الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبقة العاملة في ظل استشراس قوى رأس المال

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2018 / 5 / 11
الحركة العمالية والنقابية



* وحدتنا هي القوة الوحيدة لصد هذا الهجوم الوحشي على حقوقنا*


تواجه الطبقة العاملة في عالمنا اليوم استمرار الهجوم على حقوقها، وضرب جانب كبير من انجازاتها التي حققتها على مدار عقود من السنين، ضمن نضالات نقابية مثابرة. يأتي هذا الهجوم من قبل قوى رأس المال التي استغلت مرحلة انهيار المعسكر الاشتراكي وما تبعها من متغيرات اقتصادية وسياسية واجتماعية ، وتكريس سياسة العولمة وبضمنها فرض النمط الاقتصادي النيوليبرالي، والذي يعتبر حاضنة ودفيئة راعية للقوى الرأسمالية.



صندوق النقد (النهب) الدولي
اهتمت القوى الرأسمالية أولًا بضمان سيطرتها السياسية على معظم الحكومات في العالم، وقامت بوضع وتقوية أسس مؤسسات عالمية ترعى وتوسع مضامين سياستها الاقتصادية، بحيث تساعدها على السيطرة شبه الكاملة على اقتصاد مختلف الدول بل السيطرة على شرايين الاقتصاد العالمي عامة.
ومن هذه المؤسسات "البنك الدولي " وصندوق النقد (النهب) الدولي"، ومن ضمن مسؤوليات هذه المؤسسات تقديم القروض (البنك) بفوائد كبيرة وبذلك السيطرة المباشرة على اقتصاد مختلف الدول خاصة الدول المدعوة "النامية"، وبالمقابل يأخذ صندوق النقد الدولي دور المُفَتّش على اقتصاد الدول ورسم بل فرض السياسات الاقتصادية والاجتماعية لهذه الدول وفق مصالح الدول الغنية، أي قوى رأس المال.



ضرب الحقوق العُماليّة
ضمن هذه السياسات التي فرضها ممثلو صندوق النقد الدولي، كانت سياسة ضرب الحقوق العُمّالية ومن خلالها ضرب مكانة القوى النقابية التي أنجزت تلك الحقوق للطبقة العاملة في مختلف الدول. حيث قامت بإلغاء اتفاقيات العمل الجماعية أو تقليص جزء كبير من بنودها الهامة، وفرض سياسة العمل وفق اتفاقيات عمل فردية وخاصة، بهدف تفكيك الوحدة النقابية وبذلك إضعاف دورها ومنع نمط الوحدة العمالية، التي نعتبرها الرأسمال الحقيقي الوحيد الطبقة العاملة في مواجهتها شراسة القوى الرأسمالية.
لقد أدّى هذا الهجوم المتواصل إلى تراجع كبير في دور الاتحادات النقابية، بل أقول وبصراحة أنّ عددا كبيرا من قياداتها اتبع أُسلوب "التعايش" مع قوى رأس المال، مبتعدًا عن الأسلوب النضالي الميداني وشحن الجماهير العمالية وتوحيد موقفها محليًا وعالميًا من أجل السير في الطريق النضالي وصد الهجوم الرأسمالي العنيف على حقوق الطبقة العاملة في مختلف أنحاء العالم.



ردنا يجب أن يكون: وحدتُنا قوّة لنا
لقد سبق وحذّر كل من ماركس وإنجلز في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بالنسبة للنقابات العمالية وقياداتها من خطر أن تُصاب قياداتها بمرض البيروقراطيّة - البرجوازية، وبذلك تجد نفسها بعيدة كل البُعد عن هموم الطبقة العاملة من جهة، وفاقدة لإمكانيات تجنيد القوى العاملة في نضالات هامة ومفصليّة من أجل تحقيق مكاسب لها من قوى رأس المال.
بالإمكان القول: كم صَدَقَ هذا التحليل لماركس وإنجلز، بحيث نجد أنفُسنا اليوم نعيش هذه المرحلة. ففي ظل الهجوم الرأسمالي الوحشي على عدد كبير من إنجازات الطبقة العاملة واتحاداتها النقابية، معظم قياداتها تصرفت كتصرف النعامة، دافنة رأسها تحت مكاتبها، وغرس فكرة لا يمكن لنا مواجهة هذه القوى، أي القوى الرأسمالية وقوتها الاقتصادية.
بإمكاني القول بل التأكيد ومن خلال تجربتي النقابية المتواضعة، أن هذا الإدعاء لهذه القيادات، غير صحيح بتاتًا، فالعمال في معظم أماكن العمل، وعلى مختلف مهنهم، بحاجة ماسة لقيادة تزرع في نفوسهم الروح النضالية، روح الوحدة العمالية التي هي القوة المتينة كالفولاذ في مواجهة قوى رأس المال مهما بلغ جبروتها، وشعارنا " وحدتنا قوّةٌ لَنا"، هو الشّعَار الأصدق في جميع المراحل وبه فقط نستطيع صد، بل كسر شراسة القوى الرأسمالية وتحقيق مطالبنا العادلة والصادقة بل انتزاعها من مخالب طُغيانها، أي الرأسمالية.
لذلك لا بد من العودة يوميًا من خلال الالتحام بهموم الطبقة العاملة على شعارنا، يا عُمّالنا اتحدوا، ويا عُمّال العالم اتحدوا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون


.. التوحد مش وصمة عاملوا ولادنا بشكل طبيعى وتفهموا حالتهم .. رس




.. الشرطة الأميركية تحتجز عددا من الموظفين بشركة -غوغل- بعد تظا


.. اعتصام موظفين بشركة -غوغل- احتجاجا على دعمها لإسرائيل




.. مظاهرات للأطباء في كينيا بعد إضراب دخل أسبوعه الخامس