الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إدعاءات وخرفات وخزعبلات وهمية فى الديانات الإبراهيمية

خالد كروم

2018 / 5 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تمهيدية :_


قال أحد المفكرين وهو ينظر لتلميده يبكي وهم يحرقون كتبه..... إن كنت تبكي على الكتب فهي ورق يحرق..... وإن كنت تبكي للأفكار التي بها..... فاعلم أن للأفكار أجنحة تطير بها إلى أصحابها....


فالخرافة إن أعدمت في مجتمع ما..... نهض وارتقى وسمى عن التراهات....وأعتقد أنه أبن رشد حسب ما اتذكره....


الخرافات تتنوع مع مرور الوقت بعكس العلم..... فهو يتبع منهجية معينة وقوانين معينة لا يغيرها الظرف المكاني والزماني...



ظهرت على مر العصور ألاف الأديان وأختفت وظهرت أديان أخرى بعدها..... وأختفت وتنوعت في كل ديانة الخرافات والأساطير .....


فكل دين له خرافات خاصة به تحكمها في الغالب طبائع ....وعادات المجتمع الذي ظهر فيه هذا الدين.....


فـــ مهما تنوعت الطرق التي اندثرت بواسطتها الاديان..... فأن ظهور الاديان الجديدة يشير بوضوح الى انه لايوجد دين صحيح وجميعها صناعة بشرية...


كلهم يدورون في فلك الأسطورة الوثنية .....ويعتمدون عليها مع انهم يكفرون أصحابها.... فمثلا" المسلمون السنة يصدقون قصة البغل الطائر.... ويكذبون زردشت وقصة التي هي نسخة الاصل...


فالخرافة تبقى خرافة مهما حاولت ان تكون واقعية بعكس الحقيقة...و اللعبه الرئيسيه التي يمسك الدين معتنقيه هي الوعود بالحياة بعد الموت ....


مع كل ما لذ وطاب من اكل وشراب وحسان .....وغلمان بحيث جعلهم احيانا يقتلون انفسهم للاسراع بالحصول على حياتهم الابديه...ولكن المشكلة ان كل دين يدعي حقيقة خرافاته في وقت جميعها مجرد خرافات بشرية الصنع...


وهنا الفرق بين الحقيقه والخرافه....العلم حقيقه ثابته....في حين الاديان وهم وخرافه لا تملك ثوابت علميه...


تصور حتى الجنه الموعوده كل دين يصورها حسب فهمه...على كل حال الوهم والخرافه له الصداره ...والاوليه في عالم الخرافه...


فتجد الجنة والجحيم يختلف مفهومها في كل دين......الطقوس مختلفة في كل دين..الشرائع...الاخلاقيات...هذا دليل على انها مجرد خرافات بشرية الصنع متأثرة بالزمان والمكان...


ولا تنسى الجهل يلعب دور فعال في تضخيم.... و تقديس هذه الخرافات...ولولا الجهل لضاعت الاديان ....ولهذا تجد رجال الدين يعمدوا لتجهيل اتباعهم.... لكي يخلو لهم الجو...


تخيل معي:_

لو أن كل الديانات أختفت من كوكب الأرض بدون الأحتفاظ بأي أثر لها.....


فأنه من الممكن أن تظهر بعد عصور ديانات أخرى .....لكن من المستحيل أن تظهر بنفس طقوس وعادات ومبادئ وشرائع الديانات السابقة....


بينما لو تم محو وحذف كل العلوم كالفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والفلك ألخ....


فأنه من الممكن جداً أكتشافها من جديد وستبقى عاملة بنفس قوانينها ومسلماتها دون ان تتغير...


فقوانين العلوم ستبقى عاملة دون ان تتغير حتى لو أختفت مطلقاً ....وتم أكتشافها بعد ملايين السنين فهي ستكتشف بنفس مبادئها وقوانينها ومسلماتها.....وهذا هو الفرق بين الخرافات وبين الواقع العلمي....


فان كل الاديان التي تظهر وفي الفترات المتعاقبه .....لا تفنى الا بعد ان يتبن لمعتنقيها خطاها وزيف ادعاءاتها وخرافتها..... بعد ان تتراكم المعارف.....


واكتشاف الحقائق الناصعه الواضحة الداحضة لها.... ولا بد من حصول المقاومه والصراع والتبرير ومحاولة ارجاع القديم قدمه...وهكذا فالقديم يلد الجديد ويتناقض معه....


حتى النظريات العلمية من أهم خصائصها أنها نسبية متغيرة .....مثل المعتقدات الدينية أذن الانسان كيف يجزم بصدق العالم كله من حوله....؟


فهذا القانون يختلف عما كان عليه قبل مليون سنة....والقوانين العلمية لاتتغير وهي متناظرة زمكانية للعلم...


فمن اول الاشارات التي دلتني الى حقيقة بشرية الاديان..... بعض المواضيع ضمن مادة ....((التاريخ القديم)) التي درستها جيدا"... كنت اقرأ ما يفيد بأن الاديان ما هي الا تقنين للشرائع والاحكام السائدة في مجتمع معين.....


واضفاء طابع القدسية عليها كمحاولة لفرضها .....وضمان تطبيقها من قبل الجماعات البشرية البدائية ....التي كان يصعب السيطرة عليها واخضاعها طوعا لسلطة القانون...

فكل دين يظهر بقوانين مجتمعه السائدة..... ويحاول أضفاء سمه ألهية عليها لكي يؤثر على اتباعه .....عن طريق قدسيتها وربطها بالأله المفترض لكل دين....


والنتيجة تنوع وتعدد الاديان تبعاً لمبادئها ....وطقوسها وشرائعها مما يفسر لنا كون ان جميع الاديان هي بشرية الصنع متأثرة بالزمان والمكان...


وانا لااختلف مع الافکار الدینیة فهي جزء من الحرية الشخصية ....لكن مشكلتي معاهم عندما يحاولون ربط خرافاتهم بالحقائق العلمية...ولكن المشكلة هي حينما يحاولوا فرض عقائدهم وخرافاتهم الدينية على الجميع..


وكي نبقى في حقل المنطق وداخل سور الإنصاف.... علينا أن نقر بأن كل دينٍ هو ابن بيئته .... نشأ ضمنها وتشكل في جغرافتتها.... وهو محكوم بعاداتها _ وتقاليدها و لغتها وحيثياتها .. ..


وأساساً جاء الدين تلبية لمتطلبات أولئك الناس الذين يعيشون في تلك البيئة.... وكمحاولة فلسفية للإجابة عن الأسئلة المحيرة التي كانت تتداول بين الناس....


وبرأيي أن الدين وقتها نجح إلى حد كبير في الإجابة على أسئلة الناس والبحث عن المشاكل المحلية التي كانت تواجههم وقتها .....


لذا كنا نرى الدين في حالة تفاعل مع الناس.... لأن شرائعه كانت تأتي كتلبية لاحتياجاتهم وقتها.....وهذه نقطة إيجابية في صالح الدين أياً كان....


لكن مع التقدم العلمي الهائل والطفرة التكنولوجية المعجِزة صار من الصعب على الناس أن يستمروا في قبول الإجابات الدينية على الظواهر الكونية أو العلمية ....


لأن الكشف العلمي فرض نفسه بقوة على الساحة من خلال الكشوفات والنظريات الصارمة ....التي ليس أمامنا إلا احترامها والتسليم بها ....وحاولة تطويرها أكثر فأكثر ...


فالاديان كانت خطوات ايجابية الى الامام وطفرات لصالح البشر ....وتلبية حاجاتهم ....ولكنها تتخلف بعد حين ما لم تتجدد او تاتي بغيرها او بديلا لها...


وخير دليل على صحة ما أقوله هو عندما تتبع جدالا بين اتباع دينين او مذهبين مختلفين كالاسلام والمسيحية او السنة والشيعة ..الخ


لأصابتك الدهشة لقوة ومنطقية الحجج التي يسوقها الواحد منهم ضد الآخر ....وفي نفس الوقت دهشتك تزداد لتفاهة ....وسخافة حجج كل منهما في الدفاع عن دينه او مذهبه...

إنتهي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي