الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل الانبياء أفضل أم الفلاسفة؟
داود السلمان
2018 / 5 / 11الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يعتقد كل المتكلمون والفلاسفة المسلمون، ومنهم أبو نصر الفارابي: أن النبي هو أفضل من الفيلسوف، ويأتي الفيلسوف من بعده بالمنزلة من الناحية العقلية، أي أن النبي يمتاز بعقل واسع واكبر، ثم أنه مسدد بالوحي الذي يخبر النبي بأخبار السماء ويزوده بالغيبيات، كما يقول الفارابي.
ونحن، لو عقدنا مقارنة بسيطة بين النبي والفيلسوف لثبت لنا عكس هذا الرأي تماماً، ثم أن الفلاسفة تركوا لنا نظريات وافكار ثرة لاتزال هي محط أنظار ودراسات الاجيال، رغم البون الشاسع بيننا وبينهم، بعكس الانبياء الذين اخبرونا بنظريات وعلوم قالوا: انها نزلت عليهم من السماء عن طريق الوحي، لكن العلم الحديث ابطل كثير من تلك القضايا التي قالوا انها علوم، وهي كثيرة جداً ومنها على سبيل المثل قولهم: أن الشمس تتحرك وأن الارض ثابتة!، لكن العلم الحديث اثبت لنا أن العكس هو الصحيح.
إن جميع الذين أرخوا للعلم والفلسفة لم يشذ أحداً منهم فيقول أن سقراط أو افلاطون أو أرسطو لا وجود لهم، وانهم شخصيات وهمية خيالية، كذلك العديد من الفلاسفة الذين سبقوا هؤلاء امثال: ديمقريطس وهيرقليطس، انهما من وضع الوضاعين ولا حقيقة لهما، ولم يُقل كذلك أن هؤلاء هم ليسوا بفلاسفة وإنما كانوا مجرد أناس عاديين. بمعنى آخر أن الفلاسفة الى يومنا هذا لم يشك أحداً بوجودهم، بينما الشك يدور حول الانبياء، فالملحدون واللاأدريون واللادينيون يشكون بوجود الانبياء، ولهم ادلتهم الخاصة ونظرياتهم واحتجاجاتهم، بل والاهم من ذلك أن الدراسات والحفريات الحديثة أكدت أن نبي الله ابراهيم-الذي يُعتبر أبو الانبياء- لا وجود له، ومن هؤلاء القائلين بذلك طه حسين عميد الادب العربي في كتابه "في الشعر الجاهلي" والذي تعرض من خلاله الى الانتقاد ووصل الامر الى محاكمته، ما لم يتنازل عن افكاره هذه، فتنازل الرجل وسحب الكتاب من المكتبات، ولم يُطبع طبعة مرة أخرى الى اليوم، رغم مرور ما يقرب عن الخمسين عاماً أو يزيد على صدوره.
الانبياء حاربوا الناس وقتلوهم واجبروهم على الايمان بهم، بينما الفلاسفة لم يفعلوا هذا ابداً، بل الناس هم من آمن بفلسفتهم وبنظرياتهم، لأنهم كانوا قمة في الاخلاق والسجايا الحميدة، ومع ذلك تعرضوا للاضطهاد والى السجن والى الاقصاء والتهجير عن اهلهم واوطانهم. الم يحكموا على سقراط بالموت وقد اجبروه على تجرّع السم الزعاف، بتهمة انه كان يحرض شبابهم على الانزلاق عن مبادئ الاخلاق الكريمة، وكل ذلك زوراً وبهتاناً.
الفلاسفة تركوا للأجيال الكثير من العلوم الانسانية والقيم النبيلة والنظريات العلمية الناهضة، والتي تُدرّس اليوم في معظم جامعات العالم، كأثر انساني عظيم يجب أن نستفيد منه لاسيما وأن فيه علوم ونظريات نحتاجها اليوم.
واذا رجعنا الى الانبياء، ما هي العلوم التي تركوها للأجيال؟ واذا قال قائل: أن واجب الانبياء هو اخبار الناس أن هناك الهاً للكون يجب أن نعبده لا أن نعبد سواه؟. نقول: وهل هذا يكفي؟، ثم أن الانبياء، ورغم عددهم الكبير جداً- وبحسب المرويات الاسلامية أن عددهم كان مائة وعشرون الف نبي- لم يخبروننا بأكثر من هذا، ثم انهم لم يستطيعوا ارشاد الناس بل الناس ضلوا واضلوا عن جادة الصواب.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ألمانيا تسمح بالحشيش -للترفيه- ودول عربية -طمعانة- في أرباحه
.. بسبب حرب غزة..متظاهرون يقاطعون كلمة بايدن | الأخبار
.. قصف وحصار إسرائيلي على غزة.. الجوع يقتل الغزيين أيضا
.. لماذا قرر نتنياهو إعادة إرسال الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن؟
.. هيئة البث الإسرائيلية: أهالي الجنود المحتجزين في غزة يجتمعون