الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات البرلمانية وازمة اليسار العراقي

وليد يوسف عطو

2018 / 5 / 11
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


الانتخابات البرلمانية وازمة اليسار العراقي

(يتم تعطيل فكرة المناضلةعن طريق سلطة المال.. )وليد يوسف عطو

في البدء لابد من القول ان كلمة ( يسار )و (يساري )لاتنطبق على الكثير من الاحزاب والتنظيمات الشيوعية واليسارية العراقية .فالدال لاينطبق على المدلول .لقد وصف احد الاصدقاء اليساريين احدى عضوات مجلس النواب العراقي بانها (مناضلة )يسارية , في حين ان راتبي التقاعدي رغم خدمتي لاكثر من اربعين سنة في وظيفتي الحكومية لايساوي سوى جزء بسيط من نثرية السيدة النائبة (المناضلة ).

وهي ربما ستجدد عضويتها في البرلمان العراقي عن طريق الكوتا , او تقبض راتبا تقاعديا ( نضاليا )وخياليا بالنسبة لي .اود القول انه لاتوجد معارضة داخل البرلمان العراقي ,فالبرلمان باجمعه يمثل السلطة وامتيازاتها ,لذا تسقط صفة ( المناضلة )عن هذه النائبة .

يتم تعطيل فكرة المناضلة عن طريق سلطة المال والامتيازات وحياة الرفاهية التي يعيشها اعضاء البرلمان العراقي .ان خدمة الوطن لاتحتاج الى دفع رشى ,اي ان خدمة المجتمع والدولة العراقية لايحتاجان الى امتيازات مادية , فهذا المقابل المادي يعتبر رشوة ولا يدخل في باب الوطنية .ان ازمة اليسار العراقي ينطبق عليها قول ماركس ( الدين افيون الشعوب ),او الاصح ( الدين افيون الشعب ), وبتعديل بسيط يصبح شعار ماركس :
( اوهام الايديولوجيا افيون الشعب ).ان الكثير من اليساريين يقومون بصناعة الاوهام وتسويقها , ويقومون بتصديق اوهامهم .انهم يعيشون بعقلية ماقبل سقوط جدار برلين وبعقلية القبيلة العربية والتي استبدلوها بالقبيلة الشيوعية ,وهم في الحقيقة فئة غير فاعلة من المتثاقفين امثال صديقي اليساري جدا , الذي خلع على النائبة صاحبة الامتيازات صفة (المناضلة ).

ان صفحات التواصل الاجتماعي والبث الالكتروني وفرت للكثيرين من امثال هؤلاء من مدعي اليسارية مجالا واسعا لشتم المختلفين عنهم فكريا وايديولوجيا وتنظيميا ووصفهم بالخونة والعملاء .ان بعض الامتيازات التي حصل عليها بعض اليساريين من رواتب وامتيازات السجناء السياسيين ورواتب دمج الميليشيات وغيرها قد حولتهم من مناضلين الى مجرد موظفين في جهاز حزبي وتحولوا الى فئة برجوازية رثة تطالب بالامتيازات دون ان تقدم خدمة ما .هنالك دوما فجوة بين افكار هؤلاء وواقع المجتمع .

بعضهم يعيش في اوهام امكانية اسقاط العملية السياسية والاخرون يطمحون الى ان يكون رئيس الوزراء القادم ووزير الداخلية من الشيوعيين .هذا العقل الرغبي والارادوي والانفعالي لايمكنه من التحاور مع الاخرين والقبول بالاختلاف الفكري والسياسي والتنظيمي .كثير من هؤلاء لم يطالبوا بالغاء تقاعد اعضاء البرلمان للدورات السابقة ولا بتقليص عدد اعضاء مجلس النواب وتقليص رواتبهم وامتيازاتهم .انهم يطمحون الى الحصول على تعظيم لمكاسبهم المادية ومزيدا من الامتيازات وفق قوانين السوق الراسمالي النيوليبرالي (دعه يعمل ..دعه يمر ). لم يستطع اليسار العراقي الخروج من حالة الانعزال الى التشارك مع الاخرين مع الحفاظ على الاستقلال التنظيمي والفكري .اليسار العراقي ومنهم الشيوعيون يرفعون اليوم شعار ( الدولة المدنية )و (مدنيون ).وهي نفس شعارات الاحزاب الاسلامية , لذا فان سببا رئيسيا من اسباب فشل عمل اليسار العراقي هو عدم امتلاكه لهوية يسارية عراقية واضحة , ولا يقوم بتقديم تعريفات واضحة للمصطلحات التي يستخدمها مثل ( العلمانية ,القومية , الاثنية ,الامة ,المدنية , الشعب ).

ان الدولة المدنية لاتعني بالضرورة الدولة العلمانية .على اليسار العراقي تمييز نفسه عن الاحزاب القومية والاسلامية وان يعمل وسط الاحياء الشعبية من اجل تحقيق برنامج حقيقي واضح الاهداف , لا ان تتحول طموحات اليساري العراقي الى مجردالحلم بالحصول على مقعد برلماني , او حقيبة وزارية .

ان النضال مقابل ثمن مادي يحول اليساري العراقي الى مجرد مرتزق .ان الكثير من اليساريين يستسهلون الكتابة والنشر في شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع العلمانية واليسارية ,لذا هم يخبطون خبطا عشوائيا بين المفاهيم والمصطلحات ولا يميزون بين اليسار واليمين .

ختاما تبقى المشاركة في الانتخابات البرلمانية من عدمها حرية شخصية , ولكن للحصول على نتائج من اجل تغيير الاوضاع علينا المشاركة في الانتخابات البرلمانية بكثافة عالية جدا او مقاطعتها بنسبة كبيرة جدا , والاحتمال الثالث هو القيام بعصيان مدني عام وشامل والذي لايمكن ان ينجح في العراق لانقسام المجتمع افقيا وعموديا .ان ثقافة القطيع والحاكم المستبد لازالت تعشعش في عقول الكثير من اليساريين العراقيين , وكذلك تضخم الانا واليقين المطلق بصحة افكار اليسار دون التفكير بالقيام بمراجعات فكرية ودون القبول بالحوار والدخول في طاولة مستديرة بين اطراف اليسار العراقي والقبول بالنقد الذاتي .

ان اليسار العراقي يعيش في المنطقة الرمادية حيث يتردد الناخب في انتخاب اليساريين ويلجا في اللحظة الاخيرة الى انتخاب القوائم الطائفية والقومية والعشائرية والعرقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد علاء احمد زكي من الفيسبوك
وليد يوسف عطو ( 2018 / 5 / 13 - 04:22 )
شكرا على حضورك وتعليقك على مقالتي

اتفق معكم ةفي التحليل ويمكنك الاستفادة من مؤلفات الباحث حامد عبد الصمد لاجراء المقارنة

ومنها محاضرته عما يسميه بالفاشية الدينية والاسلامية وانواع الفاشيات الاخرى

في محاضرته في منظمة ادهوك

ختاما تقبل وافر مودتي وتقديري واحترامي..


2 - كتلة سائرون
د.قاسم الجلبي ( 2018 / 5 / 26 - 16:46 )
مقالة مليئة بالحقد والكراهية ضد اليسار العراقي, رغم علمك بما قدمه اليسار والشيوعيون بالآخص من تضحيات كبار من اجل اسعاد شعبه ومنهم من ضحى بحياته من اجل هذا الهدف النبيل, ارك تغمض عيناك وتصب جل كراهيتك ضد هذه القوى, لوقرأت تصريحات المرشحات والمرشحين للدورة الاخيرة , فان جل قائمة سائرون والتي حصلت على اعلى النتائج رغم التزوير وسرقة الآصوات مطالبتا بتفليص المكافئات لجميع الروساء الثلاث ولاعضاء المجلس النيابي الجديد وملاحقة جميع السراق واسترجاع كافة الآموال من التقاعد والامتيازات الغير مبررة لهم , ولو تواجدت في احدى المظاهرات التي قام بها اليسار وقرأت ما رقعوه من شعارات اتي كانت نيتها واهدافها تخليص الشعب من هذه البؤر الفاسدة, لما كتبت هذه التهم تجاه قوى اليسار , انك ياسيدي كم من يجلس في بيته العاجي وينظر الى الآخريين منه بمعنى انك جالسا على التل لا تسمع لا تفهم , الموضوعية والحياد مطلوبان مثل هكذا مواضيع حساسة حيث بهذه المقالة تجرح مشاعر الكثير من القراء هنا في الحوار المتمدن , مع التقدير

اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة