرُها البيئةُ التعليميةُ من معاملٍ وقاعاتِ درسٍ ومكتباتٍ وشبكاتِ الإنترنت. ‏وما ينطبقُ على التعليم دون الجامعي ينطبقُ على التعليم الجامعي.

‏تطويرُ التعليمِ مجهودُ مؤسساتٍ وليس رؤىً منامية لا تجلبُ إلا شللَ الآكلين على كل الموائد، المُتقلبين بين كل الآراءِ، بهدفٍ وحيدٍ، منفعتُهم الخاصةُ. ‏هناك من يرون أن التمسحَ في التطويرِ، يؤتي مكاسبًا من مناصبٍ وسفرياتٍ، فتجدهم ‏مُتهافتين وَلهين. في مثل هذه الأجواء يُصَورُ كُلُّ رأيٍ مخالفٍ وكأنه ضدُ التطويرِ، رجعيٌٍ حاقدٌ!! وتسودُ نغمةُ هذا النظامُ المقترحُ موجودٌ في الدولِ المتقدمةِ، بمعنى أن تسكتَ أيةُ أصواتٍ لأنها جاهلةٌ!! ‏والسؤال هو، هل لو تغيرَ شكلُ التعليمِ على أي مستوى، ستُخدعُ الدولُ وتظنُ أن التعليمَ المصري تقدمَ؟! ‏ثم، أيُ نظامٍ تعليمي يُستنسَخُ؟ الأمريكي أم الأوروبي أم الياباني أم الصيني أم الكوري أم الهندي؟ علي فكرة، النظامُ التعليمي ليس موحدًا في أوروبا، لأنه بيئةُ وثقافةُ مجتمعاتٍ تتمسكُ بشخصياتِها.

‏مصطلحاتٌ مثل التعليمِ المقلوبِ، أى الذي يبدأ من الطالبِ لا تصلحُ لكلِ مرحلةٍ، أو لأي مادةٍ، أو أي طلابٍ، سواء على مستوى التعليم الجامعي أو ما دونه؛ ليس تخلفًا ولا معاندةً، لكن التعليمُ لا يتقدمُ لمجردِ استيرادِ مصطلحاتٍ مُضَخمةٍ للإيحاءِ بالتطويرِ الشديدِ!! ليس من التطويرِ جَلبَ أنظمةٍ يَكُونُ من شأنِها إلغاءُ المعاملِ بالكلياتِ العملية فتتحولُ واقعًا إلى كلياتٍ نظريةٍ أدبيةٍ؛ ما يصلحُ عندهم لأعدادٍ أقل لا يلائمُنا بالضرورةِ. التعليمُ دون الجامعي والجامعي مستقبلُ أمةٍ، المجاملةُ في غيرِ محلِها رياءٌ. ‏ألم تُلغى السنةُ الابتدائية باسم تطوير التعليم، ثم أعيدَت أيضًا باسم التطويرِ بعد أن تسببَ إلغاؤها في خسائرٍ تعليميةٍ وتنظيميةٍ حتى المرحلةِ الجامعيةِ؟!

تطويرُ التعليم لا يُحالفُ نجاحًا إلا بتوافقِ أهل الاختصاصِ والمجتمع، وإلا سيغدو هدمًا. لستُ ضد التطويرِ ولا متخلفٌ، لكنني ضدُ أي هَرولةٍ تحت أي شعارٍ لامعٍ.

بالمناسبة، الأجهزةُ الإلكترونيةُ تحتاجُ صيانةً وتحديثًا؛ كيف ستُوفرُ لعشرات الآلاف من أجهزة التابلت ومنها ما هو في أقاصي الكفور والنجوع؟؟ هل سيضَرِب الطلابُ وأولياءُ أمورهم أدمغتَهم في الحوائط؟ هل سيكون الرسوبُ مآلَ هؤلاء الطلابُ؟؟

اللهم لوجهِك نكتبُ، علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،

www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف