الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا غيرُكَ الآن!..

يعقوب زامل الربيعي

2018 / 5 / 8
الادب والفن


هو الآن، أنت،
وفحوى الطين،
مُذ راودتك الزرقة الآسرة..
ومُذ تجلى نوعك،
صفة الحائم واللازورد،
ترافق الشفتين
والنطق الشره..
والطريق المكتظة بالأسى والشجاعة.
هو الآن، أنت،
وقِبلةُ صداك
وطوافك حول ديانة فاعليتك،
مُذ رافقتَ فتيان الدخان الواطئ
والمتقدين جوعاً
الذين لا ترفضهم فتيات الشوق اللافح،
وتحت الضيق ذرعا
يرمون احجار النرد بالضحك العالي.
هو الآن، أنت،
ومُذ تمزقت ثيابك
من نهوضِ النكهةِ فيك، والصفات،
لم يتلمس جسدك.. والأعنّة.. والشغاف
غير ضغطة حمى البض الناعم
والصرخات الفريسة.
وثمة دروس سخية من آختٍ أمينةٍ،
تُكلمُكَ أحيانا بأشياءٍ تافهةٍ
وغالبا بصوتِ أم رؤوم
كمن تكلم طفلا غاضبا.
وجارات مخلصات
يكلمنك بحزن اليَمّْ
عن استلهام الغامق
وعن قيظ الرحم
لطفل ببشرة موسيقى
وملامح لا تجهل وجهك.
وغالبا يعدنك بأدراج الثنيات الهشة
بين غلة السفوح الدافئة
ويغطينك بحريرِ السيقان ليلاً
وبالتأرجح بعد القشعريرة
وما يشبه الطفو على الماء.
هو الآن، أنت،
مُذ وقفت على قدمين حافيتين
وأشعلتَ أول عود ثقاب بالمجهول،
وزاولتَ التشبث بما يتعدى حدود الاعياء.
ليس بالعجيب
كيف استأنفتَ هطول الأخص العميم
منتعلا نادر الطين المفعم بالمطر،
ومارست أول الدوائر الثائرة،
من أوروك حتى سباخ البصرة
وبالضد من تعاليل الفرص الضائعة،
تعلمتَ ، الامعان بالبكاء والضحك معا.
ومُذ شببت، كما أحراش النعناع
أصبحت جريئا بالفيضان
وتآخيتَ مع البجع الطائر
وكيف تَنصَّتَ لدروس الثورة
ولأعباء الحزن حين يتشهى طعم اللغز،
ومَرِضَّت بالفضول الذكي
وبالصفر المطلق.
هو الآن، أنت،
أخٌ لمن يحدث الصوت الشبيه بالاشارة،
ليس بمقدورك الاستغناء عن الاشياء التافهة
ولا عن تغلغل عظامك باللون الغامق
وبلهو الطيش
مع مخلوقات الشيق
والقوارب الليلية.
هو الآن، أنت،
تمسكُ بملء الامعان
الروائح، والخفي، والكثير من رسائل الخصور والاثداء
وكما كانوا يسمونك " الولد الممتاز"
حين أتقنتَ شعور اللسعة الجنونية
وتعلمت مأوى الادراك،
وكيف لا مسافة بين الحيطة والتعقل..
بين وشوشة الحلم
وبين رنين الاصفاد
سوى لحظة محتشدة،
وحركة مجذاف.
وأدركت أن ما يبطء صوت الذروات النضرة
جمجمة يسكنها الخوف
وقميص قُدَ من دبرٍ.
يا لتعاسة اللغة،
إن لم تدفعك لما يحتويك قبل الموت..
ولمدينة لا تملئ جوف الوعود
بالأكواخ الصديقة
وصدى الغرائز المنتظمة.
هو الآن، أنت،
لا تمنعك شِباكُ الواحدة ما بعد العمر
وحسن اداؤك كحبات المسك
وفراشٌ لا يطرد عنك نعاسك
ولا توهج ابديتك
كأزهار الخشخاش، بدبيب اللحمِ.
عالمك الآن مرهون بالدهشة،
تمادى في غيك لجدوى الحصول
ولأسئلة لا تسترد انفاسها
إن لم ترافقك لحانة التخيل
وتطلبُ لكما كأسين:
" الوحي..
والرقصة الفاغرة " !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج المغربي جواد غالب يحارب التطرف في فيلمه- أمل - • فران


.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال




.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر