الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا كانَ هناك مريضُ نفسي أو مجنون .. فهو الله.!!

وفي نوري جعفر
كاتب

(Wafi Nori Jaafar)

2018 / 5 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في القرآن هناك آيات كثيرة تؤكد على أن الله لا يتمتع بالحكمة والرحمةِ والعدل، بل على العكس من ذلك فهي تؤكد إصابتهِ بالسادية والجنونِ، ويتجلى هذا التأكيد عندما تقرأ الآيات التي تتحدث عن مشيئتهِ وإرادتهِ، أو الآيات التي تتحدث عن إمعانهِ وإصرارهِ في إغواء وإيذاء وإفسادِ خلقهِ وعدم تقديم المساعدةِ لهم ليهتدوا ويؤمنوا بهِ، خذ على سبيل المثالِ هذه الآية:

{إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون . ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم}.

فهذه الآية واضحة تؤكد بأن الله لا يريد أو على الأقل لا يحاول مساعدة الكافرين بهِ وبآياتهِ، وعوضاً عن تقديم المساعدة بإظهار أدلةٍ واضحة لهم أو أكثر عقلانية ومقبولية عندهم، فإنهُ يختمُ عليهم بالشمع الأحمر ويتوعدهم بعذابِهِ العظيم، ولو تلاحظوا معي فإن الختم بالشمعِ الأحمر هنا قد حصلَ مسبقاً وفي الماضي، أي لم يفعل ذلك حينما رآى منهم عدم الإيمان، خصوصا وهو يقول "ختمَ" وهو فعل ماضٍ، مما يعني إنً الختمُ قد تمً مسبقاً لأنهُ يعلمُ أنهم سوف لا يؤمنون بهِ وبآياتهِ، طيب يا عزيزي إذا كنتَ تعلم مسبقاً بأنهُ لا فائدة منهم ومن وجودهم فلماذا لم تتخلًص منهم وتعذبهم بعذابك العظيم مباشرةً فتخلص أنبيائك وخلقكَ منهم ومن شرهم وظلمهم؟؟

طبعاً هذا العلم المسبق في الماضي والمشيئة السابقة بعدمِ الهداية وتقديم المساعدة لخلقهِ واضحة في عدة آياتِ في القرآن من قبيل:

{ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}.

ومن وجهة نظرِ المؤمن بالله وبالقرآن والمرقع لهما، فإنه يعزو هذا الخطأ والذنب إلى الإنسان الكافر وليس إلى الله، لأن المؤمن يعتقد بأن الإنسان الكافر هو من إختار عدم الإيمان وهو بنفسهِ من رفضَ الهداية والتصديق بالله وبآياتهِ، ويعتقد المؤمن أيضاً بأن الإنسان إن أراد الإيمان باللهِ وبآياتهِ وبالإسلام وبالقرآن أو رغبَ في ذلك فإنً الله حتماً سيساعدهُ وسيقف معهُ وسيمدُ يدِ العونِ له وسيهديهِ إلى دينهِ وإلى الإيمانِ بهِ وبآياتهِ، ومن وجهة نظرِ المتدين فإنً الكافر هو من عاند وأستكبر وهو الذي لا يريد أن يهتدي بنفسهِ مردداً مقولة قرآنهِ الغبية {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً}، وبرأيي فإنً هذه الآية بالذات جداً تافهة وساذجة، لأنه لا يوجد إنسان يملك أدنى ذرة من العقل فيرى الحق والحقيقة أمامهُ ثمً ينكرها، وخصوصاً إذا علمَ يقيناً أن مجرد إنكارهُ لهذه الحقيقة ستؤدي بهِ إلى الهلاك والعذاب العظيمِ، وأبسط مثال على ذلك، لنفرض أن شخصاً يعلم يقيناً أن ما موجود في يدهِ سمٌ قاتل لو شربهُ فإنهُ سيموت ويهلك مباشرةً ومع ذلك يشربهُ، أكيد لا يفعل عاقلُ هذا الفعل إلا المجنون أو من أرادَ الإنتحار نتيجة لظروفٍ ومشاكل خاصة بهِ.!!

وللعودة لهذا المؤمن الصالح المرقع للهِ ولرسولهِ والذي رمى الذنب بسهولة على الكافر ولم يسأل نفسهُ هذا السؤال: لو أن هذا الكافر لم يقتنع بالقرآن ولا بالإسلام ولا بآياتِ الله وأحاديث رسولهِ المنقولة، ووجدَ أن ما فيها من حجج وأدلة وكلام لا ينسجم مع المنطق العقلاني ولا مع المفاهيم الإنسانية، أليس من حقهِ أن لا يصدقها أو يؤمن بها؟؟ أليس لهُ الحق والحرية في التفكير والبحث العقلي والعلمي والإختيار؟؟ وعندما أوصلهُ بحثهُ وتفكيرهُ إلى عدم صحة ما جاءت بهِ نصوص هذا الدين وأنتهى إلى هذه النتيجة، فهل سيساعدهُ الله ويقف معهُ أم يختمَ على قلبهِ وسمعهِ وبصرهِ بالشمعِ الأحمر، وهل الذنب ذنبهُ أم ذنبِ الله الذي عجزَ عن أن يوصل لهُ أدلتهِ وحججهِ بطريقة أوضح وأفضل وأجمل؟؟

ولنعد لذكرِ الآيات التي تثبت إصابة الله بمرض السادية والشذوذ النفسي ولنأخذ مثالاً أخر:
{إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم}، أنظروا إلى الأمراض الواضحة وضوح الشمس عند هذا الإله، فلا تجد لهُ مبادرة ولا محاولة لمدٍ يدِ العونِ للذين لا يؤمنون بآخرتهِ لكي يهديهم ويقربهم إليهِ، بل على العكسِ تجدهُ يزينُ لهم أعمالهم ويغويهم ويضلهم ليزدادوا كفراً بهِ وبآياتهِ.!!

وهنا أيضاً {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}، فبدلا من الأخذِ بيد أصحاب القلوبِ الضعيفة والمريضة ومعالجتهم من أمراضهم، يقوم بإنزالِ أقصى العقوباتِ بحقهم فيزيدهم مرضاً فوق مرضهم، فعلاً عجيب أمر هذا الإله وغريب حقاً، هل نحنُ أمام شيطان؟؟ لا وفوق كل ذلك سيعذبهم عذاباً أليماً.!!

عزيزي الله: إذا كان الكفار من خلقكَ والأطباء منهم وهم البشر الذين يملكون العقل المحدود والعلم القاصر والعدل النسبي هم أحكم وأرحم وأعدل منك لأنهم يستنكفون ويشمئزون ويترفعون من أن يفعلوا هذا الفعل القبيح مع مرضاهم، بل يبذلون كل وسعهم وجهدهم لمعالجتهم وتخليصهم مما يعانون، فكيف بكَ وأنت الذي تزعم بأنك كلي العلم والحكمة والرحمة والعدل المطلق؟؟، فهل من متدبر.!!

بالمناسبة: كل الآلهة في الأديان السماوية الأخرى هم أيضاً مرضى نفسيون ومصابين بالجنون، فلا يوجد إله أفضل من إله ولا دين أفضل من دين آخر.!!

*********************************
ملاحظة: كل الاديان على الارض هي من صنع البشر.!!

وفي نوري جعفر.

محبتي واحترامي للجميع.

https://www.facebook.com/Wafi.Nori.Jaafar/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي