الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضفاف عراقية -الحلقة الثامنة-

عبدالله ماهر محمود
كاتب وصحافي

(Abdullah M. Mahmoud)

2018 / 5 / 13
مقابلات و حوارات


البرنامج الصحفي
"ضفاف عراقية"

إعداد وتقديم
عبدالله ماهر محمود

الحلقة الثامنة

مع الكاتب العراقي "أحمد العتبي"



حزمتُ أمتعتي وعلى لوحي الخشبي انطلقتُ شاقاً بحور الأدب، والفن، والثقافة، باحثاً عن ضفاف عراقية أرسي عندها أتحاور معها، املى قارورتي من خبرتها، وعلمها، وثقافتها، فكان أحد ضفافي الكاتب والروائي العراقي "احمد العتبي"

الساحة الأدبية في العراق كالميدان المفتوح، بين الحين الآخر يبرز فارس جديد أسلحته القلم، وأفكاره الواقعة في الواقع او الخيال وربما يكون متارجحاً بين الاثنين، يحارب من أجل رسالته.
من بين الفرسان برز شاب ذو طموح ووعي فكري، وبجراءه قدم لنا أول أعماله انه الكاتب "احمد العتبي" صاحب "رواية وردي" فلنتعرف عليه.


1. أهلًا وسهلاً بك في ضفافنا الأدبية لنتعرف عليك اسماً ورسالة من هو أحمد العتبي؟

— أحمد ظاهر العتبي، دبلوم ميكانيك عام/الجامعة التكنولوجية، وبكالوريوس قانون/كلية الرافدين الجامعة، وموظف في أحد المصارف الحكومية ببغداد.
تنحدر أسرة والدي من جنوب محافظة بابل، مدينة المدحتية تحديدا، وهي مدينة عريقة كانت فيها حوزة علمية، وتعود تسميتها إلى مدحت باشا والي بغداد العثماني الذي تسمّت باسمه.
وتعود أسرة والدتي بأصولها الى محلة باب الشيخ في بغداد..
ولدتُ في كرخ بغداد، وعشتُ مرحلة الدراسة الاعدادية في المدحتية ببابل، وقضيت بعدها أيامي حتى يوم الناس هذا في الرصافة. وفيها كتبتُ روايتي الأولى: "وردي" الصادرة عام 2018 عن دار الرافدين/ بيروت.
_____________

2. لكل فعل بداية، عرّفنا كيف كانت بدايتك مع الكتابة؟

— القراءة عندي مفتاح للكتابة، الذي لا يقرأ لا يمكنه أن يقدم إلا نصوصاً خالية من الشكلية المطلوبة لتقديمها إلى القراء كمنتج فكري أو علمي أو أدبي رصين.
كنت أقرأ كثيراً منذ مراحل طفولتي، أقرأ صحفاً ومجلات وقصصاً قصيرة وروايات واشعاراً منذ نعومة أظفاري.. منذ أيام دراستي الابتدائية، كنت أذهب إلى المكتبة العامة في المدحتية ما بين عامي الخامس عشر والسابع عشر، وإلى شارع المتنبي بعد الثامنة عشر. بتشجيع من عائلتي وأصدقاء مخلصين يكبرونني لم يغفلوا تقديم النصائح لي وتقييم مسيرتي في حياتي بين حين وآخر.
_____________

3. لابد إن لنشأتك الأدبية شخوص لا نعرفهم، فهل يحق لنا أن نعرف من أثر أو ترك أثراً فيك؟

— كانت لوالدتي أثر كبير في تشجيعي على القراءة والتعلم، وكانت عمتي معلمة اللغة الإنكليزية المتقاعدة حالياً (الست وهبية محيسن العتبي) أماً أخرى، ناصحة مشجعة، ذات قلب ملئ بالعاطفة تجاهي..
كنت أكتب قصصاً بسيطة خلال مراهقتي (تناسب عقل مراهق بسيط) أقرؤها لوالدي الذي لايبخل عليّ بوقته بعد أيام عمل شاقةٍ، يصغي إلي قدر طاقته ويطلب مني كتابة المزيد.
ولن أنسى بالذكر الخال جواد كاظم محمد مؤلف رواية "الواقف" الذي قدم لي كل المساعدة الممكنة ولولاه لما كنت احمد العتبي الذي تعرفونه الآن.
____________

4. عندما تكتب هل تفكر بالقارئ وكيف تحرص على حضوره الذهني؟

— كل كلمة أكتبها موجهة للقارئ، فأنا ضمن مجموعة من الكتاب يكتبون للقراء لا لأنفسهم، وجعل القارئ متشوقاً مشدود الأعصاب ومشغول الذهن بما سيكون بعد ما قرأه من أحداث الرواية، هو من أولوياتي في الكتابة.
وإن أحسست أن ما بعد أحد نصوصي الروائية لم يقدم جديداً عمّا سبقه مزقته وأودعته سلة المهملات.
_____________

5. كيف يفسر العتبي الطباعة المفرطة في وقتنا الحالي دون رقابة ثقافية مختصة، وهل هذا المجرى يحتمل أن يجري مجرى آخر في ذائقة القراء؟

— مجتمع القراء حكّام يلقون أحكامهم على كل ما يطبع.. رقابة القرّاء وذائقتهم أهم عندي من أي رقابة حكومية أو شبه حكومية. ومجموع آراء القراء في شأن كتابٍ ما هو حكم جهة رقابية عليا.
وبموجب كل ما تقدم.. فأنا ضد أي رقابة حكومية يمكن أن تكون بعد حين مكممة للأفواه والأقلام، وموجهة لما يُكتب وفق آيديولوجية معينةٍ تتبناها أو تحاول فرضها على المجتمع.
_____________

6. كتابتك بالنسبة إليك بماذا تشبهها، هل هي قلعة تحتمي بها من عواصف الحزن والشجن، أم أنها مجرد نافذة تطل على أشيائك السرية والحميمية؟

لم أكُ حزيناً أبداً، وأسعى لمقاومة كل الأحزان ودحرها، فأنا أصنع الفرحة لنفسي ولغيري من أبسط الأشياء على الدوام.

وأما أشيائي السرية فهي تخصني وحدي، لا أقدمها لقرائي في كتاباتي، وأسعى لعدم تأثُر أبطالي بي، في فِعالي وسلوكياتي.. السرية والعلنية منها.

وبذلك فأنا أشبِّه كتاباتي بتجارب حياتية لي ولغيري آخذها من المجتمع وأطوِّعها بشكلٍ روائي، واقعي تاريخي أو ميتاقصي حداثي وما بعد حداثي في عجائبيات أو غرائبيات أصوغها لإمتاع القراء وترك المجال لكل منهم للاستنتاج والتأويل والتفسير.
———————

7. أحمد لماذا الرواية، وما هي رسالتك فيها؟

الرواية ما بعد الحداثية بوجه خاص (بالنسبة لي)، هي محيط عظيم يمكنه ابتلاع كل أجناس الأدب، والانطلاق من الرواية وفق ذلك المفهوم هو انطلاق من قمة الأدب، والحفاظ على مستوى انطلاقة كهذه هو تحدٍ كبير وحملٌ ثقيلٌ أتمنى ان أكون على قدرٍ كافٍ من الاستطاعة على حمله والحفاظ على رسالتي الوسطية فيه.
___________

8. من وجهة نظرك من هم القراء الحقيقيون؟

القراء الحقيقيون من يستنتجون ويحللون ويتعلمون من مجموع قراءاتهم.
_____________


9. الكتابة خدعة أم حرب أم ماذا يفسرها أحمد؟

الكتابة صناعة رأي وفكرٍ ومواقف وأحداث، والصناعة ليست حرباً أو خدعة، بل هي تقديم منتج جيد لمستهلك يسعى لاقتناء كل مفيد وممتع في الوقت عينه.
___________

10. نود أن نتعرف على رأيك في الشارع السياسي وما هو انطباعك عنه؟

أغنّي للحرية في خضم كل الفوضى السياسية والاضطرابات التي عانى منها نظام الحكم المبني على أسس طائفية وعرقية ودينية بعد 2003.
___________

11. ما هي الطقوس التي تمارسها في الكتابة والقراءة؟

لاطقوس معتادة، أقرأ وأكتب في حافلات نقل الركاب، وسيارات التاكسي، والمنزل.. اكتب فصول رواياتي في هاتفي النقال أو جهاز اللابتوب الخاص بي.. في المساء أو الصباح الباكر.. في أي مكان وزمان ياصديقي.
___________

12. الكاتب العراقي هل هو مضطهد أم إنه شخص لا يداعي بحقوقه؟

لا هذا ولا ذاك.. ولكن الوضع العام للعراق غير مستقر بشكل كبير منذ خمسة عشر عاماً، والفوضى السياسية انعكست على كل جوانب الحياة، الاجتماعية والاقتصادية والأدبية والعلمية والثقافية.

نحن نعيش فوضى أدبية خلّاقة (وفق المفهوم الأمريكي) الذي قُدِّم لنا وجبة طازجة جاهزة سهلة الأكل، ولم تؤد مفعولها بعد كل ذلك الخراب حتى الآن.
___________

13. حدثنا عن روايتك ولماذا الوردي؟

رواية وردي هي رواية ما بعد حداثية قائمة على أسلوب السرد الذاتي على لسان الأبطال (تعدد الأصوات)، تتداخل فيها قصص عدد من الشباب العراقيين من طبقات اجتماعية مختلفة لتنتج في المحصلة خلطة حكائية تبدأ من الواقع وتمر بالغرائبية لتنتهي بعد حين بمعارك ضخمة في سماء بغداد بين الملائكة بقيادة جبريل وغيره من كبار الملائكة على طرف، والشياطين بقيادة أبي الجن من طرف آخر.
شخصيات أبطالي مركبة ليس فيهم من شخصية تمثل الخير الدائم أو الشر الدائم، بل انهم يتقلبون بين جانبَي الخير والشر، وفق أحداث حياتهم، وما تمليه عليهم عقولهم المضطربة بالذهان أو الفصام أو اضطرابات الشخصية المتعددة بسبب كل ما جرى ويجري في عوائلهم ومجتمعاتهم وعوالمهم المأزومة أصلاً.
___________

14. ما هو الكابوس في واقع العتبي وما هو الحلم الذي ينشده دوماً في مسيرته الأدبية؟

الكابوس الكبير عندي هو قمع الحريات وفرض الإرادات البشرية للناطقين باسم الله والدين، والله والدين براءٌ من ذلك.
وحلُمي اليوم هو صنعُ مجتمعٍ أفضل، ولا شئ غيره.
___________

15. كلمة الختام لك فماذا تقول؟

شكراً جزيلاً لك لتوفيرك هذه الفرصة لأكون مع الأصدقاء والقراء والمتابعين، في حوارٍ صريح من القلب إلى القلب.

أعمل الآن على كتابة روايتين اثنتين بعد نجاحات رواية "وردي" وتجاوز مبيعاتها لكل ما كان متوقعا ومخططاً لها، سأقدم أولاهما خلال العام 2019 وأرجو أن تكون عند حسن ظنكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن