الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل التغيير ممكن

سلمان محمد شناوة

2018 / 5 / 12
المجتمع المدني


هل التغير ممكن ..
كيف يستطيع الناخب ان يضمن ان القادم سيكون افضل ...
كل التجارب سيئة , والواقع صعب , وكل الاشخاص ساهموا بطريق او باخر بالوصول لهذا الحال ..
الحقيقة ونحن ندخل انتخابات 2018 لا يوجد ضمان ان يكون الحال افضل , ولا يوجد اي رؤية ان هناك مستقبل افضل , كل الوعود هي وعود مستقبلية لشخصيات لا نعرف عنها شيئا , مجرد الامل ان هناك سيكون تغير . وهل يكفي ذلك ؟
هناك الكثير من الوجوه الجديد , ولكنها وجوه غير مستقلة تماما , لأنها تدخل ضمن كتل واحزاب فاسدة للنخاع , فكيف يكون التغير , القادة الكبار هم هم , ( المالكي , مقتدى الصدر , عمار الحكيم , هادي العامري , وحيدر العبادي ) هؤلاء هم الشيعة الكبار والسنة قادة الكتل ايضا نفس الوجوه ( أياد علاوي . سليم الجبوري , اسامة النجيفي , والكربولي ) اما الاكراد قادة الكتل ( مسعود البرزناني والطلباني ) , ...
كل الوجوه الجديدة هم بيادق على ارض المعركة الانتخابية كل مهمتهم هي كسب اكبر قدر ممكن من الاصوات تضاف للكتلة , والهدف منهم هو تشتيت الاصوات في مصلحة الكتل الكبيرة ...
حين اسال اي ناخب في الطريق او في سيارة الاجرة (( ماهي وظيفة النائب في البرلمان العراقي )) الحقيقة الكثير لا يعرفون , هم يعتقدون ان هذا النائب في البرلمان العراقي , والبعيد جدا عن هذه القرى البسيطة في جنوب او وسط العراق , سوف يقوم فورا حال انتهاء التصويت بتعين ابنائهم العاطلين عن العمل , او يساهم بصورة مباشرة بإيصال الكهرباء الى بيوتهم الفقيرة ’ دون ان يدفعوا ضرائب او فواتير عالية الثمن , وهذا المواطن البسيط لا يدري ان هذا النائب حين يدخل البرلمان ربما يساهم بزيادة الضرائب الباهظة عليهم او يساهم بزيادة الرسوم المدرسية او الصحية لأننا بلد بميزانية ذات عجر , وهذا العجز لابد ان يتم تسديده عن طريق الضرائب على عموم الشعب .
المواطن لا يفهم ان الانتخابات هي التزم والتزام مقابل على شكل ( عقد اجتماعي حقيقي ) بين الناخب والمرشح , مقابل ان يعطي صوته , ان يلتزم النائب ام مرشحيه ولهم حق محاسبته وسؤاله ماذا قدم لهم , وظيفة النائب ان يجعل حياة المواطن افضل عن طريق تشريع قوانين لكل الشعب العراقي , فتصبح لدينا بنية تحتية افضل وصحة افضل وتعليم افضل , وهذا لا يتم الى عن طريق قوانين تشرع لكل العراق وتأخذ وقت طويل حتى نرى النتائج , النتائج السريعة مستحيلة وغير ممكنه تماما .
لكن كيف يستطيع ان يقدم التزاماته للمواطن وهو تحت نفوذ قادة الكتل , فلا يستطيع ان يناقش او يحضر او يصوت في البرلمان الا بموافقة قادة الكتل , ان وافقوا صوت وان امتنعوا امتنع , فكيف نتأكد ان لديه شخصية مستقلة يستطيع ان يقول لا في وقت ال (( لا )) وان يقول نعم في وقت (( النعم )) , لا بل كيف نتأكد ان هذا المرشح له القدرة للقتال لمصلحة المواطن اذا قال الكل (( لا )) , وظيفة البرلماني هي وظيفة عامة مرنه لها القدرة للتفاوض والبحث الى افضل الفرص والمميزات لصالح ناخبيه , من الشخصيات يمكن ان تكون شخصية مقاتلة , ولا يكون موظف كل همه (( 100 مليون لتحسين المعيشة )) والراتب الضخم يستلمه اخر الشهر .
واقعنا يقول نصف البرلمانيين انما هم نائمون لا نسمع عنهم شيئا حتى نهاية الفترة البرلمانية , وهذا واقع لا نستطيع ان نتجاوزه حين نريد ان نعيد الانتخاب .
وهناك مشكلة الكتلة الاكبر ..
الدستور ينص ان الوزارة يشكلها صاحب الكتلة الاكبر من القوائم الشيعية , ماذا اذا ام يستطيع اي من الكتل الشيعية ان تكون هي الكتلة الاكبر , خصوصا ان الشيعة دخلوا الانتخابات متفرقين وغير متحدين , ماذا لو ان احدى الكتل السنية كانت هي الاكبر , ماذا يكون الحل ؟
كلنا نتذكر انتخابات 2010 حين كانت كتلة اياد علاوي الاكبر بواقع 91 مقعد ونوري المالكي حاز 89 مقعدا ,ووقتها تعطل تشكيل الوزارة 6 اشهر تقريبا , من ذاك الوقت تشكل عرف دستوري ان الوزارة يشكلها الشيعة والبرلمان السنة والرئاسة للأكراد .
ان يدخل السباق الانتخابي قوائم لا تستطيع ان تنتصر هذا يعود بنا الى المربع الاول , المأزق الذي حاولنا دوما الخروج منه ولم نستطيع , الذي يشكل الحكومة يجب ان يكون الكتلة الاكبر , وان ينتصر بسهولة تتيح له تشكيل وزارة مريحة , ولكن من ’ من القوائم تستطيع ان تنتصر بسهولة وتكون هو الكتلة الاكبر , ربما في هذه الانتخابات لا احد لانهم تفرقوا , واصبحوا متساويين القوة ’ والحالة هذه حتى يتم تشكيل الحكومة يحاولون مرة اخرى التالف والتحالف قبل الجلسة الاولى حتى يصبحوا الكتلة الاكبر , وهنا نعود للمحاصصة اللعينة , الكل في الحكومة والكل في المعارضة , فلا تكون لدينا حكومة قوية ولا تكون لدينا معارضة قوية , وهكذا نبات في نفس المستنقع ونصحو بنفس المستنقع .
الحقيقة اننا نحتاح الى اكثر من الامل للتغير , نحتاج النية الصادقة ونحتاج الوجوه الجديدة المثقفة ذات مهنية عالية كل بتخصصه , القانوني والاقتصادي والمعلم والمثقف , ونحتاج اشخاص اصحاب رؤية وخطة مستقبلية تستطيع ان تنشلنا من هذا المستنقع .
فهل نستطيع ذلك ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة


.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا




.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب