الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي .. موناليزا العراق

جعفر المظفر

2018 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


المالكي .. موناليزا العراق
جعفر المظفر
الذي يتمعن جيدا في وجه نوري المالكي فسيراه وكأنه خلق خاليا من العضلات التعبيرية إلا تلك التي تشيع القرف والتشاؤم, فهو, حتى حينما يبتسم, فإنه يكاد يفعل ذلك بنصف فم ويبقي النصف الآخر مكشرا أو جاهزا لعضة أو كذبة أو تجني.
المعروف أن مجموع عضلات الوجه التعبيرية هو 47 عضلة ويتم تزويدها عن طريق العصب السابع, وعندما تنقبض العضلات، يتحرك الجلد لكي يجري التعبير منسجما مع الموقف. لكن هذه العضلات التي تولد تحت الجلد وتنشأ مع نشوء الجنين وتولد معه لا تصل إلى حجمها الطبيعي بشكل سياقي وإنما يعتمد بلوغها ذلك الحجم على ضمانة وجود العصب الذي يحرك العضلة وعلى حركة العضلة ذاتها.
فلو فرضنا أن العضلة الفموية المسماة بالدويرية قد نقصها التزويد العصبي الخاص بالجهة اليسرى فإنها ستكون في المستقبل ذات حجم طبيعي على اليمين ومجمدة ومشلولة على اليسار. ومع طبيعة تكوين العضلات الأخرى فإن شكل الإبتسامة النهائي سوف يتحدد, كأن يكون الإنسان بنصف إبتسامة أو حتى بدون إبتسامة.
ضمانة وجود عصب التشغيل ومدى فاعليته ليست كافية وحدها لإنتاج شكل الإبتسامة الأخير. البيئة من جانبها تتكفل أيضا بالتصنيع. فإن كانت البيئة متأزمة, إقتصاديا أو ثقافيا أو نفسيا, فإن ممارسة الإبتسامة والضحك تصبح ممارسة نادرة مما يؤدي إلى ضمور العضلات الخاصة بصنعها أو إلى غياب القدرة على إنتاج شكلها النهائي, اي أن الأمر بالنهاية لن يكون مرهونا بوجود الخلقة وإنما بالمران أيضا.
كان معروفا عن وزير خارجية عراقي سابق أنه لا يبتسم سوى مرة واحدة في السنة, وحينما يحدث ذلك ينشغل الحاضر بتبليغ الغائب عن الحدث العظيم, وربما يُؤرِخ ذلك اليوم لما قبله أو لما بعده, كأن يقال حدث هذا يوم إبتسم السيد الوزير, أو بعد يوم من إبتسامته.
معروف أيضا أن (دافنشي) كان رسم أجمل إبتسامة على وجه الكون وسُميت اللوحة التي تحملها بـ (الموناليزا) أو (الجيوكاندا) التي أصبحت واحدة من أشهر الإبتسامات على الإطلاق لكونها ثلاثية الأبعاد, وقد قضى الرسام سبع سنوات كاملة لإنجازها.
وإذا كانت هوية سيدة الموناليزا ما زالت مجهولة فإن هوية (موناليزا العراق) باتت معروفة للقاصي والداني, إذ ها هو المالكي الثلاثي الأبعاد وهو يبتسم في وجهك من أي مكان تطالعه, لكن بإبتسامة لا تشبه الموناليزا في شيء إلا في كونها أيضا تحمل شهرتها الخاصة بصفتها الإبتسامة العصية على التكوين, حتى كأنك أمام كائن يتقن بإعجوبة فن الإبتسامة بنصف شفة, في الوقت الذي ينبئك النصف الأخر لشفتيه عن مخزون المقت والكراهية والزيف والكذب الذي يختزنه.

في لقائه مع أحمد الملا طلال على الشرقية أعلمنا هذا الكائن الفضائي أن العراق مهدد بحرب أهلية في حالتين: الأولى تزوير الإنتخابات والثانية في حالة الإستفتاء السكاني ! فهو إذن يبدأ كلامه هكذا بكل بساطة بالحرب الأهلية وليس دونها, وكأنه يُكَرِّز حروبا ويلوك مأسي ويمضغ نكبات.
كلام المالكي ينبئنا أنه ذاهب حتما للنيل والتشكيك بنتيجة الإنتخابات لتوقعه فوز اشقائه الخصوم بنسبة أصوات تؤكد على تراجع رصيده السياسي وبداية تفكك إمبراطوريته الواسعة.
لكن من قال أن المالكي لا يستطيع الضحك, لأن الضحك نفسه أنواع, ومن لا يستطيع الضحك في العلن يستطيع الضحك في السر, وإن من إبداعاته إجادته فن الضحك على الآخرين, وما زال من ضحاياه بعض أهلنا المساكين من الشيعة, الذين كنا كلما نذكر إسمه بِنقْد كانوا يردون علينا بأنه تاج الرأس.
أما نحن فقد كنا نقول .. يوم تكون رؤوسنا بهكذا تيجان, فالإفضل لها ولنا لو أنها لم تَكنْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء